مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وللسبب المذكور ولخوف
المسلمين من التقول على الرسول بما لم
يقله من حروف وألفاظ وجمل، جوءزوا رواية
حديثه بالمعنى، لصعوبة حفظ النص، فهل تعد
خطب الجاهليين أكثر أهمية من حديث الرسول،
حتى نقول انها نصوص مضبوطة صحيحة، لاغبار
على صحتها، ولا شك من نصها ! وطابع الخطب، السجع وقصر الجمل والإكثار
من لحكم والأمثال، والتفصيل والإزدواج.
ويرد غالب السجع في كلام الكهان لذلك وسم
بهم، فقيل "سجع الكهان". والسجع في كلام
العرب أن يأتلف أواخر الكلم على نسق كما
تاًتلف القوافي، وأن يكون في الكلام فواصل
كفواصل الشعر من غير وزن. وذكر ان الرسول
قال لأحدهم وكان يتكلم سجعاً: أسجع كسجع
الكهان ! وفي روايهّ إياكم وسجع الكهان،
وفي الحديث أنه نهى عن السجع في الدعاء.
وإنما كره السجع في الكلام لمشاكلته كلام
الكهنة. قال "الجاحظ": "وكان الذي كرّه
الأسجاع بعينها وإِن كانت دون الشعر في
التكلف والصنعة، ان كهان العرب الذين كان
أكثر الجاهلية يتحاكمون اليهم، وكانوا
يدعون الكهانة وأن مع كل واحد منهم رئيأَ
من للجنً، مثل حازي جُهينة، ومثل شق
وسطيح، وعزى سلمة وأشباههم، كانوا
يتكهتون ويحكمون بالأسجاع كقوله: والأرض
والسماء، والعقاب الصقعاء، واقعة ببقعاء،
لقد نفر المجدُ بني العشراء، للمجد
والسناء".

"فوقع النهي في ذلك الدهر لقرب
عهدهم بالجاهلية، ولبمًيتها فيهم وفي
صدور كثير منهم، فلما زالت العِلة زال
التحريم"، وقد كانت الخطباء تتكلم عند ا
الخلفاء الراشدين، فيكون في ذلك الخطب
أسجاع كثيرة، فلاينهونهم. واتبع الخطباء
في الإسلام وبعض الكتاب اسلوب السجع في
خطبهم وفي كتبهم، ولا زال السجع محبوباً
عند كثير من الناس، ولهذا فهم يكتبون
به.وأغلب الخطباء هم سادات قبائل واشراف
من أهل القرى ومن أصحاب المكانة والجاه
والكهنة والحكام. ومنازلههم تحتم عليهم
الخطابة في المناسبات، لأنهم ألسنة
قومهم، فللكلام أثر في نفوس العرب، يثير
الحرب ويهدىء الأعصاب ويعقد السلم، ويفض
المشكل، فصار من ثم للخطيب أثر كبير في
الجاهلية.

وكانت القبائل تفتخر بكثرة ما
عندها من خطباء. وذكز "الجاحظ" إن رجلاً من
حمير قام في مجلس لمعاوية اجتمع فيه
الخطباء، فقال: إنا لا نطيق أفواه الكمال،
عليهم المقال، وعلينا الفعال. ومعناه: إنا
لا نستطيع الكلام كما يفعل غيرنا، ولذلك
فأنا لا أريد أن اتسابق معهم، ثم اننا معشر
عمل لاقول و "الكمال، بمعنى الجمال، جمع
جمل، نطق بها بالكاف على لغة أهل اليمن
القدبمة، لأن لسان حمير ينطق الجيم كافاً
مفخمة.

ويلاحظ إن اكثر الذي ذكره أهل الأخبار من
كلام الخطباء، هو وصايا.رْعم أهل الأخبار
أن أولئك الخطباء أوصوا بها أبناءهم، و
ذلك حين تقدمت بهم السن، وحين شعروا بدنو
أجلهم. وهي يمثل خلاصة تجارب الموصى ومجمل
ما حصل عليه من اختبارات في هذه الحياة.
وهي على الجملة حكم، وآراء في الدنيا،
ومواعظ، لا تخطر إلا على بال رجل سئم من
الحياة ويئس منها، أو من زاهد متصوف متدين
يؤمن بإله وبحساب وكتاب، وجد إن الحياة
مدبرة، وانها زائلة فانية، لا تدوم لأحد،
لذلك يريد أن يوصي أبناءه بما وجده فيها
وخبره ورآه.

ولم يهمل أهل الأخبار ذكر أهل العي
والبلادة، وهم على قلتهم وضآلة عددهم
مجتمع خاص قائم بذاته، فأشاروا إلى
نوادرهم وبعض قصصهم، وجعلوا رأسهم وحامل
لوائهم في الجاهلية شخصاً ضربوا به المثل
في العيّ، دعوه "باقلا" وجعلوه من قيس بن
ثعلبة. وقالوا: إن من حماقته وعيه انه
اشترى عنزاً من الظباء باًحد عشر درهماً،
فقيل: بكم اشتريتها ؟ فأطلق كفيه ومد
اصابعه واخر ج لسانه، أي يعده بلسانه
واصابعه، فنفرت العنز، فعُير بذلك وفيه
يقول الشاعر:




  • يلومون في حمقه باقلا
    كاًن الحماقة لم تخلق



  • كاًن الحماقة لم تخلق
    كاًن الحماقة لم تخلق



الفصل الرابع والاربعون بعد المئة
الاعراب والعربية واللحن

و لابد لنا وقد تحدثنا عن لغات العرب وعن
العربية الفصحى من التحدث عن "الإعراب" لما
له من صلة بها. فأقول الإعراب في تعريف
علماء اللغة: الإبانة والافصاح عن الشئ.
يقال للعربي: أعرب لي أي بين لي كلامك.
وأعرب الكلام وأعرب به بينّه. روي عن النبي
أنه قال: "الثيب تعرب عن نفسها"، وإنما سُمي
الإعراب إعراباً لتبيينه و إيضاحه. ومن
هنا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام: أعرب.

/ 456