مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وكانت نظرة المبالغة هذه في تقدير الشعر
القديم من جملة العوامل التي حملت جهابذة
العلماء الخبراء بأساليب الشعر الجاهلي
المتقنين له على وضع الشعر على ألسنة
الجاهليين وعلى اذاعته ونشره بين الناس.
فقد وجدوا ان سوقه رائجة، وان ما يقدمونه
منه لطلابه يقدر تقديراً عظيماً، وان ما
ينظمونه هم وينشرونه باسمهم لا ينال مثل
ذلك التقدير. وقد يحفل به. وان بعض خلفاء
بني أمية كان لهم عرف بحفظه ذلك الشعر،
أرسلوا اليه، ليتحفهم بما عنده، ثم يجزلون
له العطاء، على حين كانوا لا يعطون على
الشعر الذي ينظمونه أو ينظمه الشعراء
الأحياء إلا قليلاً، وإلا إذا كان مدحاً
لهم وتزلفاً اليهم. فدفعهم حرصهم المادي
هذا على صنع الشعر وإسناده إلى الشعراء
الجاهليين. وهم لو نسبوه اليهم لصار فخراً
لهم، يثمنه لهم من يجيء بعدهم، ولكنهم ما
كانوا ليحصلوا عليه شيئاً مغرياً، ففضلوا
المادة على الشهرة التي تأتي اليهم بعد
الموت.

وقد اتخذ بعض العلماء ورجال الأدب موقفاً
وسطاً بين المحدثين، من الشعراء الذين قيل
لشعرهم: المولد، وبين الشعراء المتقدمين،
فقال "ابن رشيق": "ليس التوليد والرقة أن
يكون الكلام رقيقاً سفسافاً، ولا بارداً
غثاً، كما ليست الجزالة والفصاحة أن يكون
حُوشياً خشناً، ولا أعرابياً جافاً، ولكن
حال بين حالين".

ولم يتقدم امرؤ القيس والنابغة والأعشى
إلا بحلاوة الكلام وطلاوته، مع البعد من
السخف والركاكة، على أنهم لو أغربوا لكان
ذلك محمولاً عنهم، إذ هو طبع من طباعهم،
فالمولد المحدث-على هذا-إذا صح كان لصاحبه
الفضل البين بحسن الاتباع، ومعرفة
الصواب، مع أنه أرق حَوٌكاً، وأحسن
ديباجة.

الفصل الثامن والاربعون بعد المئة
القريض والرجز والقصيد

ويقال للشعر: القريض وهو الاسم كالقصيد،
والقرض: قول الشعر خاصة، والتقريض صناعته.
وقد فرّق "الأغلب العجلي"بين الرجز
والقريض بقوله:




  • أرجزاً تريد أم قريضاً
    كليهما أجِدُ مستريضا



  • كليهما أجِدُ مستريضا
    كليهما أجِدُ مستريضا



وقد ورد أن أصحاب رسول الله كانوا
يتقارضون، أي يقولون القريض وينشدونه.
وورد أن "المنذر" ملك الحيرة حين أراد قتل
"عبيد بن الأبرص" قال له: أنشدني من قولك،
فقال عبيد: حال الجريض دون القريض، فذهب
قوله مثلاً. و "قال النحاس: القريض عند أهل
اللغة العربية الشعر الذي ليس برجز".

ويلاحظ ان للعرب وإن قالوا: "نظمتُ الشعر
ونظمته"، وقصدوا ب "النظم" الشعر، وعرّفوا
الشعر بأنه "منظوم الكلام"، غير انهم كانوا
يقولون أيضاً: "قال شعراً"، و"وهو يقول
الشعر"، وفي القرآن: وما هو بقول شاعر
قليلاً ما تؤمنون ، والشعراء يتبعهم
الغاوون، ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون.
وانهم يقولون ما لا يفعلون . ويقولون: قول
شاعر.

والشعر في تعريف علمائه: "منظوم القول،
غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية"، وهو
"الكلام المقفى الموزون قصداً"، ومن صيروا
الكلام نوعين: كلام منظوم، وكلام منثور.
والفرق بينهما هو في وجود الوزن والقافية
في الشعر، وفي عدم وجودهما في الكلام
المنثور. وتوجد هذه النظرة عند "أفلاطون"،
و"فيثاغورس"، وهي تختلف بعض الاختلاف عن
رأي "أرسطو" في الشعر.

"وزعم الرواة أن الشعر كله إنما كان رجزاً
أو قطعاً، وأنه إنما قُصدّ على عهد هاشم بن
عبد مناف، وكان أول من قصّده مهلهل وامرؤ
القيس، وبينهما وبين مجيء الإسلام مائة
ونيف وخمسون سنة. ذكر ذلك الجمحي وغيره.
وأول من طول الرجز وجعله كالقصيد الأغلب
العجلي شيئاً يسيراً، وكان على عهد النبي
صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم أتى العجّاج
فافتنّ فيه فالأغلب العجلي والعجاج في
الرجز كامرء القيس ومهلهل في القصيد".

والقصيد من الشعر ما تمَّ شطر أبياته، سمي
بذلك لكماله وصحة وزنه. قال "ابن جني": "سمي
قصيداً لأنه قصد واعتمد وإن كان ما قصر منه
واضطرب بناؤه نحو الرمل والرجز شعراً
مراداً مقصوداً. وذلك ان ما تمّ من الشعر
وتوفر آثر عندهم وأشد تقدماً في أنفسهم
مما قصر واختل، فسمّوا ما طال ووفر
قصيداً، أي مراداً مقصوداً، وإن كان الرمل
والرجز أيضاً مرادين مقصودين، والجمع
قصائد".

/ 456