مجموع فی شرح المهذب

محیی الدین بن شرف النووی

جلد 6 -صفحه : 543/ 385
نمايش فراداده

فرع اختلف أصحابنا في صيام يوم عاشوراء هل كان واجبا في اول الاسلام ثم نسخ ام لم يجب في وقت ابدا

صيام يوم عاشورا فقال يكفر السنة الماضية " و أما حديث ابن عباس فرواه مسلم بلفظه و فى رواية مسلم زيادة " قال فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه و سلم " و عاشوراء و تاسوعاء اسمان ممدودان هذا هو المشهور في كتب اللغة و حكى عن ابن عمر والشيبابى قصرهما قال أصحابنا عاشورا هو اليوم العاشر من المحرم و تاسوعاء هو التاسع منه هذا مذهبنا و به قال جمهور العلماء و قال ابن عباس عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم ثبت ذلك عنه في صحيح مسلم و تأوله علي انه مأخوذ من إظماء الابل فان العرب تسمى اليوم الخامس من أيام الورد ربعا بكسر الراء و كذا تسمي باقى الايام علي هذه النسبة فيكون التاسع على هذا عشرا بكسر العين و الصحيح و مما قاله الجمهور و هو أن عاشوراء هو اليوم العاشر و هو ظاهر الاحاديث و مقتضى إطلاق اللفظ و هو المعروف عند أهل اللغة ( و أما ) تقدير اخذه من إظماء الابل فبعيد و فى صحيح مسلم عن ابن عباس ما يرده قوله لانه قال ان النبي صلي الله عليه و سلم " كان يصوم عاشوراء فذكروا أن اليهود و النصارى تصومه فقال صلى الله عليه و سلم انه في العام المقبل يصوم التاسع " و هذا تصريح بان الذي كان يصومه صلي الله عليه و سلم ليس هو التاسع فتعين كونه العاشر و اتفق اصحابنا و غيرهم علي استحباب صوم عاشورا و تاسوعا و ذكر العلماء من أصحابنا و غيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجها ( أحدها ) أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر و هو مروى عن ابن عباس و فى حديث رواه الامام احمد بن حنبل عن ابن عباس قال " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صوموا يوم عاشوراء و خالفوا اليهود و صوموا قبله يوما و بعده يوما " ( الثاني ) أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم كما نهى أن يصوما يوم الجمعة وحده ذكرهما الخطابي و آخرون ( الثالث ) الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال و وقوع غلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الامر } فرع { اختلف أصحابنا في صوم يوم عاشوراء هل كان واجبا في أول الاسلام ثم نسخ أم لم يجب في وقت أبدا علي وجهين مشهورين لاصحابنا و هما احتمالان ذكرهما الشافعي ( أصحهما ) و هو ظاهر مذهب الشافعي و عليه أكثر اصحابنا و هو ظاهر نص الشافعي بل صريح كلامه انه لم يكن واجبا قط ( و الثاني ) انه كان واجبا و هو مذهب أبى حنيفة و أجمع المسلمون علي انه اليوم ليس بواجب و انه سنة فأما دليل من قال كان واجبا فأحاديث كشيرة صحيحة ( منها ) ان النبي صلي الله عليه و سلم " بعث رجلا يوم عاشوراء إلى قومه يأمرهم فليصوموا هذا اليوم و من طعم منهم فليصم بقية يومه " رواه البخارى و مسلم من رواية سلمة بن الاكوع و رؤياه في صحيحهما بمعناه من رواية الربيع بضم الراء و تشديد الباء بنت معوذ و عن عائشة قالت " كان رسول الله صلي الله عليه و سلم أمر بصيام يوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان فلما فرض صيام رمضان كان من شاء صام عاشوراء و من شاء أفطر " رواه البخارى و مسلم من طرق و عن ابن عمر " ان رسول الله