قال ( باب النهى عن الصلاة على ظهر الكعبة ) ذكر فيه حديث ابن عمر ( نهى عليه السلام عن الصلاة في سبعة مواطن ) فذكر منها ظهر بيت الله تعالى ثم ضعف سند ه قلت على تقدير ثبوته هو متروك الظاهر فيما لو جعل بين يديه بناء أو نحوه فيحمل الحديث على الكراهة
لما فيه من الاستعلاء على البيت و في هذا التأويل عمل بعموم الحديث أو يحمل النهى على ما إذا صلى على طرفها بحيث لا يبقى بين يديه منها شيء و الدليل على جواز الصلاة على ظهر الكعبة العمومات لقوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام فان أريد بالشطر الجهة فهو ظاهر و ان أريد البعض فقد توجه إلى ما بين يديه قال ( باب المرتد يقضى ما ترك من الصلوات ) ذكر فيه حديث ( من نام عن صلاة أو نسيها ) قلت هذا الحديث لا يشمل الكافر حتى لا يقضى ما ترك من الصلوات فكذا المرتد اذ الاسلام فيهما يهدم ما قبله و قال الله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف و اسم الكفر يشملهما و قال البيهقي في الخلافيات ( المراد من النسيان الترك كقوله تعالى نسوا الله الآية ) قلنا حقيقة النسيان الترك و لهذا يقال ترك عامدا و لا يقال نسى عامدا و حقيقة النسيان فقد الذكر و لهذا قال فليصلها إذا ذكرها
قال ( باب من شك في صلاته فلم يدر ثلاثا صلى ام اربعا ) ذكر فيه حديثا عن ابن عمرو في سنده إسمعيل بن ابى أويس و اخوه أبو بكر ( فقال رواته ثقات ) قلت ذكره صاحب التمهيد ثم قال لا يصح رفعه لم يرفعه الا من لا يوثق به و إسمعيل و اخوه و أبوه ضعاف لا يحتج بهم
قال ( باب سجود السهو في النقض قبل السلام ) ذكر فيه حديث يحيى بن عثمان بن صالح ( ثنا أبو صالح الجهنى ثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن بكير عن العجلان مولى فاطمة حدثه ان محمد بن يوسف مولى عثمان حدثه عن ابيه عن معاوية بن ابى سفيان صلى بهم فنسى و قام و عليه جلوس فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين قبل السلام ) الحديث ثم قال ( و كذلك فعله عقبة بن عامر ) قلت فيه اشياء أحدها ان ابا صالح هو عبد الله بن صالح كاتب الليث متكلم فيه و الثاني انه مع ذلك قد اختلف عليه في السند فروى عنه كما تقدم و قال البيهقي في كتاب المعرفة و رواه عبد الله بن صالح عن بكر عن عمرو عن محمد بن عجلان و الثالث ان يحيى بن عثمان ايضا متكلم فيه قال عبد الرحمن كتبت عنه و كتب عنه ابى و تكلموا فيه و الرابع ان بكير ا هو ابن الاشج اختلف عليه ايضا في سند هذا الحديث و متنه فرواه عنه عمرو بن الحارث كما تقدم و رواه ابنه مخرمة عن ابيه بكير عن محمد بن يوسف سمعت ابى يحدث ان معاوية صلى بهم فقام في الركعتين و عليه الجلوس فسبح الناس به فأبى ان يجلس حتى إذا جلس للتسليم سجد سجدتين و هو جالس ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى هكذا أخرجه الدارقطني في سننه فلم يذكر بين بكير و محمد بن يوسف احدا و لم يذكر في متنه ان السجود كان قبل السلام و الخامس ان محمد بن عجلان رواه عن محمد بن يوسف فصرح فيه بان السجود كان بعد السلام قال النسائي في سننه انا الربيع بن سليمان هو المرادي ثنا شعيب بن الليث ثنا الليث عن ابن عجلان عن محمد بن يوسف مولى عثمان عن ابيه يوسف ان معاوية صلى امامهم فقام في الصلوة و عليه جلوس فسبح الناس فتم على قيامه و سجد سجدتين و هو جالس بعد ان اتم الصلوة ثم قعد على المنبر فقال انى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من نسى شيئا في صلاته فليسجد مثل هاتين السجدتين و هذا سند جيد المرادي وثقه الخطيب و قال النسائي لا بأس به و الليث ثقة جليل المقدار و ابنه شعيب و ابن عجلان مخرج عنهما في صحيح مسلم و فى الكاشف للذهبي محمد بن يوسف ثقة و أبوه وثق و ذكر ابن حبان اباه يوسف في الثقات من التابعين فظهر بهذا ان هذا الطريق أقوى من طريق العجلان و يدل على ذلك ايضا ان ابا داود أخرج في سننه من حديث المغيرة بن شعبة انه نهض في الركعتين فلما اتم صلاته و سلم سجد سجدتي السهو و قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع كما صنعت ثم قال أبو داود و فعل مثل ما فعل المغيرة سعد بن ابى وقاص و ذكر جماعة منهم معاوية و يدل عليه ايضا ان الترمذي أخرج في جامعه في باب ما جاء في سجدتي السهو بعد الكلام و السلام حديث ابن مسعود انه عليه السلام سجد سجدتي السهو بعد الكلام ثم قال حسن صحيح و في الباب
عن معاوية و عبد الله بن جعفر و أبى هريرة و قال البيهقي ( و كذلك فعله عقبة بن عامر ) لم يذكر سنده لينظر فيه و قد قال ابى شيبة ثنا شبابة ثنا ليث بن سعد عن يزيد هو ابن ابى حبيب ان عبد الرحمن بن شماسة حدثه ان عقبة بن عامر قام في صلوة و عليه جلوس فقال الناس سبحان الله فعرف الذي يريدون فلما ان صلى سجد سجدتين و هو جالس فقال انى قد سمعت قولكم و هذه سنة و هذا سند صحيح على شرط الشيخين خلا ابن شماسة فان مسلما انفرد به عن البخارى و ظاهر هذا ان عقبة سجد بعد السلام بخلاف ما ذكره البيهقي عنه