کافی

محمد بن یعقوب الکلینی

جلد 5 -صفحه : 842/ 15
نمايش فراداده

من يقاتل بعدي على التأويل(1) كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبي صلى الله عليه واله من هو؟ فقال: خاصف النعل يعني أمير المؤمنين عليه السلام، فقال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثا وهذه الرابعة والله لوضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر(2) لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل.

وكانت السيرة فيهم من أميرالمؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه واله في أهل مكة يوم فتح مكة فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن وكذلك قال: أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوم البصرة نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية ولا تجهزوا على جريح(3) ولا تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.

وأما السيف المغمود(4) فالسيف الذي يقوم به القصاص قال الله عزوجل: " النفس بالنفس والعين بالعين(5) " فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا فهذه السيوف التي بعث الله بها محمدا صلى الله عليه واله فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها وأحكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه واله.

8239 - 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه واله بعث بسرية(6) فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي الجهاد الاكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الاكبر؟ قال: جهاد النفس.

(1) لعل كون القتال بالتأويل لكون الاية غير نص في خصوص طائفة، اذ الباغى يدعى انه على الحق وخصمه باغ اوالمراد به ان آيات قتال المشركين والكافرين يشملهم في تأويل القران.

(2) السعفات جمع سعفة وهى اغصان النخل. والهجر - بالتحريك -، بلدة باليمن واسم لجميع أرض البحرين. (القاموس) وقال البكرى في المعجم: هجر - بفتح اوله وثانيه -: مدينة البحرين معروفة وهى معرفة لا تدخلها الالف واللام. انتهى، وانما خص هجر لبعد المسافة او لكثرة النخل بها.

(3) اجهز على الجريح إذا اسرع في قتله (المغرب).

(4) السيف المغمود هوالذى كان مستورا في غلافه.

(5) المائدة: 45. والسل: اخراج السيف عن غلافه. وفي هامش التهذيب: واما جهادمن اراد قتل نفس محرمة او سلب مال او حريم فلااحتصاص له بالائمة عليهم السلام والكلام هنا في جهاد مختص بهم كما اشار بقوله: (سله إلى اولياء المقتول وحكمه الينا).

(6) السرية: طائفة من الجيش. (النهاية)