متی جمع القرآن؟

سید محمد الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 14/ 12
نمايش فراداده

كـان ذلـك معنى قراءة الحديث واقراؤه عند علماء مدرسة اهل البيت الى عصر المجلسي المتوفى 1111 ه وبناء على ذلك فان قراءة الحديث والسيرة اي السنة النبوية كانت لديهم بمعنى دراسة لفظ الحديث مع تعلم معناه وكان معناه في نفس الزمان عند علماء مدرسة الخلفاء كالاتي بيانه بحوله تعالى :.

معنى قراءة الحديث واقرائه في مدرسة الخلفاء. ان قراءة الحديث عند علماء مدرسة الخلفاء في القرون المتوالية كان بمعنى سماع الحديث من الشيخ كما يدل على ذلك النصوص الاتية :.

قال الحاكم النيسابوري (ت : 405 ه ):.

(ذكر النوع الثاني والخمسين من معرفة علوم الحديث ).

هـذا الـنـوع من هذه العلوم معرفة من رخص في العرض على العالم ورآه سماعا ومن راى الكتابة بالاجازة من بلد الى بلد اخبارا ومن انكر ذلك وراى شرح الحال فيه عند الرواية وبيان العرض ان يـكـون الـراوي حـافظا متقنا, فيقدم المستفيد اليه جزءا من حديثه او اكثر من ذلك فيناوله فيتامل الـراوي حـديثه فاذا اخبره وعرف انه من حديثه قال للمستفيد قد وقفت على ما ناولتنيه وعرفت الاحـاديـث كـلـهـا وهـذه رواياتي عن شيوخي فحدث بها عني فقال جماعة من ائمة الحديث : انه سماع((372)) .

وقال الخطيب البغدادي (ت : 463):.

قـلت وقد تقدمت منا الحكاية عن بعض اهل العلم ان السماع يصح بحصول التمييز والاصغاء حسب , ولهذا بكروا بالاطفال في السماع من الشيوخ الذين علا اسنادهم .

اخـبـرنـا عـلي بن المحسن القاضي ثنا محمد بن خلف بن محمد بن جيان الخلال قال سمعت ابا بكر عبداللّه بن محمد بن زياد النيسابوري يقول سمعت ابراهيم الحربي يقول مات عبدالرزاق وللدبري ست سنين او سبع سنين .

قلت روى الدبري عن عبدالرزاق عامة كتبه ونقلها الناس عنه وسمعوها منه .

سـالـت القاضي ابا عمر القاسم بن جعفر بن عبدالواحد الهاشمي قلت له في اي سنة سمعت ((كتاب السنن )) من ابي علي اللؤلؤي ؟.

فـقال سمعته منه اربع مرات , فحضرت اول مرة وهو يقرا عليه في سنة اربع وعشرين وثلثمائة , وكتب ابي في كتابه حضر ابني القاسم وقرئ عليه في السنة الثانية وكتب ابي حضر ابني القاسم ـ وقرئ على اللؤلؤي وانا اسمع في السنة الثالثة وفي الرابعة , وكتب ابي في كتابه سمع ابني القاسم , وكـان مولد ابي عمر في رجب من سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة فعلى التقدير انه سمعه في آخر دفـعـة ولـه خـمـس سنين , واعتد الناس بذلك السماع , ونقل عنه الكتاب عامة اهل العلم من حفاظ الحديث والفقهاء وغيرهم((373)) .

وقال :.

باب ما جاء فيمن سمع حديثا فخفى عليه في وقت السماع حرف منه لادغام المحدث اياه ما حكمه ؟.

وقال الحسين بن علي الطيبي (ت : 743 ه ):.

الطريق الثاني : القراءة على الشيخ .

ويـسـميها اكثر قدماء المحدثين عرضا لان القارئ يعرضه على الشيخ سواء قرا هو ام غيره وهو يسمع , وسواء قرا من كتاب ام حفظ, وسواء كان الشيخ يحفظه ام لا اذا كان يمسك اصله هو او ثقة غيره وهي رواية صحيحة باتفاق خلافا لبعض من لا يعتد به((374)) .

