تفسير سورة آل عمران من آية 35 إلى 37 - تفسير ابن عربي (جزء 1) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 1) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير سورة آل عمران من آية 35 إلى
37

(والله سميع) حين قالت امرأة عمران: (رب إني نذرت) إلى قولها:
(عليم) بنيتها كما شهدت بقولها (إنك أنت السميع العليم). واعلم أن النيات
وهيئات النفس مؤثرة في نفس الولد، كما أن الأغذية مؤثرة في بدنه. فمن كان غذاؤه
حلالا طيبا وهيئات نفسه نورية ونياته صادقة حقانية، جاء ولده مؤمنا صديقا أو وليا أو
نبيا. ومن كان غذاؤه حراما وهيئات نفسه ظلمانية خبيثة ونياته فاسدة رديئة جاء ولده
فاسقا أو كافرا خبيثا. إذ النطفة التي يتكون الولد منها متولدة من ذلك الغذاء، مرباة
بتلك النفس، فتناسبها. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: '' الولد سر أبيه ''، فكان صدق مريم
وبنوة عيسى عليهما السلام بركة صدق أبيها (وجد عندها رزقا) يجوز أن يراد به
الرزق الروحاني من المعارف والحقائق والعلوم والحكم الفائضة عليها من عند الله، إذ
الاختصاص بالعندية يدل على كونها من الأرزاق اللدنية.

تفسير سورة آل عمران من آية 38 إلى آية 42

(هنالك دعا زكريا ربه) كان زكريا شيخا هرما، وكان مقدما للناس، إماما،
طلب من ربه ولدا حقيقيا يقوم مقامه في تربية الناس وهدايتهم كما أشار إليه في سورة
(كهيعص) فوهب له يحيى من صلبه بالقدرة، بعدما أمر باعتكاف ثلاثة أيام ولك
التأويل بالتطبيق على أحوالك وتفاصيل وجودك كما علمت، وهو أن الطبيعة
الجسمانية، أي: القوة البدنية.

امرأة عمران الروح نذرت ما في قوتها من النفس
المطمئنة لله تعالى بانقيادها لأمر الحق ومطاوعتها له، فوضعت أنثى النفس فكفلها
الله، زكريا الفكر، بعدما تقبلها لكونها زكية، قدسية، فكلما دخل عليها زكريا الفكر
محراب الدماغ وجد عندها رزقا من المعاني الحدسية التي انكشفت عليها بصفائها من
غير امتياز الفكر إياها. فهنالك دعا زكريا الفكر، تركيب تلك المعاني واستوهب من
الله ولدا طيبا مقدسا عن لوث الطبيعية، فسمع الله دعاءه، أي: أجاب، فنادته ملائكة
القوى الروحانية وهو قائم بأمره في تركيب المعلومات، يناجي ربه باستنزال الأنوار،
ويتقرب إليه بالتوجه إلى عالم القدس في محراب الدماغ.

/ 388