کتاب الصلاة

محمدحسین الغروی النائینی؛ المقرر: محمد علی الکاظمی الخراسانی

جلد 1 -صفحه : 408/ 138
نمايش فراداده

في الدوائر والاقواس الوهمية المرتسمة من جبهة المصلي إلى الكعبة

القبلة ، بحيث لو فرض خروج خط من جبهة كل واحد من المصلين لكان مارا على الخط الخارج من الكعبة الممتد إلى عنان السماء ، نعم لو اعتبرنا في الاستقبال أن يكون الخط خارجا من بين العينين ، و لا يكفي خروجه من أحد جانبيها لامتنع اتصال خطوط الصف المستطيل إلى الخط الخارج من الكعبة ، إلا أنه قد تقدم عدم اعتبار ذلك في صدق الاستقبال ، بل يكفي الاستقبال بأحد طرفي الجبهة . و الحاصل : أن الدوائر المرتسمة بين موقف الشخص و بين محيط العالم على كثرتها يكون الشخص مواجها لقوس منها بقوس جبهته ، و كلما فرض بعد الدائرة عن دائرة الموقف يكون القوس المواجه إليه منها أوسع من القوس المواجه إليه من الدائرة التي دونها التي تكون أقرب إلى موقف الشخص منها . فالشخص يكون مواجها لمقدار شبر من الدائرة التي ترتسم بقرب منه ، و يكون مواجها لمقدار شبرين من الدائرة التي ترسم فوق تلك الدائرة ، و هكذا يزداد المحاذاة و المواجهة بمقدار بعد الدائرة إلى أن تصل إلى الدائرة المحيطة بالعالم ، فتتسع المحاذاة بمقدار اتساع ما يحاذيه من قوس الدائرة ، و عليه يكون الانسان محاذيا و مواجها لكل ما كان بينه و بين المحيط . فإذا توجه الانسان نحو القوس الذي تكون الكعبة فيه فلا محالة يكون مواجها للكعبة و لو لفضائها الممتد إلى السماء ، و هذه المواجهة تزداد كلما ازداد الانسان بعدا عنها ، فربما يكون الشخص مواجها لجزء يسير من الكعبة إذا كان قريبا منها ، و ربما يكون مواجها لتمامها لتمامها إذا بعد عنها ، و هكذا يزداد المواجهة حتى تصلى المواجهة إلى مرتبة يكون الشخص مواجها لتمام الحرم و ما زاد ، حتى أنه لو فرض أن الشخص وقف فيما يقرب القطب الجنوبي أو الشمالي يكون مواجها لثمن الدنيا بحسب نسبة الجبهة إلى دائرة الرأس ، و قد عرفت أن هذه المواجهة ليس مواجهة وهمية بل مواجهة واقعية حقيقية .