واختلفوا في ان القراءة على الشيخ مثل السماع من لفظه في المرتبة او فوقه او دونه فنقل عن ابي حـنيفة ومالك وغيرهما ترجيح القراءة على الشيخ , ويروى عن مالك واصحابه واشياخه من علماء الـمدينة انهما سواء وهو مذهب معظم علماء الحجاز والكوفة والبخاري , والصحيح ترجيح السماع من لفظ الشيخ وهو مذهب الجمهور من اهل المشرق .

وقال :.

الثاني : يستحب ان يقول فيما سمعه وحده من لفظ الشيخ حدثني , وفيما سمعه من غيره حدثنا, وفيما قرا عليه بنفسه : اخبرني وفيما.

قرئ عليه وهو يسمع : اخبرنا((375)) .

وقال السيوطي (ت : 911 ه ):.

بيان اقسام طرق تحمل الحديث ومجامعها ثمانية اقسام :.

الاول : سـماع لفظ الشيخ , وهو املاء وغيره من حفظ ومن كتاب وهو ارفع الاقسام عند الجماهير قـال الـقاضي عياض : لا خلاف انه يجوز في هذا للسامع ان يقول في روايته : حدثنا واخبرنا وانبانا وسمعت فلانا وقال لنا وذكر لنا قال الخطيب : ارفعها سمعت .

وقال ثم حدثنا وحدثني ثم اخبرنا, وهو كثير في الاستعمال((376)) .

القسم الثاني : القراءة على الشيخ , ويسميها اكثر المحدثين عرضا سواء قرات او غيرك وانت تسمع من كتاب او حفظ, حفظ الشيخ ام لا اذا امسك اصله هو او ثقة , وهي رواية صحيحة .

نتيجة بحث القراءة بمدرسة الخلفاء. عرف الطيبي والسيوطي القراءة على الشيخ في مدرسة الخلفاء: ان يعرض القارئ الحديث او الكتاب عـلى الشيخ سواء قرا هو ام قرا غيره وهو ـ القارئ ـ يسمع وسواء قرا من كتاب ام حفظ وسواء كان الشيخ يحفظه ام لا اذا كان يمسك اصله هو ـ اي اذا كان الاستاذ بيده كتابه في الحديث ـ او ثقة غيره ـ اي ان كتاب الاستاذ يكون بيد ثقة غير الاستاذ وغير التلميذ القارئ ـ وهي رواية صحيحة ويسمى هذا النوع من قراءة الحديث عند العلماء عرضا, وروى الخطيب البغدادي :.

ان الـدبـري روى عـن عـبد الرزاق عامة كتبه ونقلها الناس عنه وسمعوها منه ومات عبد الرزاق وللدبري ست سنين او سبع سنين .

وقال ما موجزه :.

وسمع ابو عمر القاسم بن جعفر كتاب السنن من ابي علي اللؤلؤي اربع مرات وهو يقرا عليه اولها سنة (324 ه ) وكذلك في السنة الثانية بعدها وكذلك في السنة الثالثة والرابعة وكتب والده على الكتاب في كل مرة وحضر ابني وقرئ عليه ـ الكتاب ـ وسمع ابني وكان مولد ابي عمر في رجب من سنة (322 ه ) (فعلى التقدير انه سمعه في آخر دفعة وله خمس سنين واعتد الناس بذلك .

السماع ونقل عنه الكتاب عامة اهل العلم من حفاظ الحديث والفقهاء وغيرهم ).

.

نتيجة المقارنة في معنى قراءة الحديث لدى المدرستين . ا ـ في مدرسة اهل البيت الى القرن الثاني عشر كانت قراءة الحديث بمعنى : قراءة الحديث من تلميذ بـلغت مؤهلاته ان يقول استاذه في نعته وكيفية قراءته : (قرا كتاب علي في بلدة قراءة بحث وتنقيح وتـدقـيـق فـاحـسن واجاد وافاد اكثر مما استفاد بحيث ظهر جده واجتهاده وقابليته واستعداده واهليته لنقل الحديث وروايته بل نقده ودرايته وقد التمس مني اجازة فبادرت الى اجابته .

