معالم العلماء

ابن شهرآشوب

نسخه متنی -صفحه : 28/ 2
نمايش فراداده

حياة المؤلف بقلم سماحة العلامة الجليل السيد محمد صادق آل بحر العلوم هو الحافظ أبو عبد الله محمد على بن شهر آشوب بن كياكى - المكنى بأبي نصر بن أبى الجيش السروي المازندراني ، الفقية المحدث المفسر المحقق ، و الاديب البارع الجامع لفنون الفضائل و جلالة قدره و شأنه و مركزه الاجتماعي في حوزة الدين و المذهب كل ذلك يغنينا عن التوسع في وصفه ، و ناهيك أنه اشتهر بلقب ( شيخ الطائفة ) و هذا اللقب العالمي لم يفز به غيره بعد الشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460 هج ، و هو مع ذلك معظم عزيز الجانب عند المخالفين له و عند الاجانب ، و لشيخنا الامام الشيخ محمد محسن الشهير بالشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب كتاب الذريعة رسالة خاصة في حياة المؤلف العظيم ، كتبها إجابة لبعض الاعلام كي تطبع في مقدمة كتابه { متشابه القرآن } و لكن حال دون طبعها حائل و اخيرا فقدت . ولادته لم نظفر على من صرح بسنة ولادته من أرباب المعاجم ، أن كل من ترجمه ذكر أنه توفي في شعبان سنة 588 ه سنة 1192 م ، و له من العمر تسع و تسعون سنة و شهران ، فتكون على ذلك ولادته في جمادي الثانية سنة 489 ه إطراء أرباب المعاجم له ذكره صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات { ج 4 ص 164 } قائلا : " محمد بن علي بن شهر اشوب أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين الشيعي أحد شيوخ الشيعة حفظ القرآن و له ثمان سنين و بلغ النهاية في أصول الشيعة . كان يرحل اليه من البلاد ثم تقدم في علم القرآن و الغريب و النحو ، و وعظ على المنبر أيام المقتفي ببغداد فاعجبه و خلع عليه و أثني عليه كثيرا ، و ذكره ابن أبي طي في تاريخه و أثنى عليه ثناء بليغا ، و كذلك الفيروز آبادي في كتاب البغة في تراجم أئمة النحو و اللغة ، و زاد : إنه كان واسع العمل كثيرا العبادة دائم الوضوء . ثم قال : إنه عاش مائة سنة إلا عشرة أشهر و مات سنة 588 ه ، و يقول شمس الدين محمد بن علي بن احمد الداوودي المالكي تلميذ عبد الرحمن السيوطي في طبقات المفسرين ما نصه : محمد بن علي بن شهر اشوب ابن أبي نصر ، أبو جعفر السروي المازندراني رشيد الدين أحد شيوخ الشيعة ، اشتغل بالحديث و لقي الرجال ثم تفقه و بلغ النهاية في فقه أهل مذهبه و نبغ في الاصول حتى صار رحله ، ثم تقدم في علم القرآن و القراءات و التفسير و النحو ، و كان إمام عصره و واحد دهره أحسن الجمع و التأليف ، و غلب عليه علم القرآن و الحديث ، و هو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لاهل السنة في تصانيفه و تعليقات الحديث و رجاله و مراسيله و متفقه و متفرقه إلى ذلك من أنواعه ، واسع العلم كثير الفنون مات في شعبان سنة 588 ه ، قال ابن أبي طئ : ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الحنبلي و ابن بطة الشيعي حتى قدم الرشيد فقال : ابن بطة الحنبلي بالفتح و الشيعي بالضم و ذكره السيوطي في بغية الوعاة في باب المحمد ين و أثنى عليه ثناء حسنا و ذكره ابن حجر العسقلاني في ( لسان الميزان ) : ج 5 ص 310 نقلا عن ابن أبي طي في تاريخه قائلا " اشتغل بالحديث و لقي الرجال ثم تفقه و بلغ النهاية في فقه أهل البيت و نبغ في الاصول ثم تقدم في القراءات و القرآن و التفسير و العربية ، و كان مقبول الصورة مليح العرض على المعاني ، و صنف في المتفق و المفترق و المؤتلف و المختلف و الفصل و الوصل ، و فرق بين رجال الخاصة و رجال العامة يعني أهل السنة و الشيعة كان كثير الخشوع ، مات في شعبان سنة 588 ه " ، و ذكره الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل في باب المحمدين قائلا : " رشيد الدين محمد بن علي بن شهر اشوب المازندراني السروي ، كان عالما فضلا ثقة محدثا محققا عارفا بالرجال و الاخبار أديبا شاعرا جامعا للمحاسن ، له كتب منها كتبا مناقب آل أبي طالب ، كتاب مثالب النواصب ، كتاب المحزون المكنون ) في عيون الفنون ، كتاب إعلام الطرائق في الحدود و الحقائق ، كتاب فائدة الفائدة ، كتاب المثال في الامثال ، كتبا الاسباب و النزول على مذهب آل الرسول صلى الله عليه و آله كتاب الحاوي ، كتاب الاوصاف ، كتاب المنهاج ، و غير ذلك " . و أورده الزر كلي في الاعلام في باب المحمدين ، و كذا عمر كحالة في معجم المؤلفين ، و ترجمه ايضا كل من شيخنا الامام الشيخ آغا بزرك الطهراني في مؤلفائه ، الدريعة ، و مصفي المقال ، و الثفات و العيون في سادس القرون و الشيخ عباس القمي في سفنية البحار ( ج 1 ص 721 ) ، و في الكني و الافقاب ج 1 و الشيخ ميرزا محمد الاسترابادي في منهج المقال ، و الشيخ أبو علي الحائر في منتهي المقال ، و السيد مصطفي التفريشي في نقد الرجال ، و ذكر في نامه دانشوران ناصري الفارسي ( ج 1 ص 529 ص 530 ) و ذكره محمد علي التبريزي المدرس في ريحانة الادب ( ج 6 ص 47 وص 48 ) و الخوانساري في روضات الجنات ، و غير هؤلاء ، و في أخريات أيامه ها جر من العراق و سكن حلب من بلاد سوريا و ذلك في عهد أمراء آل حمدان الاماميين ، و في مدة إقامته في حلب إلى أن توفي فيها كان مشغولا بالتأليف و الوعظ و الارشاد و التدريس في علوم شتى ، و تخرج عليه هناك جماعة من الاعلام . تلامذته حضر في مجلس درسه فطاحل العلماء أيام كان في العراق و سكن حلب و استفادوا من علمه الفياض و استجاز وا منه الرواية ، و قد ذكرهم أرباب