مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"وقد شك بعضهم في هذا القول، لأن قريشاً
كانت تسكن مكة،وماحولها وهم من أهل المدر،
وقريش تجار، والتجارة تفسد اللغة، وكان
هذا مما عيب على اليمن من ناحية لغتهم، لأن
رسول الله نشأ في بني سعد بن بكر بن هوازن
واسترضع فيهم، فتعلم الفصاحة منهم، وأن
كثيراً من غلمان قريش - في عهد محمد صلى
الله عليه وسلم، كان يرُسل إلى بني سعد
لتعلم اللغة والفصاحة، ومن أجل هذا ظنوا
أن هذا الراي موضوع.لإعلاء شأن قريش في
اللغة، لأن رسول الله منهم.

والذي يظهر لي أن سلامة اللغة من دخول
الدخيل فيها.أمر غير الفصاحة، وأن سلامة
اللغة كانت في بني سعد خيراً مما هي في
قريش لأنهم أهل وبر، وأبعد عن التجارة وعن
الاختلاط بالناس، وعلى العكس من ذلك قريش
فهم أهل مدر، وكثير منهم كان يرحل إلى
الشام ومصر وغيرهما ويتاجر مع أهلها،
ويسمع لغتهم، فهم من ناحية سلامة اللغة
ينطبق عليهم ما انطبق على غيرهم ممن خالط
الأمم الأخرى".

فما قالوه من إن الاتصال والاختلاط
بالأعاجم، يولد الفساد في اللغة، يتناول
قريشاً قبل غيرهم من العرب نظراً لما كان
لهم في الجاهلية من اتصال ببلاد الشام
واليمن، وبالعراق وبالحبشة، ولوجود
جاليات أعجمية، وعدد كيير من للرقيق
يينهم، وما وجود المعربات في لغتهم إلا
حجة على تأثر لسانهم بالأعاجم واخذهم
منهم، فهل يمكن أن يكون لسان قريش اذن اصفى
ألسنة العرب وأنقاها مع وجود هذه الأمور
التي أخذناها من ألسنة أهل الأخبار ؟

الفصل الاربعون بعد المئة
اللسان العربي

والان فلسان من، هو هذا اللسان العربي لقد
علمنا انه لم يكن لسان العرب الجنوبيين،
ولا لسان قوم ثمود أو اللحيانيين،أو
الصفويين، لأن نصوصهم تثبت انه قد كان لهم
لسان آخر، يختلف عن هذا اللسان. وذكرنا انه
ليس بلسان قريش، وانما قريش كغيرهم عرب من
العرب، فهل هو لسان العدنانين ؟ وجوابنا:
كلا، فقد علمنا إن العدنانية عصبية ظهرت
في الإسلام، وانها مضربة سميبت عدنانية،
وقلنا إن الثقات من الرواة وقفوا في ذكر
النسب عند "عدنان" ورووا إن النبي نهى عن
الانتساب إلى ما بعده، وقلنا إن اسمه لم
يرد في شعر شاعر جاهلي، خلا ما نسب إلى
الشاعر "العباس بن مرداس"، من قوله: وعك بن
عدنان الذين تلعبوا=بمذحج حتى طردوا كل
مطرد وما نسب إلى لبيد، وهو من المخضرمين،
من قوله: فإن لم تبد من دون عدنان والدا
وقلنا أشياء أخرى تثبت إن "العدنانية" لم
تظهر إلا في الإسلام، وان اسم "عدنلن" لم
يكن معروفاً في الجاهلية، وربما ظهر قبيل
الإسلام، ولهذا فلا يعقل أن تكون العربية،
عربية العدنانيين.

إذن، فهل هي عربية مضر ؟ فقد ورد في
الأخبار أن "عمر بن الخطاب" لما أراد أن
بكتب الامام، أقعد له نفراً من أصحابه،
وقال: إذا اختلفتم في اللغة فاكتبوها بلغة
مضر، فإن القرآن نزل بلغة رجل من مضر"،
ونجد أهل الأخبار يذكرون أنه قال: "لا
يملين في مصاحفنا هذه الا غلمان قريش، أو
غلمان ثقيف". وليس بين الخبرين تناقض، لأن
قريشاً من مضر، فيمكن حمل الخبرين على
أنهما قصدا شيئاً واحداً، هو أن القرآن
نزل بلسان قريش، وقريش من مضر، ولكن مضر
قبائل عديدة، سبق أن تحدثت عنها في الجزء
الأول من هذا الكتاب، فيجب أن يكون نزول
القرآن إذن بلغات هذه القبائل على هذا
التفسير،وتكون العربية الفصحى اذن عربية
"مضر"، أي عربية القبائل التي يرجع أهل
الأخبار نسبها إلى "مضر"، أو حلف مضر
بتعبير علمي أصح، وليست عربية جماعة معينة
منها، مثل قريش.

ولكن أهل الأنساب، يجعلون لمضر أخاً هو
"ربيعة"، وأخوين آخرين" هما "إياد" و "أنمار"
على رأي من جعل "أنماراً" ابناً من أبناء
نزار، فما هو حال لسانهم ؟ هل يعدّ لسانهم
لسان مضر، أم كانت لهم ألسنة أخرى؟ أما
النصوص الجاهلية، فلا جواب فيها على هذا
السؤال، لأنها لا تعرف عن لسان هؤلاء
الأخوة شيئاً، ولم يرد فيها أي شيء من
أسمائهم وأسماء قبائلهم، ثم إن هذه
القبائل لم تترك لنا كتابة نستنبط منها
شيئاً عنهم، اذن فنحن لانستطيع إن نتحدث
عنهم ولا عن لسانهم بأي شيء يستند الى دليل
جاهلي مكتوب.وأما الموارد الإسلامية،
فتجعل لسانهم لسان مضر، وكيف لا نجعل
لسانهم مثل لسان مضر وهم اخوة من أب واحد.
فإذا قلنا إن لسان مضر، هو اللسان العربي
الفصيح، وجب علينا القول بأن لسان إخوته
كان مثل لسانه، وإذن فاللسان العربي
الفصيح، هو لسان هذه المجموعة المكونة من
ولد "نزار" وهي من ولد اسماعيل في النهاية
على رأي أهل النسب والأخبار.

/ 456