کتاب الأم

ابی عبد الله الشافعی

جلد 7 -صفحه : 387/ 297
نمايش فراداده

عليه هؤلاء قال نعم قلت زعمت أنهم لم يجتمعوا قط في مجلس علمته و إنما استدللت على إجماعهم بنقل الخبر عنهم وأنك لما وجدتهم يقولون في الاشياء و لا تجد فيها كتابا و لا سنة استدللت على أنهم قالوا بها من جهة القياس فقلت القياس العلم الثابت الذي أجمع عليه أهل العلم أنه حق قال هكذا قلت و قلت له قد يمكن أن يكونوا قالوا ما لم تجده أنت في كتاب و لا سنة و إن لم يذكروه و ما يرون لم يذكروه و قالوا بالرأي دون القياس قال إن هذا و إن أمكن عليهم فلا أظن بهم أنهم علموا شيئا فتركوا ذكره و لا أنهم قالوا الا من جهة القياس فقلت له لانك وجدت أقاويلهم تدل على أنهم ذهبوا إلى أن القياس لازم لهم أو إنما هذا شيء ظننته لانه الذي يجب عليهم و قلت له فلعل القياس لا يحل عندهم محله عندك قال ما أرى إلا ما وصفت لك فقلت له هذا الذي رويته عنهم من أنهم قالوا من جهة القياس توهم ثم جعلت التوهم حجة قال فمن أين أخذت القياس أنت و منعت أن لا يقال إلا به ؟ قلت من الطريق التي أخذته منها و قد كتبته في هذا الموضع و قلت أ رأيت الذين نقلوا لك عنهم أنهم قالوا فيما تجد أنت فيه خيرا فتوهمت أنهم قالوه قياسا و قلت إذا وجدت أفعالهم مجتمعة على شيء فهو دليل على إجماعهم أ نقلوا إليك عنهم أنهم قالوا من جهة الخبر المنفرد فروى ابي المسيب عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم شيئا و أخذ به و له فيه مخالفون من الامة و عن أبي سعيد الخدري في الصرف شيئا فأخذ به و له فيه مخالفون من الامة و روى عطاء عن جابر ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم في المخابرة شيئا و أخذ به و له فيه مخالفون و روى الشعبي عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أشياء أخذ بها و له فيها مخالفون من الناس اليوم و قبل اليوم و روى الحسن عن رجل عن النبي صلى الله عليه و سلم أشياء أخذ بها و له فيها مخالفون من الناس اليوم و قبل اليوم و رووا لك عنهم أنهم عاشوا يقولون بأقاويل يخالف كل واحد منهم فيها قضأ صاحبه و كانوا على ذلك حتى ماتوا قال نعم قد رووا هذا عنهم فقلت له فهؤلاء جعلتهم أئمة في الدين و زعمت أن ما وجد من فعلهم مجمعا عليه لزم العامة الاخذ به و رويت عنهم سننا شتى و ذلك قبول كل واحد منهم الخبر على الانفراد و توسعهم في الاختلاف ثم عبت ما أجمعوا عليه لا شك فيه و خالفتهم فيه فقلت لا ينبغي قبول الخبر على الانفراد و لا ينبغي الاختلاف و توهمت عليهم أنهم قاسوا فزعمت أنه لا يحل لاحد أن يدع القياس و لا يقول إلا بما يعرف أن قولك الاجماع خلاف الاجماع بهذا و بأنك زعمت أنهم لا يسكتون على شيء علموه و قد ماتوا لم يقل أحد منهم قط الاجماع علمناه و الاجماع أكثر العلم لو كان حيث ادعيته أو ما كفاك عيب الاجماع أنه لم يرو عن أحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوى الاجماع إلا فيما لا يختلف فيه أحد إلا عن أهل زمانك هذا فقال فقد ادعاه بعضهم قلت أفحمدت ما ادعى منه قال لا قلت فكيف صرت إلى أن تدخل فيما ذممت في أكثر مما عبت ألا تستدل من طريقك أن الاجماع هو ترك ادعاء الاجماع و لا تحسن النظر لنفسك إذا قلت هذا إجماع فيوجد سواك من أهل العلم من يقول لك معاذ الله ، أن يكون هذا إجماعا بل فيما ادعيت أنه إجماع اختلاف من كل وجه في بلد أو أكثر من يحكى لنا عنه من أهل البلدان قال و قلت لبعض من حضر هذا الكلام منهم نصير بك إلى المسألة عما لزم لنا و لك من هذا قال و ما هو ؟ قلت : أ فرأيت سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بأي شيء تثبت ، قال أقول القول الاول الذي قاله لك صاحبنا ، فقلت : ما هو ؟ قال زعم أنها تثبت من أحد ثلاثة وجوه ، قلت فاذكر الاول منها قال خبر العامة عن العامة قلت أكقولكم الاول مثل أن الظهر أربع ؟ قال نعم ، فقلت هذا مما لا يخالفك فيه أحد علمته فما الوجه الثاني ؟ قال تواتر الاخبار ؟ فقلت له حدد لي تواتر الاخبار بأقل مما