يقول الاستاذ الاخر في تلميذه وقراءته :.

(انـهـاه ): اي انهى قراءة الكتاب الى الصفحة التي كتب الاجازة عليها (المولى الفاضل البارع الذكي الالـمعي اللوذعي سماعا وتصحيحا وتدقيقا وضبطا) مع تعلم ما ينبغي ان يتعلمه (من الامور العقلية والـنقلية ), والامور العقلية : شرح ما في بعض الاحاديث مما يحتاج الى استعمال العقل في دراسة ما يـسـتـنـبـط من الحديث من عقائد واحكام ومعرفة عامة وخاصة ومجملة وبينة ومطلقة ومقيدة و والامور النقلية : دراسة اسناد الحديث وتفسير الفاظه وما شابههما (في مجالس آخرها ) وبعد ذلك يـجـيز الاستاذ تلميذه ويكتب له : (ان يروي عني ما صحت لي روايته ) كان ذلك جاريا وساريا الى القرن الثاني عشر الهجري .

ب ـ فـي مـدرسـة الـخلفاء الى القرن الحادي عشر كانت قراءة الحديث بمعنى سماع التلميذ قراءة اسـتـاذه عـنـدمـا يقرا الحديث او عندما يقراه تلميذ آخر ثقة بمسمع من الاستاذ وان كان التلميذ الـمـسـتـمع طفلا صغيرا بلغ سن خمس سنوات وعندئذ يصح للاستاذ ان يكتب لتلميذه الطفل هذا اجـازتـه برواية ما يسمعه من الاستاذ من حديث او ما قرئ على الاستاذ من حديث وكتاب وسمعه هذا الطفل ثم ياخذ من هذا التلميذ بهذه القراءة وينقله عنه عامة اهل العلم من حفاظ الحديث والفقهاء وغيرهم كان ذلكم جاريا وساريا في مدرسة .

الخلفاء الى القرن الحادي عشر الهجري .

واخـيـرا فـقـد كـان لابد لنا من تقديم هذا البحث ضمن البحوث التمهيدية لمناقشة الروايات التي تزعزع الثقة بثبوت النص القرآني .

في المجلد الثاني من هذا الكتاب .

سادسا ـ الجامع والحافظ:. ا ـ الجمع والجامع :. 1 ـ في اللغة :. جـاء الـجـمع في لغة العرب بمعنى ضم الشي ء بتقريب بعضه الى بعض يقال : جمعته فاجتمع , وجمع متفرقا: لم الاشياء المتفرقة , وضم بعضها الى بعض .

وجاء بالمعنى اللغوي الاول والثاني في قوله ـ تعالى ـ في سورة القيامة :.

ا ـ (ايحسب الا نسان الن نجمع عظامه ) (الاية / 3).

ب ـ (وجمع الشمس والقمر) (الاية / 9).

واكـثر ما يستعمل (جمع ) في الاعيان و (اجمع ) في الاراء كما في قوله تعالى في سورة يوسف / 15:.

(فلما ذهبوا به واجمعوا ان يجعلوه في غيابت الجب).

2 ـ جمع القرآن في المصطلح الاسلامي :.

اسـتعمل جمع القرآن جمع القرآن في كلام اللّه وحديث الرسول (ص ) ومحاورة الصحابة واريد به جمعه في الصدور.

ا ـ في القرآن الكريم .

قال سبحانه في سورة القيامة :.

(لا تـحـرك بـه لسانك لتعجل به * ان علينا جمعه وقرآنه * فاذا قراناه فاتبع قرآنه * ثم ان علينا بيانه ) (الايات / 16 ـ 19).

فقد قال ابن عباس في تفسيره ما موجزه :.

(ان النبي كان يعالج من التنزيل شدة , يحرك لسانه وشفتيه , وحرك ابن عباس شفتيه يحاكي الرسول (ص ) ـ قـال : فانزل اللّه ـ تعالى ـ (لا تحرك به ان علينا جمعه وقرآنه ), اي جمعه في صدرك ثم تقراه (فاذا قراناه ) اي فاستمع وانصت , ثم اقراه , قال :.

