مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الثالثة

إن ما روي من عدم قوله الشعر، لا
يعني عيب الشعر، وإنما لنفي الظنة عنه من
أنه كان يقول الشعر.

الرابعة

إن قوله تعالى وما ينبغي له،
يعني نفي الشعر عنه، لئلا يظن أنه قوي على
القرآن بما طبعه من القوة على الشعر.

فالرسول لم يكره الشعر لكونه شعراً، ولم
يعبه أو نهى عن قوله، وانما كان النهي
خاصاً به. قال "الخليل بن أحمد: كان الشعر
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من
كثير من الكلام، ولكن لا يتأتى له".

الفصل الثاني والخمسون بعد المئة
تدوين الشعر الجاهلي

ليس في الشعر الجاهلي بيت واحد يستطاع أن
يثبت انه كان مدوناً في الجاهلية وان رواة
الشعر وحفظته وجدوه مكتوباً بأبجدية
جاهلية، فنقلوه عنها. ولم يتجاسر على ما
أعلم أحد من رواة الشعر أو حافظ من حفاظه
على الادعاء بأنه نقل ما عنده من شعر
جاهلي، أو من قراطيس جاهلية، أو من مادة
مكتوبة أخرى تعود أيامها إلى الجاهلية.
فكل ما وصل الينا من هذه البضاعة، انما هو
من عهد الكتابة والتدوين، وعهد التدوين لم
يبدأ إلا في الإسلام، وأول تدوين للشعر،
انما كان في عهد الأمين.

وعدم وصول شعر جاهلي الينا مدون في أيام
الجاهلية، أو منقول عن مكتوبات جاهلية، ثم
عدم ادعاء أحد من قدماء الرواة انه قد نقل
من دواووين أو قراطيس جاهلية، يحملنا على
القول بعدم تدوين الجاهليين لشعرهم وبعدم
اهتمامهم بتسجيله. فلم وقع ذلك. ولم أحجم
الجاهليون عن تدوين شعرهم، وهو تراثهم
الخالد، وسجلهم وديوانهم الذي به حفظت
الانساب وعرفت المآثر، ومنه تعلمت اللغة،
وهو حجة فيما أشكل من غريب كتاب الله،
وغريب حديث رسول الله، وآثار صحابته
والتابعين؟ وقال علماء الشعر: "كان الشعر
علم قوم لم يكن لهم علم والروم ولهت عن
الشعر وروايته، فلما كثر الإسلام وجاءت
الفتوح، واطأن العرب بالامصار، راجعوا
رواية الشعر، فلم يئلوا إلى ديوان مدون،
ولا كتاب مكتوب، والفوا ذلك وقد هلك من
العرب من هلك بالموت والقتل، فحفظوا اقل
ذلك، وذهب عنهم كثير". "قال أبو عمرو لجاءكم
علم وشعر كثير".

ومعنى هذا إن الشعر الجاهلي لم يكن دوناً،
وانما كان محفوظاً في الصدور، وقد ورد
رواية باللسان، فكانوا يتلونه حفظاً لا عن
صحيفة أو كتاب، يؤيد ذلك ما ورد في الاخبار
من إن "بني أمية"، وقد كانوا شغوفين جداً
بالشعر القديم، ربما اختلف الرجلان منهم
في بيت شعر، فيرسلان راكباً إلى "قتادة"
يسأله، عن خبر، أو نسب، أو شعر، وكان قتادة
أجمع الناس. ولقد قدم عليه رجل من عند بعض
أولاد الخلفاء من بني مروان، فقال لقتادة:
من قتل عمراً وعامراً التغلبيين يوم
قضة؟فقال: قتلهما "جحدر بن ضبيعة بن قيس بن
ثعلبة". قال فشخص بها ثم عاد اليه، فقال:
اجل قتلهما جحدر، ولكن جميعاً؟فقال:
اعتوراه فطعن هذا بالسنان، وهذا بالزج
فعادى بينهما. وعلى ما في هذا الخبر من أثر
الصنعة والتكلف، فإن فيه دلالة على شغف
الأمويين ةالأخبار والنسب، لذلك، كانوا
يرسلون إلى خاصتهم ومن يرون فيه العلم
بهذه الامور للاستفسار منهم عما يريدون
الوقوف عليه.

ويؤيد ذلك ايضاً ما ورد من إن الرسول كان
إذا اراد سماع شعر شاعر، سأل من كان في
حظرته من يحفظ شعر فلان؟ فينشده عليه من قد
يكون حافظاً له، ثم ما يروي من إن الصحابة
كانوا يحفظون الشعر، ومن انهم كانوا إذا
أرادوا الوقوف على شعر شاعر لم يحفظوا
شعره، سألوا غيرهم ممن يحفظه عنه. ولم نسمع
في الاخبار، إن احداً من الصحابة، كان يملك
ديواناً، أو كتاباً فيه شعر، أو خبر، أو
نسب، وأنهم كانوا يرجعون إلى المدونات، في
مثل هذه الحالات.

ولكن ما ذهبنا اليه من عدم وجود تدوين
للشعر الجاهلي ولأخبار الجاهلية، تنفيه
روايات تزعم إن الجاهليين كانوا يدونون
أشعارهم، فقد روي إن "النعمان بن المنذر"
امر "فنسخت له اشعار العرب في الطنوج وهي
الكراريس، ثم دفنها في قصره الابيض، فلما
كان المختار بن عبيد الثقفي، قيل له: إن
تحت القصر كنزاً، فأحتفره، فأخرج تلك
الاشعار، فمن ثم أهل الكوفة أعلم بالشعر
من اهل البصرة".

/ 456