قال ( باب القنوت في الصلوات ) قلت مذهب الشافعي القنوت في جمع الصلوات الحادثة و السلف منهم من نفى القنوت و منهم من أثبته في البعض و لم يقل احد منهم بالقنوت في الجميع الا الشافعي كذا ذكر الطحاوي قال و لم يزل النبي صلى الله عليه و سلم محاربا للمشركين إلى ان توفاه الله و لم يقنت في الصلوات
قال ( باب القنوت في سائر الصلوات الصبح ) قلت ما ذكره البيهقي في هذا الباب من حديث انس ثم تركه و عزاه إلى مسلم يعم سائر الصلوات و في مصنف عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى كان يقول من اين اخذ الناس القنوت و يعجب و يقول انما قنت رسول الله صلى الله
عليه و سلم شهرا ثم ترك ذلك و روى أبو حنيفة في مسنده عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لم يقنت رسول الله صلى الله عليه و سلم الا شهرا حارب حيا من المشركين فقنت يدعو عليهم و في المؤطا مالك عن نافع ان ابن عمر كان لا يقنت في شيء من الصلوات قال ( باب الدليل على انه لم يترك أصل القنوت في صلوة الصبح ) ذكر فيه حديث انس ( ما زال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا ) ثم قال ( قال أبو عبد الله يعنى الحاكم صحيح سنده ثقة رواته ) قلت كيف يكون سنده صحيحا و رواية عن الربيع أبو جعفر عبسى ابن ماهان الرازي متكلم فيه قال ابن حنبل و النسائي ليس بالقوي و قال أبو زرعة يهم كثيرا و قال الفلاس سئ الحفظ و قال ابن حبان يحدث بالمناكير عن المشاهير قال البيهقي ( و قد رواه إسمعيل بن مسلم و عمرو بن عبيد عن الحسن عن انس الا انا لا نحتج باسمعيل و لا بعمرو ) ثم قال ( و لحديثهما هذا شاهد عن النبي صلى الله عليه و سلم ثم عن خلفائه ) ثم ذكر منها حديث خليد بن دعلج ( عن قتادة عن انس قال صليت خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقنت و خلف عمر فقنت و خلف عثمان فقنت ) قلت يحتاج ان ينظر في امر خليد هل يصلح ان يستشهد به ام لا فان ابن حنبل و ابن معين و الدارقطني ضعفوه و قال ابن معين مرة ليس بشيء و قال النسائي ليس بثقة و لم يخرج له احد من الستة و في الميزان عده الدارقطني من المتروكين ثم ان المستغرب من حديث انس المتقدم قوله ما زال يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا و ليس ذلك في حديث خليد و انما فيه انه عليه السلام قنت و ذلك معروف و انما المستغرب دوامه حتى فارق الدنيا فعلى تقدير صلاحية خليد للاستشهاد به كيف يشهد حديثه لحديث انس ثم ذكر من الشواهد حديث يحيى بن سعيد ( ثنا العوام بن حمزة سألت ابا عثمان عن القنوت في الصبح قال بعد الركوع قلت عمن قال عن ابى بكر و عمر و عثمان رضى الله عنهم ) ثم قال ( اسناد حسن و يحيى بن سعيد لا يحدث الا عن الثقات عنده ) قلت كيف يكون اسنادا حسنا و العوام تقدم قريبا ان يحيى قال ليس بشيء و قال احمد له أحاديث مناكير و رواية يحيى بن سعيد عنه ان دلت على ثقته عنده كما مر فما ذكرناه يدل على ضعفه و الجرح مقدم على التعديل و قد أخرج ابن ابى شيبة عن حفص بن غياث عن ابى مالك الاشجعي قال قلت لابى يا ابت صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم و خلف ابى بكر و عمر و عثمان فما رأيت احدا منهم يقنت فقال يا بني هى محدثه و رواه ايضا عن ابن إدريس عن ابى مالك بمعناه و السندان صحيحان فالأَخذ بذلك اولي مما رواه العوام و حديث ابى مالك ذكره البيهقي فيما بعد في باب من لم ير القنوت في الصبح و أخرجه ابن حبان في صحيحه و لفظه صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقنت و صليت خلف ابى بكر فلم يقنت و صليت خلف عمر فلم يقنت و صليت خلف عثمان فلم يقنت و صليت خلف على فلم يقنت ثم قال يا بني انها بدعة ثم أخرج البيهقي ( عن طارق قال صليت خلف عمر الصبح فقنت و عن عبيد بن عمير قال سمعت عمر يقنت ههنا في الفجر بمكة و عن عبيد بن عمير عن عمر مثله ) ثم قال ( و هذه روايات صحيحة موصولة ) قلت كيف تكون صحيحة و في الاسانيد الثلاثة محمد بن الحسن البربهارى قال ابن الجوزي في كتابه قال البرقانى كان كذابا و قال الدارقطني خلط الجيد بالردي فأفسده و في السند الثاني مع البربهارى