الفصل الرابع
الدلالة الايحائية في الصيغة الحيادية
إن الصيغة الإفرادية الحيادية هي عبارة عن مجموعة من الكلمات المحصورة التي يمكن إحصاؤها لما فيها من تقييد. ويتضح معناها من اسمها، فهي من حاد عن الشيء يحيد حيداً وحيداناً، ومنه حايده محايدة وحياداً، مال عنه وعدل عن طريق الاستواء. وذلك لأن هذا النوع من الصيغة الإفرادية يختلف عن الأسماء والأفعال معاً؛ وبالتالي فقد حادت عنهما. وقد سميت بالكلمات التركيبية لوظيفتها في التركيب كالضمائر والموصولات والإشارات والظروف الجامدة والحروف، فمن طابعها أنها محصورة العدد غير قابلة للزيادة والنقض؛ وذلك لأنه "الأصل في كل الكلمات التركيبية المحصورة العدد هو الجمود والبناء والرتبة والافتقار المتأصل وكلها كما ترى يتجه إلى التقييد لا إلى الإطلاق" حيث نجد بأنها تمثل مجموعات محدودة العدد، ولعل هذا هو "أكبر قيد على هذا النوع من الكلمات أنها مجموعات مقفلة".وتشتمل الصيغة الحيادية على الموضوعات الآتية: الضمير-الخوالف-الأداة-الظرف.1-الضمير:
إن الضاد والميم والراء هما أصلان صحيحان: يدل أحدهما على دقة في الشيء ويدل الآخر على غيبة وتَسَتُّرٍ. فمن الأول قولهم ضَمَرَ الفرض ضُمُوراً، وذلك من خفة اللحم وقد يكون من الهزال. والآخر الضِّمَار، وهو المال الغائب الذي لا يُرْجَى عودُهُ وكل شيء غاب عنك فلا تكون منه على ثقة فهو ضِمَار.ومنه قول الشاعر:
وَأَنْضَاءٍ أُنِخْنَ إلى سَعِيد
حَمِدْنَ مَزَارَهُ وَأَصَبْنَ مِنْهُ
عَطَاءً لم يكن عِدَةً ضِمَارا
طُرُوقاً ثم عَجَّلْنَ ابْتِكَارا
عَطَاءً لم يكن عِدَةً ضِمَارا
عَطَاءً لم يكن عِدَةً ضِمَارا