فكان رسول اللّه (ص ) اذا اتاه جبريل استمع فاذا انطلق قراه كما قراه جبريل((377)) .

ب ـ في محاورات المسلمين :.

اسـتـعـمـل (جـمع القرآن ) في عصر الصحابة : بكلا المعنيين جاء بمعنى الجمع في الصدور في روايتي انس بن مالك في صحيح البخاري :.

1 ـ عن قتادة قال سالت انس بن مالك (رض ) من جمع القرآن على عهد النبي (ص )؟.

قال : اربعة كلهم من الانصار:.

ابي بن كعب (ت : 32 ه ).

معاذ بن جبل (ت : 18 ه ).

زيد بن ثابت (ت : 55 ه ).

وابو زيد ـ ثابت بن زيد بن النعمان .

2 ـ قال انس : مات النبي (ص ) ولم يجمع القرآن غير اربعة :.

ابو الدرداء ـ عويمر بن زيد (ت : 35 ه ).

معاذ بن جبل .

زيد بن ثابت .

ابو زيد((378)) .

وفي رواية احمد وابي داود: ان ام ورقة بنت عبداللّه كانت قد جمعت القرآن وكان النبي (ص ) قد امرها ان تؤم اهل دارها.

الحديث ((379)) .

وقد جاء بنفس المعنى في فهرست النديم حيث قال :.

(الجماع للقرآن على عهد النبي (ص )).

علي بن ابي طالب (رض ) (ت : 40 ه ).

سعد بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن زيد(رض ).

ابو الدرداء عويمر بن زيد(رض ).

معاذ بن جبل بن اوس (رض ) (ت : 18 ه ).

ابو زيد ثابت بن زيد بن النعمان .

ابي بن كعب بن قيس بن مالك بن امرئ القيس .

عبيد بن معاوية بن زيد بن ثابت الضحاك (ت : 34 ه ) وفي ترجمة عبادة ابن الصامت باسد الغابة ان عبادة وابا ايوب ـ ايضا ـ.

كانا ممن جمع القرآن على عهد رسول اللّه (ص ).

وكـذلـك جاء بمعنى جمع جميع آيات القرآن كتبا في سور القرآن ودون جميع السور في مصحف واحـد بـعـد ان كانت السور منتشرة عندهم في صحائف من الجلد والخشب وما شابههما كما رووا وقالوا:.

ا ـ (اقسم علي ان لا يرتدي الرداء حتى يجمع القران في مصحف ).

ب ـ (جمعوا القرآن في مصحف في خلافة ابي بكر).

ج ـ ان ابا بكر امر زيدا بجمع القران , فجمعه في صحف , واودعها عند حفصة ولما اراد عثمان ان يجمع القران اخذها من حفصة , واستنسخها في المصاحف )((380)) .

* * *.

كـان رسول اللّه (ص ) اول من جمع القرآن حفظا في صدره من البشر وسوف نرى في بحث جمع القرآن ـ ان شاء اللّه تعالى ـ ان رسول اللّه (ص ) ـ ايضا ـ كان اول من جمع القرآن , اي : امر بكتابة جميع القرآن .

كـان ذلـكم معنى جمع القرآن حفظا في الصدور وكتبا في المصاحف , حتى عصر الصحابة , وسمي بعدهم جامع القران في صدره بحافظ القرآن .

ب ـ حافظ القرآن :. يقال في اللغة : حفظ الشي ء, اي : رعاه وصانه وحرسه((381)) . ويقال ـ ايضا ـ الحفظ: لضبط في النفس , ويضاده النسيان((382)) .

والحافظة والذاكرة : قوة في الانسان تحفظ معلوماته .

وفـي الـقرون الاخيرة قيل لمن يحفظ القرآن عن ظهر قلب : الحافظ وكذلك يقال لمن يحفظ عددا كبيرا من الاحاديث : الحافظ((383)) .

بـيـنـما كان في صدر الاسلام يقال لمن حفظ القرآن عن ظهر قلب : الجامع كما سبق بيانه , ثم تغير معنى الجامع بعد القرن الاول , كما سنذكره في ما ياتي بحوله تعالى .

وعـلـى مـا ذكرنا فان تسمية من حفظ القران بالحافظ من تسمية المسلمين ومصطلحهم , وليس من مصطلحات الشرع الاسلامي .

سابعا ـ الترتيل والتجويد:. ا ـ الترتيل :. قال الراغب : الترتيل , ارسال الكلمة بسهولة واستقامة . وروى ابن الجزري عن الامام علي انه قال : الترتيل : تجويد الحروف ومعرفة الوقوف ((384)) .

وفـي مـعجم الفاظ القرآن الكريم , رتل الكلام , احسن تاليفه او: ابانه وتمهل في قراءته , وقال اللّه سبحانه : (ورتلناه ترتيلا).

(الفرقان / 32), اي انزلناه على الترتيل وهو ضد العجلة , وبيناه ومكناه .

وقـال سبحانه : (ورتل القرآن ترتيلا)(المزمل / 4), اي بينه تبيينا, وتمهل في قراءته وليس هذا من المصطلح الاسلامي , وانما هو معنى لغوي وانما ذكرناه لصلته بعلم التجويد.

ب ـ التجويد:. التجويد في اللغة يقال : جود القول , اي : اتى بالقول الجيد, وجود القراءة : قرا جيدا. وقـال ابـن الـجزري : التجويد اعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها ورد الحرف الى مخرجه واصـلـه والحاقه بنظيره وتصحيح لفظه وتلطيف النطق به على حال صيغته وكمال هياته من غير اسراف ولا تعسف ولا افراط ولا تلف .

قال المؤلف :. هـذا مـا ذكـروه ولا ارى التجويد الا محاولة من مقرئ القرآن ان يؤدي اللفظ باللّه جة التي اداها رسول اللّه (ص ) ثم تمرن عليها قراء القرآن جيلا بعد جيل منذ عصر الرسول (ص ) حتى اليوم .

ونرى التجويد تعبيرا عن الترتيل ومصداقا له .

.

ثامنا ـ النسخ :. النسخ في اللغة : ازالة شي بشي ء يتعقبه , يقال : نسخت الشمس الظل((385)) . وفـي الـمـصطلح الاسلامي : نسخ احكام في شريعة باحكام في شريعة اخرى((386)) مثل نسخ بعض احكام الشرائع السابقة باحكام في شريعة خاتم الانبياء (ص )((387)) .

وكذلك نسخ حكم مؤقت بحكم ابدي في شريعة خاتم الانبياء (ص ), مثل نسخ حكم توارث المتخيين من المهاجرين والانصار في المدينة قبل فتح مكة بحكم توارث ذوي الارحام بعد فتح مكة .

وقد صنف اتباع مدرسة الخلفاء النسخ الى ثلاثة اصناف :.

ا ـ نـسـخ التلاوة والحكم : ويقصدون منه ان اللّه ـ سبحانه ـ كان قد انزل من القرآن آيا او سورا على رسوله (ص ) تضمن حكما شرعيا ثم نسخ تلاوة ذلك القرآن , فلم يكتب في المصحف المتداول بين المسلمين ونسخ حكمه من شريعة الاسلام .

ب ـ نسخ التلاوة دون الحكم : ويقصد منه ان اللّه ـ سبحانه ـ كان قد انزل من القرآن آيا او سورا عـلـى رسوله (ص ) ثم نسخ تلاوتها, فلم يكتب في المصحف المتداول بين المسلمين , وابقى حكمه في شريعة الاسلام .

ج ـ نـسـخ الـحـكـم دون الـتـلاوة : ويـقصد منه ان اللّه ـ سبحانه ـ انزل من القرآن آيا عمل بها الـمـسلمون , ثم نسخ تلك الايات بيات اخرى , وبقيت الايات المسماة منسوخة مكتوبة في المصحف ونسخ حكمها وسياتي بيان زيفها مفصلا في بحوث النسخ ان شاء اللّه تعالى .

