روضة البهیة فی شرح اللمعة الدمشقیة

زین الدین بن علی العاملی الشهیر بالشهید الثانی

جلد 10 -صفحه : 368/ 364
نمايش فراداده

في وجود ولا عقل ولا وهم ، كذلك ربّنا عزَّ وجلَّ » (1) .

وكنظرة مقارنة ، كم يكون البَّون شاسعاً بين ما فعله الاِمام علي عليه السلام مع الاَعرابي ، مع ما فيه عليه السلام من تقسّم القلب ، كما وصفه أصحابه، نتيجة للفتنة التي عصفت بالمسلمين في الجمل ، وبين ما فعله عمر بن الخطاب مع الاَصبغ بن عسل حين سأله عن متشابه القرآن ، مع أنّ عمر كان يعيش مطمئناً في المدينة ، نقل ابن حجر ، أنّه قدم المدينة على عهد عمر بن الخطاب رجل يدعى الاَصبغ بن عسل ، سأله عن متشابه القرآن ، فأرسل إليه عمر وضربه بدرّته حتى أدمى رأسه ، وأسقط عطاءه ، ونهى عن مجالسته ـ ثم ـ قرر نفيه إلى البصرة ، وكتب إلى عامله عليها ، أبو موسى الاَشعري : (أما بعد فإنّ الاَصبغ تكلّف ما كُفي وضيّع ما وُلي ، فإذا جاء كتابي فلا تبايعوه ، وإن مرض فلا تعودوه ، وإن مات فلا تشهده) (2) .

أهل البيت عليهم السلام الاَُسوة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

أهل البيت عليهم السلام هم أحد الثقلين الذين أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبناء أُمته بالتمسك بهما ، والسير على خطاهما : « إنّي قد تركت فيكم الثّقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً ، كتاب الله حبلٌ متينٌ ممدود من السماء إلى الاَرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » (3) .

(1) كتاب الخصال ، للشيخ الصدوق : 2 | باب الواحد طبع جماعة المدرسين ـ قم . ومعاني الاخبار : 5| باب معنى الواحد .

(2) الاِصابة في تمييز الصحابة ، لابن حجر العسقلاني 2 : 198 ـ دار احياء التراث العربي ط1 عام 1328 هـ .

(3) بحار الانوار 23 : 106 . كنز العمال 1 : 172 (وللحديث طرق مختلفة عن الفريقين) .