قامت العقيدة بدور تغييري كبير على صعيد البناء الاجتماعي والتربوي، يمكن الاِشارة إليه من خلال النقاط التالية:
لقد كان إنسان ما قبل الاِسلام يتمحور في سلوكه الاجتماعي حول ذاته ، وينطلق في تعامله مع الآخرين من منظار مصالحه وأهوائه ، وينساق بعيداً مع أنانيته . ولقد هبط في القاع الاجتماعي إلى درجة «الوأد» لاَبنائه ، خشية الفقر والمجاعة ، الاَمر الذي استدعى التدخل الاِلهي ، لاِنقاذ النفوس البريئة من هذه العادة الاجتماعية القبيحة، قال تعالى : (ولا تَقتُلُوا أولادَكُم خَشيةَ إملاقٍ ) (1) .
على أنّ أشد ما يسترعي الانتباه ، أنّ ذلك الاِنسان الجاهلي ، الدائر حول ذاته ومنافعها ، قد غدا بتفاعله مع إكسير العقيدة ، يضحي بالنفس والنفيس في سبيل دينه ومجتمعه ، وبلغت آفاق التحول في نفسه إلى المستوى الذي يُؤثِر فيه مصالح أبناء جنسه على منافع نفسه .
(1) الاسراء 17 : 31 .