مبسوط

شمس الدین السرخسی

جلد 6 -صفحه : 235/ 222
نمايش فراداده

فيبقى خيارها في الغد على حاله بخلاف ما لو قال اختارى اليوم و غدا فردت اليوم أو اختارت زوجها فلا خيار لها في الغد لانه عطف الغد على اليوم و العطف للاشراك فاقتضى ذلك امتداد الخيار إلى مضى الغد لا تجديد الخيار المضاف و إذا كان الخيار واحدا و قد بطل ذلك بردها فلا خيار لها بعد ذلك فأما إذا قال و اختاري غدا فهو خيار آخر أوجبه لها في الغد لانه ذكر للغد خبرا فلا يجعل الخبر الاول خبرا له و ان اختارت اليوم نفسها فبانت فلا خيار لها في الغد لانها قد ملكت أمر نفسها باختيارها نفسها و ذلك ينفي الخيار المضاف كما ينفى الخيار المنجز و لان الخيار المضاف إلى الغد لا يتضمن تطليقة أخرى لان التطليقة التي في ضمن الخيار المنجز تحتمل الاضافة إلى الغد ما لم تقع فإذا وقعت باختيارها نفسها في اليوم لم يبق حتى تختار نفسها في الغد بها ( قال ) و ان قال اختارى غدا الطلاق فقالت اليوم اخترت غدا الطلاق أو قالت قد اخترت الزوج فاختيارها اليوم باطل و لها الاختيار غدا لان الزوج أضاف التخيير إلى وقت منتظر فلا يثبت لها الخيار قبل مجئ ذلك الوقت و اختيارها قبل ان يثبت لها الخيار لغو و ان قالت في الغد قد اخترت زوجي لا بل نفسى كانت إمرأته و لا خيار لها لان بقولها قد اخترت زوجي بطل خيارها فبقولها لا بل نفسى اختارت نفسها بعد ما بطل خيارها و ان قالت اخترت نفسى لا بل زوجي بانت بقولها اخترت نفسى فلا ترفع البينونة بقولها لا بل زوجي بعد ذلك ( قال ) و ان قال ان شئت فانت طالق و اختاري فقالت قد اخترت نفسي و شئت الطلاق كانت طالقا اثنتين لان قولها قد اخترت نفسى جواب التخيير و قولها شئت الطلاق إيجاد للشرط في طلاق المشيئة و الصريح يلحق البائن و لا يكون قولها اخترت نفسى عملا هو ضد مشيئة الطلاق بل هذا من جنس مشيئة الطلاق فلا يخرج به طلاق المشيئة من يدها و كذلك لو قال اختارى ان هويت أو أحببت أو أردت فقالت قد أخترت نفسى وقعت تطليقة بائنة لوجود الشرط باختيارها نفسها فقد هويت ذلك و أحبت و أرادت حين اختارت نفسها ( قال ) و لو قال اختاري من ثلاث تطليقات ما شئت فعلى قول ابى حنيفة رحمه الله لا تملك ان تختار بهذا اللفظ الا واحدة أو اثنتين و عند أبى يوسف و محمد رحمهما الله تعالى تملك ان تختار الثلاث بهذا اللفظ لان كلمة ما للتعميم و من قد تكون للتبعيض و قد تكون للتمييز كما يقال سيف من حديد و هو معني قوله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوثان و قد تكون صلة كما في قوله تعالى يغفر لكم من ذنوبكم و قوله تعالى ما اتخد الله