کتاب الصلاة

محمدحسین الغروی النائینی؛ المقرر: محمد علی الکاظمی الخراسانی

جلد 1 -صفحه : 408/ 136
نمايش فراداده

في ما يعتبر في الاستقبال

الواحد المصلي في الامكنة المتعددة ، و هذا كما ترى مما لا يقول به أحد و بالجملة : القول بأن القبلة نفس الكعبة بناء و فضاء يلازم القول ببطلان صلاة الصف المستطيل ، هذا و لكن لا يخفى عليك فساد التوهم ، و توضيح ذلك يحتاج إلى بيان مقدمة ، و هي أن سعة دائرة رأس الانسان مما يقرب ثلاثين إصبعا و هذه الدائرة بهذا الضيق يكون كل جزء منها محاذيا لجزء من الدائرة المحيطة بالعالم ، بحيث لو أخرجت خطوط من الدائرة المحيطة إلى دائرة رأس الانسان فلا محالة جميع تلك الخطوط تتصل إلى دائرة رأس الانسان ، كما يشاهد أن الدائرة الصغيرة المرسوم فيما يقرب من قطب الرحى يكون كل جزء منها محاذيا لجزء من الدائرة الوسيعة المرسومة في مبتدأ الرحى . ثم إن القدر المعتبر في الاستقبال و مواجهة شخص لشخص إنما هو مقدار ثمن دائرة الرأس تقريبا ، و هو مقدار أربعة أصابع من مقدم الرأس الذي يكون بين الحاجبين ، و لا يعتبر في صدق الاستقبال المواجهة بكل ما بين الحاجبين ، بل يكفي في صدق الاستقبال عرفا أن يكون مواجها بجزء مما بين الحاجبين ، بحيث لو أخرج خط من المستقبل بالكسر من أي جزء من أجزاء جبهته لكان ذلك الخط متصلا إلى المستقبل إليه ، و لا يحتاج أن تكون جميع الخطوط الخارجة من الجبهة متصلة بالمستقبل إليه ، كما لا يخفى . و حينئذ نقول : إنه لا إشكال في كون مقدار ما بين الحاجبين قوسيا ، و يكون

. .