ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المُكرّم د.عمر موسى باشا

في حفل تكريم اتحاد الكتّاب العرب

كلمة

الدكتور علي عقلة عرسان

رئيس اتحاد الكتاب العرب

يلتقي في هذا الكتاب عمران، عمر اليافي الشاعر وعمر موسى باشا الدارس، وفي لقائهما يلتقي عصران اتسعت بينهما الشقة في العلوم والمعارف والأحوال كما في الهموم والاهتمامات والشواغل والتواصل. فصار العالم قرية كبيرة بعد أن كان كل فرد من الأفراد سابقاً يشكل قرية صغيرة منعزلة.

وكنت أشفق على الدارس من لغة الشاعر وعصره واهتماماته ومسارب مشاعره وألغازه، لأن الدارس يقدم الشاعر إلى أناس عصر صار فيه للخلق لغة واهتمامات ومفهومات مغايرة. فقد زحف الاستهلاك المادي على بضاعة الروح، وانصب في صفاء الأرواح عكر النفوس الغارقة في أوحال الوقت، وامتدت ثقافة وافدة فوق سماء راكدة فران على القلوب والأذواق شيء كثير مما وفد، خالط الذوق والفهم والنفس، فكان لـه في الخلق ما كان من فعل وتأثير. لقد امتد الجاز الوافد فوق السماح الأصيل، وأصبح الغناء الرخيص أعلى مرتبة من الطرب، وطرد الغناء السماع من ساحات كثيرة، وطغت صلابة المادة وعفونتها على لين الجانب ورقة الحاشية ونقاء السريرة، فهل إلى مصالحة وتواصل بين الاثنين من سبيل؟!

"الشطح" على سبيل المثال كلمة لا وجود لها في القاموس، وعند الاجتهاد قد نردها إلى شحط أو شط.. وفي التعامل العادي تحمل معنى محكوماً عليه بلغة العلم والعمل في هذا العصر، ولكنه عند أتباعه الصوفية وعند من يتعلق بحبالها من أمثال الشاعر اليافي "كلام يترجمه اللسان عن وجد يفيض عن معدنه مقرون بالدعوى إلا أن يكون صاحبه مستلباً ومحفوظاً، قال أبو حمزة: سألني رجل خراساني عن الأمن فقلت: أعرف من لو كان على يمينه سَبُعٌ وعلى يساره مِسوَرَةٌ ما ميز على أيهما اتكأ؟ فقال لي: هذا شطح فهات العلم." وقس على هذا ما حلا لك أن تقيس.

ولكن الأستاذ الباشا استطاع أن يقدم الشاعر المتعلق بحبال الصوفية من خلال دراسة فيها للمعرفة العلمية نصيب، وللعرفان نصيب، في إطار منهج واضح واسع مما أتاح للقارئ فرصة الاطلاع على جملة من المعلومات والفوائد تقصى الدارس دقائقها وحقائقها حتى جاءت أقرب إلى الشمول، وأنسب إلى احتياج المهتم في عصر انقطعت فيه الصلات أو كادت بين الصوفية ورجالاتها وتاريخها من جهة وبين أهل هذا العصر وتياراته وعلومه وتقانته وماديته وتاريخه من جهة أخرى.

وقد بذل الأستاذ الدارس جهداً في تقديم المادة الشعرية وشرحها، وفي بيان بعدها الروحي- الصوفي في أثناء التحليل والشرح، وتابع المصطلح وعلاقته بعلم التصوف وموقعه فيه ودلالاته، واجتهد في تقديم وجهات النظر حوله فأفاد بذلك كثيراً. وتناول في حالات عديدة آراء ومواقف دارسين وفندها وحدد موقفه منها فقدم رأياً ورؤية من خلال الاجتهاد.

وهذا كله جعل القارئ المعاصر ينشدُّ إلى الكتاب ويخرج بحصيلة معرفية أكبر من تلك التي كان يمكن أن يخرج بها فيما لو اقتصر الدارس في دراسته على تناول حياة عمر اليافي وشعره بالشرح والتحليل.

لقد ترجح المؤلف في بعض الحالات بين الالتزام بمنهجية تحصر البحث في النص وبين رؤية معرفية تقدم معلومات أوفى عن النص كفرع من شجرة فنية- عرفانية تغذى عليها وهو جزء منها، وعن علاقة الشاعر بعصره وبتطور الصوفية، كما بدت في ذلك العصر. وكان اختياره الموفق هو إلقاء أضواء على الأصل الصوفي في مواقف وحالات من حياة الشاعر وشعره مما أضفى على الدراسة اتساعاً، وشمولاً معرفياً.

