تفسیر القمی

علی بن ابراهیم القمی

جلد 2 -صفحه : 462/ 181
نمايش فراداده

أسألك عن شيء أستحي منه ، قال سل قلت جعلت فداك هل في الجنة غناء ؟ قال إن في الجنة شجرة يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسنا ثم قال : هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا من مخافة الله قال قلت : جعلت فداك زدني ، فقال : إن الله خلق الجنة بيده و لم ترها عين و لم يطلع عليها مخلوق يفتحها الرب كل صباح فيقول ازدادي ريحا ازدادي طيبا و هو قول الله تعالى ( فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .

و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : ( أ فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) قال فذلك ان علي بن أبي طالب عليه السلام و الوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا فقال الفاسق الوليد بن عقبة : أنا و الله أبسط منك لسانا واحد منك سنانا و أمثل منك جثوا في الكتيبة ، قال علي عليه السلام : أسكت فانما أنت فاسق فأنزل الله ( أ فمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون اما الذين آمنوا و عملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون ) فهو علي بن ابي طالب عليه السلام .

و قال علي بن إبراهيم في قوله : ( و اما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها - إلى قوله - به تكذبون ) قال : إن جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فإذا بلغوا أسفلها زفرت بهم جهنم فإذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديد فهذه حالهم .

و اما قوله : ( لنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر الآية ) قال : العذاب الادنى عذاب الرجعة بالسيف و معنى قوله : ( لعلهم يرجعون ) يعني فانهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا و قوله : ( و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا ) قال : كان في علم الله انهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم أئمة ، حدثنا حميد بن زياد قال : حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة