مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد كان العلماء يتحذلقون في مثل هذه
الامور، ويبحثون جهدهم عن الشاذ والغريب
في الشعر، بل أخذ بعضهم يفتعل الغريب،
ويضع الشاذ، فينسبه إلى المتقدمين لإفحام
الخصم، ولإظهار مقدرته العلمية وبراعته
في علوم اللغة أمام الخلفاء والحكام وهذا
مما أساء بالطبع إلى العلم، إذ أدى إلى
دخول المصنوع في الشعر، والى الإساءة إلى
سمعة العلماء. وتجد في "مجالس العلماء"
للزجاجي، مجالس فيها من استهتار كبار
العلماء بعضهم ببعض، ومن وضع أحدهم على
اللآخر، ما يبعث على الشفقة على حال قسم
منهم، لما بلغوه في كلامهم وفي تصرفاتهم
من الإسفاف بسبب محاولتهم التقدم عند
الحكام، بالمنزلة والجاه ونيل المال.

على كل حال، فقد خفت فوضى الرواية، بعد
إقبال الناس على التدوين، وتحبير الشعر
وأمالي المجالس وأقوال العلماء وآرائهم
على القراطيس، خاصة شيوع الاستنساخ وظهور
جملة نسخ للكتاب الواحد، فظبطت بهذه
الطريقة الرواية بعض الظبط، وصرنا أمام
روايات متعددة للقطعة أو للقصيدة، وقد سدد
هذه الطريقة وزاد في تثبيتها إقبال
العلماء على نشر المخطوطات نشراً حديثاً
بواسطة الطباعة فوفرت هذه الطريقة نسخ
المخطوطات القديمة للباجحثين، ويسرت لهم
بذلك الوقوف عليها مما مكنهم من إبداء
نظرهم على ما جاء فيها من روايات عن الشعر
العربي القديم.

الفصل الثالث والخمسون بعد المئة
اشهر رواة الشعر

اشتهر "مخرمة بن نوفل بن أهيب" وهيب "بن عبد
مناف بن زهرة"، وهو من قريش برواية الشعر
وبالعلم به. "وكان من مسلمة الفتح، وله سر
وعلم، كان يؤخذ عنه النسب، ولا سيما نسب
قريش إذ كان من العالمين به. وكان عالماً
بأنصاب الحرم. فبعثه عمر هو وسعيد بن
يربوع، وأزهر ابن عبد عوف، وحويطب بن عبد
العزى، فجدودها. وكانت أمه "رقيقة بنت أبي
صيفي بن هاشم بن عبد مناف" شاعرة، وكانت
لدة عبد المطلب.

وعرف "أبو الجهم بن حذيفة بن غانم بن عامر
بن عبد الله بن عوف" بالعلم بالشعر. وهو من
"بني عدي". وكان من معمري قريش ومن مشيختهم،
وكان أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ
عنهم النسب. وكان شديد العارضة، وكان "عمر"
يمنعه حتى كف من لسانه. وكان من مسلمة
الفتح، وكان مقدماً في قريش معظماً، وكانت
فيه وفي بنيه شدة وعرامة.

وكان "ابو بكر" من الجاهلين للشعر الراوين
له، روى "المطلب بن المطلب ابن أبي وداعة"
عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وأبا بكر رضي الله تعالى عنه عند باب
بني شيبة، فمر رجل وهو يقول:




  • يا أيها الرجل المحول رحله
    ألا نزلت بآل عبـد الـدار



  • ألا نزلت بآل عبـد الـدار
    ألا نزلت بآل عبـد الـدار



هبلتك أمك لو نزلت برحلهم=منعوك من عدم
ومن إقتار قال: فالتفت رسول الله صلى عليه
وسلم، إلى أبي بكر فقال: أهكذا قال
الشاعر؟قال: لا والذي بعثك بالحق، لكنه
قال:




  • يا أيها الرجل المحول رحـلـه
    هبلتك أمك نزلت برحـلـهـم
    الخالطين فقيرهم بـغـنـيهـم
    ويكللون جفانهم بـسـديفـهـم
    منهم علي والنبـي مـحـمـد
    القائلان هـلـم لـلأضـياف



  • ألا نزلت بآل عـنـد مـنـاف
    منعوك من عدم ومن إفـراف
    حتى يعود فقيرهم كالكـافـي
    حتى تغيب الشمس في الرجاف
    القائلان هـلـم لـلأضـياف
    القائلان هـلـم لـلأضـياف



قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقال: "هكذا سمعت الرواة ينشدونه".

وكان ابو بكر أحد العلماء بالنسب في قريش،
وكانوا إذا أرادوا القوف على نسب رجل جاءوا
اليه يسألونه، فهو عالم من علماء قريش فيه.

وكان "عمر بن الخطاب" ممن يحفظون الشعر،
ووصف بأنه كان عالماً به وبأنه "كان أعلم
الناس بالشعر"، وكان يحكم على الشعر
وينتقده، ولا يكاد يعرض له أمر إلا انشد
فيه بيت شعر، وأنه كان بصيراً به، حتى قيل
عنه إنه كان "لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد
فيه بيت شعر"، ورووا له أمثلة كثيرة من
حفظة للشعر ومن حسن نقده له، ونفاذه في
باطن معانيه ومحاسنه.

وذكر انه كان يقدم "أمرأ القيس" على بقية
الشعراء.

وكانت "عائشة" من رواة الشعر، وكانت تحفظ
منه ما شاء الله، قيل انها قالت: "اني لاروي
الف بيت للبيد، وانه أقل مما اروي لغيره.

/ 456