قال : فسالته عن مجلسه كيف كان يصنع فيه .
فقال : كان رسول الله صلى الله عليه و آله ما يقوم و لا يقعد إلا على ذكر الله و كان لا يوطن الاماكن و ينهى عن إيطانها ( 1 ) و إذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس و يأمر بذلك .
يعطي كل جلسائه نصيبه منه لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه .
من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف .
و من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو ب ميسور من القول .
و كان قد وسع الناس منه بسطه و خلقه و صار لهم ابا و صاروا عنده في الحق سواء .
1 - الايطان : جعل مكان وطنا و اتخاذه محل الجلوس و الاقامة ، و الظاهر أن المراد منه هاهنا أنه صلى الله عليه و آله لم يكن يخصص لنفسه مكانا معينا للجلوس أو الوقوف فيه كما هما هو عادة اشراف أهل الدنيا بل كان صلى الله عليه و آله يجلس اي مكان يجده خاليا و يتيسر له الجلوس فيه .