در المنثور فی التفسیر بالمأثور

جلال الدین عبد الرحمن ابن أبی بکر السیوطی

جلد 4 -صفحه : 371/ 289
نمايش فراداده

و أخرج ابن مردويه عن جابر عن عبد الله قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك اذ عارضنا رجل مترجب يعنى طويلا فدنا من النبي صلى الله عليه و سلم فاخذ بخطام راحلته فقال أنت محمد قال نعم قال انى أريد ان أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الارض الا رجل أو رجلان فقال سل عما شئت قال يا محمد ما تحت هذه يعنى الارض قال خلق قال فما تحتهم قال أرض قال فما تحتها قال خلق قال فما تحتهم قال أرض حتى انتهى إلى السابعة قال فما تحت السابعة قال صخرة قال فما تحت الصخرة قال الحوت قال فما تحت الحوت قال الماء قال فما تحت الماء قال الظلمة قال فما تحت الظلمة قال الهواء قال فما تحت الهواء قال الثرى قال فما تحت الثرى ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبكاء فقال انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل ما المسؤل بأعلم من السائل قال صدقت أشهد انك رسول الله يا محمد اما انك لو ادعيت تحت الثرى شيأ لعلمت انك ساحر كذاب أشهد انك رسول الله ثم ولي الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أيها الناس هل تدرون ما هذا قالوا الله و رسوله أعلم قال هذا جبريل قوله تعالى ( و ان تجهر بالقول فانه يعلم السر و أخفى ) أخرج ابن المنذر و ابن أبى حاتم و البيهقى في الاسماء و الصفات عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله يعلم السر و أخفى قال السر ما أسرة ابن آدم في نفسه و أخفى ما خفى عن ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه فانه يعلم ذلك كله فعلمه فيما مضى من ذلك و ما بقي علم واحد و جميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة و هو كقوله ما خلقكم و لا بعثكم الا كنفس واحدة و أخرج الحاكم و صححه عن ابن عباس في قوله يعلم السر و أخفى قال السر ما علمته أنت و أخفى ما قذف الله في قلبك مما لم تعلمه و أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد و أبو الشيخ في العظمة و البيهقى بلفظ يعلم ما تسر في نفسك و يعلم ما تعمل غدا و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد عن قتادة في قوله يعلم السر و أخفى قال أخفى من السر ما حدثت به نفسك و ما لم تحدث به نفسك أيضا مما هو كائن و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله يعلم السر و أخفى قال الوسوسه و السر العمل الذي تسرون من الناس و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الحسن قال السر ما أسر الرجل إلى غيره و أخفى من ذلك ما أسر في نفسه و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن سعيد بن جبير في الآية قال السر ما تسر في نفسك و اخفى من السر ما لم يكن بعد و هو كائن و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال السر ما حدث به الرجل أهله و أخفى ما تكلمت به في نفسك و أخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله يعلم السر و أخفى قال السر ما أسررت في نفسك و أخفى ما لم تحدث به نفسك و أخرج أبو الشيخ في العظمة عن زيد بن أسلم في قوله يعلم السر و أخفى قال يعلم أسرار العباد و أخفى سره فلا نعلمه و الله أعلم قوله تعالى ( و هل أتاك حديث موسى ) أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و بن أبى حاتم عن قتادة في قوله انى آنست نارا أى أحسست نارا أو أجد على النار هدى قال من يهدينى و أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله أو أجد على النار هدى قال من يهدينى إلى الطريق و كانوا شاتين فضلوا الطريق و أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله أو أجد على النار هدى يقول من يدل على الطريق و أخرج ابن أبى شيبة و عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله أو أجد على النار هدى قال يهديه الطريق و أخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله أو أجد على النار هدى قال هاد يهدينى إلى الماء و أخرج أحمد في الزهد و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن وهب ابن منبه قال لما رأى موسى النار انطلق يسير حتى وقف منها قريبا فإذا هو بنار عظيمة تفور من ورق شجرة خضراء شديدة الخضرة يقال لها العليق لا تزداد النار فيما يرى الا عظما و تضرما و لا تزداد الشجرة على شدة الحريق الا خضرة و حسنا فوقف ينظر لا يدرى ما يصنع الا انه قد ظن انها شجرة تحترق و أو قد إليها موقد فنالها فاحترقت و انه انما يمنع النار شدة خضرتها و كثرة مائها و كثافة ورقها و عظم جذعها فوضع أمرها على هذا فوقف و هو يطمع ان يسقط منها شيء فيقتبسه فلما طال عليه ذلك أهوى إليها بضغث في يده و هو يريد ان يقتبس من لهبها فلما فعل ذلك موسى قالت نحوه كانها تريده فاستاخر عنها وهاب ثم عاد فطاف بها و لم تزل تطمعه و يطمع بها ثم لم يكن شيء باوشك من خمودها فاشتد عند ذلك عجبه و فكر موسى في أمرها فقال هى نار ممتنعة