مبسوط

شمس الدین السرخسی

جلد 4 -صفحه : 228/ 4
نمايش فراداده

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان الا على الظالمين و الصلاة و السلام على رسوله محمد و آله أجميعن كتاب المناسك ( قال ) الشيخ الامام الاجل الزاهد شمس الائمة و فخر الاسلام أبو بكر محمد بن أبى سهل السرخسي رحمه الله تعالى أعلم ان الحج في اللغة القصد و منه قول القائل و أشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا أى يقصدون له معظمين إياه و فى الشريعة عبارة عن زيارة البيت على وجه التعظيم لاداء ركن من أركان الدين عظيم و لا يتوصل إلى ذلك الا بقصد و عزيمة و قطع مسافة بعيدة فالإِسم شرعي فيه معنى اللغة و المناسك جمع النسك و النسك اسم لكل ما يتقرب به إلى الله عز و جل و منه سمى العابد ناسكا و لكنه في لسان الشرع عبارة عن أركان الحج قال الله تعالى فإذا قضيتم مناسككم و فرضية الحج ثابتة بالكتاب و السنة اما الكتاب فقوله تعالى و لله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا و آكد ما يكون من ألفاظ الالزام كلمة على و أما السنة فقول رسول الله صلى الله عليه و سلم من وجد زادا و راحلة يبلغانه بيت الله تعالى و لم يحج حتى مات فليمت ان شاء يهوديا و ان شاء نصرانيا و فى رواية فليمت على أى ملة شاء سوى ملة الاسلام و تلا قوله تعالى و من كفر فان الله غنى عن العالمين و سبب وجوب الحج ما أشار الله تعالى اليه في قوله حج البيت فالواجبات تضاف إلى أسبابها و لهذا لا يجب في العمر الا مرة واحدة لان سببه و هو البيت متكرر و الاصل فيه حديث الاقرع بن حابس رضي الله تعالى عنه حيث قال يا رسول الله الحج في كل عام أم مرة فقال صلى الله عليه و سلم بل مرة فما زاد فتطوع و الوقت فيه شرط الاداء و ليس بسبب و لهذا لا يتكرر بتكرر الوقت الا أن أركان هذه العبادة متفرقة على الامكنة و الازمنة