اختیار معرفة الرجال المعروف برجال الکشی

اب‍ی ج‍ع‍ف‍ر ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ن‌ ب‍ن‌ ع‍ل‍ی‌ ال‍طوس‍ی‌؛ مصحح: ح‍س‍ن‌ ال‍م‍ص‍طف‍وی‌

جلد 1 -صفحه : 405/ 339
نمايش فراداده

261 - حدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد : قال حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، قال سمعت زرارة يقول : اني كنت أرى جعفر أعلم مما هو ، و ذاك أنه يزعم أنه سأل ابا عبد الله عليه السلام عن رجل من أصحابنا مختفى من غرامة ، فقال أصلحك الله ان رجلا من اصحابنا كان مختفيا من غرامة فان كان هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم ، و ان كان فيه تأخير صالح غرامه ؟ فقال هل أبو عبد الله عليه السلام : يكون فقال زرارة ، يكون إلى سنة ؟ فقال أبا عبد الله عليه السلام : يكون انشاء الله ، فقال زرارة : فيكون إلى سنتين ؟ فقال أبو عبد الله : يكون انشاء الله ، - و حيرة تتوحر منها الصدور في الاستيقان و تنزلق منها الاقدام عن الاستقامة ، و تتحير في تماديها الاحلام و البصائر ، كما قد ورد في اخبار كثيرة جمة اوردن طائفة منها في كتاب شرعة التسمية .

قوله : فقال زرارة تكون إلى سنتين قلت : غفر الله لزرارة و ثقف بصيرته و أنعم باله ما أسوء فهمه الاسرار و اسخف تدربه في معرفة الاساليب ، أ ليس حيث سأله عليه السلام عن خروج القائم قال عليه السلام في الجواب ، يكون : و لم يقرنه بالاستثناء إيذانا بأن ذلك أمر كائن واقع بتة ، لا يعتربه ريب و لا يتطرق اليه امتراء أصلا .

ثم اذ سأل عن التأجيل إلى سنة اجاب عليه السلام بقوله يكون انشاء الله ، يعني ان الامر في ذلك إلى علم الله تعالى و مشيته .

ثم ازداد في الاجل و قال : إلى سنتين ، أعاد عليه الجواب بقوله يكون انشاء الله تنبيها على ان ذلك امر موكول إلى علم الله و مفوض إلى مشيته . و هو سر من أسرار الله لا يعلم وقته الا الله سبحانه ، فكل من وقت و جعل لذلك أمدا مضروبا و وقتا معلوما و أجلا معينا ، فقد أخطأ و كذب على الله و على الرسول و الائمة عليه و عليهم السلام . و قد ورد في أحاديثهم عليه السلام " كذب الوقاتون " . و لست اشعر كيف لم يوطن نفسه إلى ان يكون إلى سنة ، ثم تجشم توطين النفس