شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 3 -صفحه : 280/ 154
نمايش فراداده

مذاهب العلماء في صفة الفاظ الاقامة واختلافهم في ذلك وبيان الصواب من ذلك وقد أطنب المؤلف الكلام في هذا المبحث بما لاتجده في غير هذا الكتاب فارجع اليه

و قال الحنفيون : الاقامة مثنى مثنى ، و اختلف عنهم في تفسير ذلك ، فروى زفر عن أبي حنيفة كما ذكرنا في قول ( الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر الله اكبر ) أربع مرات في ابتداء الاذان ، و في ابتداء الاقامة كذلك أيضا ، و على هذه الرواية هم الحنفيون اليوم و عن أبي يوسف عن أبي حنيفة في كلا الامرين الاذان و الاقامة الله اكبر الله اكبر في ابتدائهما مرتين فقط .

و قد جاء حديث بمثل رواية أبي يوسف في الاذ ان ، و ما نعلم خبرا قط روى في قول ( الله اكبر الله اكبر ) أربع مرات في أول الاقامة ( 1 ) ، و لو لا أنها ذكر الله تعالى لوجب إبطال الاقامة بها ، و إبطال صلاة من صلى بتلك الاقامة ، و لكن هذه الزيادة بمنزلة من زاد في الاقامة ( لا حول و لا قوة الا بالله ) أو ذلك مما ليس من الاقامة في شيء و قال المالكيون : الاقامة كلها وتر ، إلا الله أكبر الله أكبر فانه يكرر ، و لا يقال ( قد قامت الصلاة ) إلا مرة واحدة قال على : الاذان منقول نقل الكافة بمكة و بالمدينة و بالكوفة ، لانه لم يمر بأهل الاسلام مذ نزل الاذان على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، إلى يوم مات أنس بن مالك آخر من شاهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبه يوم إلا و هم يؤذنون فيه في كل مسجد من مساجدهم خمس مرات فأكثر ، فمثل هذا لا يجوز ان ينسى و لا أن يحرف ،

1 - هنا بهامش الاصل ما نصه : ( بل قد روى أبو داود حديثين ، أحدهما من طريق معاذ بن جبل .

و الآخر من طريق ابن محيريز عن ابى محذورة ، كلاهما : و فى الاقامة ( الله أكبر الله أكبر ) أربع مرات ، إلا ان في حديث معاذ عن عبد الله بن زيد - : المسعودي ، و فى الآخر مكحول اه و انظر الحديثين في أبى داود ( ج 1 ص 191 و 192 وص 197 و 198 )