حلیة الأبرار

السید هاشم البحرانی

جلد 1 -صفحه : 413/ 54
نمايش فراداده

فخرج زيد إلى الشام يلتمس و يطلب في أهل الكتاب الاول دين إبراهيم عليه السلام و يسأل عنه ، فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل و الجزيرة كلها ، ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا من أهل البلقاء ( 1 ) فتبعه ، كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون ، فسأله عن الحنفية دين إبراهيم عليه السلام ، فقال له الراهب : إنك تسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن ، من يحملك عليه اليوم ، لقد درس علمه ، و ذهب من كان يعرفه و لكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية ، فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن ، هذا زمانه ، و لقد كان شام ( 2 ) اليهودية و النصرانية فلم يرض شيئا منهما ، فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة ، حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه . فقال ورقة بن نوفل ( 3 ) ، و قد كان إتبع مثل أثر زيد ، و لم يفعل في ذلك مثل ما فعل ، فبكاه ورقة و قال فيه شعرا : رشدت و أنعمت ابن عمرو و إنما تجنبت تنورا من النار حاميا بدينك ربا ليس ربا كمثله و تركك أوثان الطواغي كماهيا و قد تدرك الانسان رحمة ربه و إن كان تحت الارض ستين ( 4 ) واديا ( 5 ) 11 - و روي أن عمر بن الخطاب ( 6 )

، و سعيد بن زيد ( 7 ) قالا : يا

1 - البلقاء : كورة من أعمال دمشق ، و فيها قرى كثيرة و مزارع واسعة .

2 - شام : استخبر ، استعارة من الشم - و في المصدر : سئم اليهودية أي مل .

3 - ورقة بن نوفل : حكيم جاهلي ، اعتزل الاوثان قبل الاسلام و امتنع من أكل ذبائحها ، و هو ابن عم خديجة عليها السلام توفي نحو سنة ( 12 ق ه ) .

4 - نصب " ستين " على الحال عن " بعد " المحذوف أي و لو كان بعد تحت الارض ستين واديا .

5 - كمال الدين ج 1 / 199 ح 41 و عنه البحار ج 15 / 204 ح 20 و عن مناقب ابن شهر اشوب ج 1 / 14 مختصرا ، و أورد نحوه ابن هشام في سيرته ج 1 / 229 و 231 .

6 - عمر بن الخطاب : أبو حفص ، ولد سنة ( 40 ق ه ) ، و أسلم قبل الهجرة بخمس سنين ، و قام بالحكومة بسنة ( 13 ه ) ، و قتل سنة ( 23 ) ه .

7 - سعيد بن زيد : بن عمرو بن نقيل صحابي ، ولد بمكة سنة ( 22 ) ه و توفي بالمدينة ( 51 ) ه .