شرح المحلی

ابن حزم الاندلسی

جلد 11 -صفحه : 432/ 205
نمايش فراداده

يصلون إلى قوم بينكم و بينهم ميثاق ) استثناء منقطع مما قبله في قوله . ( آخرين ) و على كل حال فقد سقط حكم النفاق على أولئك ان كان هكذا . ( فان قيل ) . فان كان الامر كما قلتم ان في قوله تعالى . ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) انه في قوم من الكفار أولئك فحسبنا انه تعالى قد سمى أولئك الراجعين منافقين فصاروا معروفين قيل له و بالله تعالى التوفيق ، قد قلنا ان النفاق قسمان قسم لمن يظهر الكفر و يبطن الايمان و قسم لمن يظهر ما يصر فما سوى الدين و لا يكون بذلك كافرا ، و قد قيل لا بن عمر . انا ندخل على الامام فيقضي بالقضاء فنراه جورا فنمسك فقال . انا معشر اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم نعد هذا نفاقا فلا ندري ما تعدونه أنتم و قد ذكرنا قبل قول رسول الله صلى الله عليه و آله . " ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا و ان صلى و ان صام و قال اني مسلم " فاذ الامر كذلك فلا يجوز ان نقطع عليهم بالكفر الذي هو ضد الاسلام الا بنص و لكنا نقطع عليهم بما قطع الله تعالى به من اسم النفاق و الضلالة والاركاس و خلاف الهدى و لا نزيد و لا نتعدى ما نص الله تعالى عليه بآرائنا و بالله تعالى التوفيق ، و قال الله تعالى . ( بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما ) إلى قوله . ( أجرا عظيما ) قال أبو محمد . اما هؤلاء فمنافقون النفاق الذي هو الكفر فلا شك لنصه تعالى على انهم مذبذبون لا إلى المؤمنين و لا إلى المجاهرين بالكفر في نار جهنم و انهم اشد عذابا من الكفار بكونهم في الدرك الاسفل من النار و لكن ليس في شيء من هذه الآيات كلها انه عليه السلام عرفهم بأعيانهم و عرف نفاقهم اذ لا دليل على ذلك فلا حجة فيها لمن ادعى انه عليه السلام عرفهم و عرف نفاقهم ، ثم لو كان ذلك لكان قوله تعالى . ( ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ) إلى قوله تعالى . ( أجرا عظيما ) موجبا لقبول توبتهم إذا تابوا و هم قد أظهروا التوبة و الندم و الاقرار بالايمان بلا شك فبطل عنهم بهذا حكم النفاق جملة في الدنيا و بقي باطن امرهم إلى الله تعالى ، و هذه الآية تقضي على كل آية فيها نص بأنه عليه السلام عرف منافقا بعينه و عرف نفاقه قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصاري بعضهم ) إلى قوله تعالى . ( فأصبحوا خاسرين ) قال أبو محمد رحمه الله : فأخبر الله تعالى عن قوم يسارعون في الذين كفروا حذرا أن تصيبهم دائرة و أخبر تعالى عن الذين آمنوا انهم يقولون للكافرين : ( أ هؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم أنهم لمعكم ) يعنون الذين يسارعون فيهم قال الله تعالى : ( حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين ) فهذا لا يكون الا خبرا عن قوم أظهروا