کافی

محمد بن یعقوب الکلینی

جلد 5 -صفحه : 842/ 470
نمايش فراداده

إليك برضاها وأمرها والمهر علي في مالي الذي سألتموه عاجله وإجله وله ورب هذا البيت حظ عظيم ودين شائع ورأي كامل، ثم سكت أبوطالب وتكلم عمها وتلجلج(1) وقصرعن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر(2) وكان رجلا من القسيسين فقالت خديجة مبتدئة: يا عماه إنك وإن كنت أولى بنفسي مني في الشهود فلست أولى بي من نفسي، قد زوجتك يا محمد نفسي، والمهر علي في مالي فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها وادخل على أهلك قال أبوطالب: أشهدوا عليها بقبولها محمدا وضمانها المهر في مالها، فقال بعض قريش يا عجباه المهر على النساء للرجال، فغضب أبوطالب غضبا شديداوقام على قدميه وكان ممن يهابه الرجال ويكره غضبه، فقال: إذا كانوا مثل ابن أخي هذا طلبت الرجال بأغلا الاثمان وأعظم المهر وإذا كانوا أمثالكم لم يزوجو إلا بالمهر الغالي، ونحر أبوطالب ناقة ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله بأهله وقال رجل من قريش يقال له: عبدالله بن غنم:

هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت *** لك الطير فيما كان منك بأسعد

تزوجته خير البرية كلها *** ومن ذا الذي في الناس مثل محمد

وبشر به البر ان عيسى بن مريم *** وموسى بن عمران فيا قرب موعد

أقرت به الكتاب قدما بأنه *** رسول من البطحاء هاد ومهتد

(1) التلجلج: التردد في الكلام.

(2) البهر - بالضم -: النفس من الاعياء.