ذريني للغنى أسعى فانـي
وأبعدهم وأهونهم علـيهـم
يباعده الـنـدي وتـزدريه
وتلقى ذا الغنى وله جـلال
قليل عيبه والـعـيب جـم
ولكن الغني رب غفـور
رأيت الناس شرهم الفقير
وان أمسى له حسب وخير
حليلته وينهره الصـغـير
يكاد فؤاد صاحبه يطـير
ولكن الغني رب غفـور
ولكن الغني رب غفـور
أغلبهم ان المرأة متعة للرجل، يلهو بها،
ويقضي حاجته منها، خلقت للبيت وللولادة،
وهي دون الرجل. وهي تحب الشاب القوي،
والغني الكثير المال. ونجد هذا الرأي عند
أكثر الشعراء اتصالاً بالمرأة، وعند
أكثرهم لهواً بها مثل "امرىء القيس" حيث
يقول:
فيا رب يوم قد أروح مرجـلاً حبيباً
أراهن لا يحبين من قل مالـه
ولا من رأين الشيب فيه وقوسا
إلى البيض الأوانس أملسا
ولا من رأين الشيب فيه وقوسا
ولا من رأين الشيب فيه وقوسا
وأرى الغواني لا يواصلن أمرءاً
فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
فقد الشباب وقد يصلن الأمردا
القيس وزيادة:
فان تسألوني بالنساء فـانـنـي
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله
يردن ثراء المال حيث علمنـه
وشرخ الشباب عندهن عجـيب
بصير بأدواء النساء طـبـيب
فليس له في ودهن نـصـيب
وشرخ الشباب عندهن عجـيب
وشرخ الشباب عندهن عجـيب
الفصل الثامن والستون بعد المئة
شعر المخضرمين
المخضرم هو الذي أدرك الجاهلية والإسلام.والشعراء المخضرمون هم الذين عاشوا في
الجاهلية وفي الإسلام ونظموا الشعر في
العهدين: الجاهلية والإسلام. والمخضرم من
يدرك عهدين متناقضين.والشائع بين الناس أن الإسلام قد سبب في
انصراف الناس عن الشعر وعن روايته "بما
شغلهم من أمور الدين والنبوة والوحي وما
أدهشهم من أسلوب القرآن ونظمه، فأخرسوا عن
ذلك وسكتوا عن الخوض فيالنظم والنثر
زماناً ثم استقر ذلك وأونس الرشد من
الملّة ولم ينزل الوحي في تحريم الشعر
وحظره وسمعه النبي، صلى الله عليه وسلم،
وأثاب عليه، فرجعوا حينئذ إلى ديدنهم منه".
وقد نسب إلى "عمر" قوله: "كانالشعر علم قوم
لم يكن لهم علم أصح منه، فجاء الإسلام،
فتشاغلت عنه العرب وتشاغلوا بالجهاد وغزو
فارس والروم ولهت عن الشعر وروايته"، "فلما
كثر الإسلام، وجاءت الفتوح، واطمأن العرب
بالأمصار راجعوا رواية الشعر، فلم يئلوا
إلى ديوان مدوّن، ولا كتاب مكتوب، وألفوا
وقد هلك من العرب من هلك بالموت والقتل،
فحفظوا أقل ذلك، وذهب عنهم كثير". والشائع
بينهم أيضاً أن الشعر قد أصيب بسبب ما تقدم
بنكسة، فذبل وضعف وذهبت عنه قوة وسورة
وجزالة وشدة الشعر الجاهلي، وأعرض
الشعراء مثل "لبيد" عن الشعر، اذ رأوا أن في
كلام الله ما يغنيهم عنه، وقّل بذلك عدد
الشعراء و لا سيما الشعراء الفحول بالنسبة
إلى أيام الجاهلية، وغلبت الليونة على
الشعر الجديد، فصار شعر "حسان" الذي قاله
في الإسلام ضعيفاً ليناً بالنسبة إلى شعره
الجزل الذي قاله في جاهليته.وجوابي على هذه الدعاوي: صحيح ان الشعر
الجاهلي قد نقص حجمه وضاع قسم كبير منه،
ولكن ضياعه ذلك لم يكن بسبب الإسلام،
وانما بسبب الأحداث والتطورات التي طرأت
على جزيرة العرب، بسبب دخولها في الإسلام،
كحروب الردة مثلاً و الفتوح، وانفتاح أرض
الله الواسعة أمام المسلمين، وفرار
الكثير من أهل جزيرة العرب نحو الخارج
بحثاً عن أرض أخصب وماء أوفر، وجوّ أطيب
وثراء وعيشة راضية. اما حروب الردة، فقد
أكلت من المسلمين ومن المرتدين جماعة عرفت
برواية الشعر ويحفظها له، وبنظم الشعر
أيضاً، فقل بهلاكهم عدد حفّاظ الشعر، كما
قلّ في الوقت نفسه عدد حفّاظ القرآن. وأما
الفتوح، فقد قتل فيها قوم من الشعراء ومن
حفّاظ الشعر، فهلك بموتهم شطر من الشعر
الجاهلي، وتقلص عدد العلماء به. كماألهت
الناس عن الشعر، بما فتحت لهم من آفاق
الأرض وبما درّت عليهم من أموال وأشغال،
قلصت من فراغهم الذي كان يكوّن معظم
حياتهم في البوادي، فجعلتهم في الأرضين
الجديدة يصرفون معظم وقتهم في استغلال
الأرضين التي صارت من نصيبهم، وفي إحياء
الموات، وفي تربية المواشي، والاشتغال
بالزراعة، وهي أشغال تستبد بوقت الإنسان،
وتصرف ذهنه اليها لمعالجتها،