و لا مزيد ، و بالضرورة يدرى كل أحد أن من نذر طاعة ان رأى معصية ( 1 ) أوان تمكن من معصية أو اذ رأى معصية سرورا بها فان كل ذلك منه عصيان لله تعالى يشك في شيء من هذا مسلم ، فصح انه كله نذر معصية فلا يحل الوفاء به ، و أما ما لا طاعة فيه و لا معصية فان ناذره موجب ما لم يوجبه الله تعالى و لا ندب اليه و من فعل هذا فقد تعدى حدود الله تعالى ففعله لذلك معصية فلا يلزمه الوفاء بما لم يلزمه الله تعالى من ذلك روينا من طريق أحمد بن شعيب انا أبو كريب محمد بن العلاء نا ابن إدريس - هو عبد الله - عن عبيد الله بن عمر عن طلحة بن عبد الملك عن القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن عائشة أم المؤمنين قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم [ يقول ] ( 2 ) : ( من نذر ان يطيع الله تعالى فليطعه و من نذر ان يعصى الله تعالى فلا يعصه ) قال أحمد : طلحة ابن عبد الملك ثقة ثقة ثقة و من طريق البخارى ناموسى بن اسماعيل نا وهيب بن خالد ( 3 ) نا أيوب - هو السختياني - عن عكرمة عن ابن عباس ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بينما هو يخطب ( 4 ) إذا هو برجل قائم فسأل عنه ؟ فقالوا : [ أبو إسرائيل ] ( 5 ) نذر أن يقوم و لا يقعد و لا يستظل و لا يتكلم و يصوم فقال النبي صلى الله عليه و سلم : مره فليتكلم و ليستظل و ليقعد وليتم صومه ، و هذا كله هو نفس قولنا و لله الحمد ، أمره عليه السلام بالوفاء بالصوم الذي هو طاعة و نهاه عن الوفاء بما ليس طاعة و لا معصية من الوقوف و ترك الاستظلال و ترك الكلام ، و قد قال أبو ثور : يلزمه ترك الكلام و احتج له بقوله تعالى : ( انى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) و بقوله تعالى : ( آيتك ان لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ) قال على : هذه شريعة زكريا و مريم عليهما السلام و لا يلزمنا شريعة نبينا صلى الله عليه و سلم ان شأنهما آية من آيات النبوة و ليس الآيات لنا و قد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ترك الكلام كما ذكرنا و من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الله بن طاوس قال : سمعت أبى يقول :
1 - قوله ( ان رأى معصية ) شرط لنذر المعصية و تعليق ، و قوله ( أو ان تمكن من معصية ) معطوف عليه و كذا ما بعده ، و تقدير الكلام هكذا و بالضرورة يدرى كل احد ان من نذر طاعه ان رأى معصية الخ معصية و عصيان لله تعالى و الله أعلم ( 2 ) الزيادة من النسخة رقم 14 و هي موافقة لسنن النسائي ج 7 ص 17 ( 3 ) في النسخ كلها ( وهب بن خالد ) مكبرا و هو غلط صححناه من صحيح البخارى ج 8 ص 256 و تهذيب التهذيب ( 4 ) في صحيح البخارى ( عن ابن عباس قال بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب ) ( 5 ) الزيادة من صحيح البخارى .