لم يختر الدارس أن يغوص في الرؤى الصوفية وفي تعريف المصطلحات والدلالات التي ترد جميعاً بل اختار، ولم يشأ أن يسير مع تسلسل تدرجات نمو المذهب أو العلم الصوفي عبر الأرحام التي حملته، تلك التي يعيد مؤرخو الصوفية بدايتها إلى الجاهلية حيث يقولون: إنه "قد ذكر في الكتاب الذي جمعت فيه أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يسار، وعن غيره يذكر فيه: أنه قبل الإسلام قد خلت مكة في وقت من الأوقات، حتى كان لا يطوف بالبيت أحد، وكان يجيء من بلد بعيد رجل صوفي فيطوف بالبيت وينصرف... الخ" ثم يتدرجون بها من النبي إلى الصحابة والتابعين وتابعيهم.. لم يشأ المؤلف أن يسير مع ذلك المسار لأنه لم يختر تاريخاً من خلال الرجل، ولا هو اختار أن يعود به إلى البعد التاريخي، فالشاعر عمر اليافي ليس- كما قدمه- رجل طريقة وممثلاً للمتصوفة، وإنما هو مهتم إضافة إلى اهتماماته الأخرى بفنون الشعر والغناء والسماع وفنون أدبية أخرى.

وانطلاقاً من هذه النظرة لا يمكننا أن ننظر إلى الكتاب على أنه دراسة في تصوف عصر اليافي، ولا على أنه دراسة للشعر والموسيقا والغناء في ذلك العصر، بل على أنه جهد دارس مدقق تناول رجلاً لـه اهتمامات عدة في عصره، فحاول أن يلقي الأضواء على المناخ العام للشعر والشاعر المتصوف، وامتدت ظلال بسبب الضوء فحاول أن ينير جوانبها ما اتسع المنهج إلى ذلك، وكان يغوص أحياناً على معان وشطحات ودرر، ولكنه يخرج من غوصه معافى، وقد ذكرني فعله مع الشاعر وشعره والمعاني التي فيه بقصة قصيرة رواها أبو بكر الشبلي أحد كبار المتصوفة إذ قال: "إن متحابين ركبا بعض البحار، فسقط أحدهما في البحر وغرق، فألقى الآخر نفسه إلى البحر، فغاض الغواصون، فأخرجوهما سالمين، فقال الأول لصاحبه: أما أنا، فقد سقطت في البحر، أنت لِمَ رميت نفسك في البحر؟! فقال له: أنا غائب بك عن نفسي، توهمت أني أنت". ولقد كان دارسنا يغيب أحياناً في شاعرنا كأنما هو هو، ولكنه يخرج إلى الشط، وينفض ريشه بجهد يصل أحياناً إلى التماهي بين إبداع المبدع، وإبداع الدارس في تناول إبداع المبدع. والباحث الدكتور عمر موسى باشا كان يعود بعد الجذب والأخذ إلى هويته ومنهجه، فيعمل عقله وعلمه ومنطقه ويستنبط، ولم يكن شأنه مع عمر اليافي أو مع أساتيذ اليافي من المتصوفة شأن ذاك الغلام الذي وقف يوماً على حلقة الشبلي وقال له:

"يا أبا بكر! أخذني مني عني!!

وردّني إلي، كما أنا بلا أنا"!!!

رحم الله عمر اليافي وأساتيذه في العلم والشعر والطريقة، وبارك الله جهد عمر موسى باشا، منحه الشوق والتوق والقوة حتى يصل إلى الشأو الذي يريد.ولي وله في حالينا مع شوقنا وتوقنا أقول مع الجنيد بن محمد رحمه الله:




  • ما لي جفيتُ وكنت لا أجفى
    وأراك تسقيني وتمزجني
    ولقد عهدتك شاربي صرفا؟



  • ودلائل الهجران لا تخفى؟
    ولقد عهدتك شاربي صرفا؟
    ولقد عهدتك شاربي صرفا؟



فقد شدّه اليافي إليه، وانتزعه من نفسه، وأذهله عن كل ما سواه لسنوات عدة، فابتعد مسلّماً نفسه لرسيس ذلك الحب القديم، حب اليافي وموضوعه، يبحث ويدقق وينقب ويحقق حتى أضاف إلى الكتاب ما يغني معرفة القارئ المتتبع باليافي وشيوخه وحياته وإنتاجه، مضيفاً آراءً، وشهاداتٍ ومقبوساتٍ مما اتصل بالشخص أو الموضوع، فجاء الكتاب مثقلاً بثمار الجهد الذي بذله الباحث وشاملاً في موضوعه.

ولا يسعني، وقد وقفت على رغبة الباحث الملحة في استكمال موضوعه، ولمست حماسته لإنجاز عمله بصورة أكمل، لا يسعني إلا أن أشيد بما بذل من جهد، وبقدرته على المتابعة والمثابرة، وبإخلاصه لموضوعه.

وتجيء هذه الطبعة من الكتاب تلبية لرغبة عزيزة من الباحث الدكتور عدنان اليافي، حفيد الشيخ اليافي موضوع البحث، فلكل منهما فضل في ذلك وشكر عليه وتحية من أجله.

والله سبحانه وتعالى أسأل لي ولهما توفيقاً وغفراناً، إنه سميع مجيب.

و الحمد لله رب العالمين

دمشق في 10/5/1993

و 10/1/1997.

د.علي عقلة عرسان

/ 136