و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون ) و قال تعالى : ( و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا احمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا احمد بن محمد ثنا احمد بن على ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة و محمد ابن المثنى قال ابن أبى شيبة ثنا وكيع عن سفيان الثوري و قال ابن المثنى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة ثم اتفق سفيان و شعبة كلاهما عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال أبو سعيد الخدرى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان ) و به إلى مسلم حدثنا عبد بن حميد ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبى عن صالح ابن كيسان عن الحارث - هو ابن الفضيل الخطمى - عن جعفر بن عبد الله بن عبد الحكم عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبى رافع هو مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( ما من نبى بعثه الله في أمة قبلى إلا كان له من أمته حواريون و أصحاب يأخذون بسنته و يقتدون بأمره ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون و يفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن و من جاهدهم بلسانه ( فهو مؤمن ) ( 1 ) و من جاهد هم بقلبه فهو مؤمن و ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل ) .
قال على : لم يختلف أحد من المسلمين في أن الآيتين المذكورتين محكمتان منسوختين ، فصح أن ما عارضهما أو عارض الاحاديث التي في معناهما هو المنسوخ بلا شك 49 - مسألة - فمن عجز لجهله أو عتمته ( 2 ) عن معرفة كل هذا فلا بد له أن يعتقد بقلبه و يقول بلسانه - حسب طاقته بعد أن يفسر له - : لا اله الا الله محمد رسول الله
1 - سقط من الاصل و اكملناه من صحيح مسلم ج 1 : ص 29 2 - كذا في النسخة اليمنية و في المصرية ( و عميته ) و كلاهما لا معنى له و الصواب فيما يبدو لي ( أو عجمته ) كما هو ظاهر من سياق الكلام