.

نتيجة البحوث :. ا ـ الـقرآن والسورة والاية والوحي من المصطلحات الاسلامية التي تستعمل في معانيها منذ عصر نزول القرآن حتى اليوم .

ب ـ الـجـزء والحزب والتجويد والحافظ من المصطلحات المستحدثة لدى المسلمين في العصور المتاخرة .

ج ـ لـفـظ (الـكتاب ) مشترك بين عدة معاني ولفظ (كتاب اللّه ) يرد بمعنى الكتاب الذي انزله على انـبـيائه مثل التوراة والانجيل والقرآن ويرد بمعنى ما فرضه اللّه على عباده مثل ما جاء في قوله تعالى :.

(الا ما ملكت ايمانكم كتاب اللّه عليكم ).

وبنفس المعنى جاء في قوله تعالى :.

(ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).

واشـتهر (كتاب اللّه ) بعد عصر الصحابة في الكتب التي انزلها اللّه وفسر العلماء كلما جاء من هذا اللفظ في محاورات الصحابة بمعنى كتاب اللّه وقد اخطاوا في بعض الموارد.

د ـ القراءة والقارئ والمقرئ :.

اسـتـعمل القارئ في تعابير عصر نزول القرآن بمعنى من يتعلم القرآن مع معناه , والمقرئ من يعلم القرآن مع المعنى اذا كان معنى .

مادة (القراءة ) يساوي تدارس التفسير في عصرنا اذ يدرسون آي القرآن مع تفسيره , وكان المقرئ من يدرس القرآن مع التفسير والقراء من تعلموا القرآن مع التفسير.

واقتضت سياسة حكم الخلفاء الثلاثة بعد الرسول (ص ) تجريد القرآن عن بيان الرسول في تفسير الـقـرآن ورفـع هـذا الشعار الخليفة الاول ابو بكر وتبدل معنى مادة (القراءة ) بعد عصر الخليفة عـثـمـان مـتـدرجا واصبحت بمعنى تبديل لفظ القرآن بالفاظ لغات القبائل العربية مثل تميم وهذيل والـقـراء الـكـبـار مـن يبدلون الفاظ القرآن بلغات القبائل او باجتهاداتهم الخاصة ونسي المصطلح الاسلامي واندرس وسياتي شرحه مفصلا في بحث القراءات ان شاء اللّه تعالى .

ه ـ الترتيل :.

كـان الـترتيل في عصر نزول القرآن بمعنى (تجويد الحروف وحفظ الوقوف ) كما روى ذلك عن الامام علي وفي عصرنا يقال للقرآن المقروء بصفة خاصة : (المصحف المرتل ).

يوجد الترتيل اليوم لدى القراء في ما سجل لهم باسم المصحف المزمل .

و ـ الجمع :.

الـجـمـع في اللغة ضم الشي بتقريب بعضه الى بعض وجمع الاشياء المتفرقة ضم بعضها الى بعض وجـمـع الـقـرآن : حـفظا في الصدور, وكتابة آياته وسوره وضم بعضها الى بعض وبهذا المعنى استعمل في القرآن ومحاورات الصحابة .

ز ـ الـنـسـخ في المصطلح الاسلامي نسخ احكام شريعة باحكام شريعة اخرى او نسخ حكم مؤقت بحكم ابدي في شريعة خاتم الانبياء وقد التبس امر النسخ على العلماء بسبب الاحاديث المختلقة التي سوف ندرسها في بحث النسخ ان شاء اللّه تعالى .

* * *.

بـعـد ان درسـنا في هذا المجلد خصائص المجتمع العربي الجاهلي الذي نزل فيه القرآن والمجتع العربي الاسلامي الذي انتشر منه القرآن وبحوثا من تاريخ القرآن ثم المصطلحات القرآنية يتيسر لـنـا دراسـة الروايات التي رويت حول القرآن الكريم في المجلدين الاتيين من هذا الكتاب بحوله تعالى .