معتمد العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی

جلد 2 -صفحه : 576/ 375
نمايش فراداده

بطلان ما ذكره المصنف من المحاذاة

و توضيحه : إنا لو رسمنا دائرة و جعلنا مركزها مكة المكرمة فكل جزء من تلك الدائرة نسبته إلى المركز نسبة واحدة لا يختلف عن بقية أجزاء الدائرة ، لان الخطوط الخارجية من المحيط إلى المركز متساوية فكل من وصل إلى الدائرة من كل طرف من أطراف الخط الدائري يكون الفصل بين موقفه و مكة مساويا للفصل بين مسجد الشجرة و مكة لان جميع الخطوط المارة من المحيط إلى المركز متساوية ، و لازم ذلك أن تصدق المحاذاة على كل من وصل إلى الدائرة من أى جانب من جوانبها كان حتى إذا كان واقفا في الطرف المواجه إلى مسجد الشجرة ، و هذا مما لا يمكن الالتزام به أصلا ، و لا يعد ذلك من المحاذاه أبدا مع أن المسافة متحدة و الفصل بينه و بين مكة كالفصل بين مسجد الشجرة و مكة .

و بعبارة أخرى : ان الذي قصد مكة المكره ان وقف في نصف الدائرة الواقع قبال مسجد الشجرة كان الشخص مواجها للميقات لا محاذيا له .

و ان وقف في النصف الاخر الذي وقع فيه مسجد الشجرة فان كان موقفه في رأس أول ربع الدائره كما لو بعد عن المسجد بتسعين درجة ففي مثله لا تتحقق المحاذات بل يكون المسجد خارجا عن يمينه أو يساره .

نعم تتحقق المحاذاة للميقات فيما لو سار و وصل إلى مركز الدائرة و هي مكة المشرفة فيكون مسجد الشجرة حينئذ عن يمينه أو يساره و لا فائدة في ذلك أبدا .

و بتعبير آخر انا لو رسمنا خطين متقاطعين في دائرة يمر أحدهما