حلیة الأبرار

السید هاشم البحرانی

جلد 1 -صفحه : 413/ 63
نمايش فراداده

رسول الله صلى الله عليه و آله ينظر إليهم ، و أمر بالرحمة فأنزلت عليه لدن ساق العرش إلى رأس محمد صلى الله عليه و آله و غمرته ، و نظر إلى جبرئيل الروح الامين المطوق بالنور ، طاووس الملائكة فهبط إليه فأخذ بضبعه و هزه . و قال : يا محمد إقرأ ، قال : و ما أقرأ ؟ قال : يا محمد ( اقرأ بإسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ و ربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ) ( 1 ) . ثم أوحي إليه ما أوحى إليه ربه عز و جل ، ثم صعد إلى العلو ، و نزل محمد صلى الله عليه و آله من الجبل ، و قد غشيه من تعظيم جلال الله ، و ورد عليه من كبير شأنه ما ركبه الحمى و النافض ( 2 ) و قد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره ، و نسبتهم إياه إلى الجنون و أنه يعتريه شيطان . و كان من أول أمره أعقل خليقة الله ، و أكرم براياه ، و أبغض الاشياء إليه الشيطان و أفعال المجانين و أقوالهم ، فأراد الله عز و جل أن يشرح صدره ، و يشجع قلبه ، فأنطق الله الجبال و الصخور و المدر ، و كلما وصل إلى شيء منها ناداه : السلام عليك يا محمد ، السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا رسول الله ، أبشر فإن الله عز و جل قد فضلك و جملك و زينك و أكرمك فوق الخلائق أجمعين من الاولين و الآخرين ، لا يحزنك أن تقول قريش ، إنك مجنون و عن الدين مفتون . فإن الفاضل من فضله رب العالمين ، و الكريم من كرمه خالق الخلق أجمعين ، فلا يضيق صدرك من تكذيب قريش و عتاة العرب لك ، فسوف يبلغك ربك أقصى منتهى الكرامات ، و يرفعك ربك إلى أرفع الدرجات . و سوف ينعم الله و يفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب . و سوف يبث علومك في العباد و البلاد بمفتاحك و باب مدينة حكمتك

1 - العلق : 1 - 5 .

2 - النافض : حمى الرعدة .