ادباء مکرمون نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ادباء مکرمون - نسخه متنی

عمر موسی باشا، علی عقلة عرسان، جمانة طه، أسعد علی، محمد حسین جمعة، تور ولید مشوح، علی ابوزید، راتب سکر، سامی غانم، مروان المصری، محمد عبدالغنی حسن، عبدالکریم الزهری الیافی، عدنان عبدالبدیع الیافی، حسین حموی، حسان الکاتب، احمد جاسم الحسین، فیصل جرف، مصطفی عکرمة، عبدالعزیز الأهوانی، شوقی ضیف، محمد المبارک، عبدالکریم خلیفة، محمد أبو الفضل إبراهیم، مصطفی جواد، احمد الجندی، عبدالغنی حسن، رکس سمیث، مصطفی الرافعی، جورج عبدالمسیح، احمد مطلوب، محمد عنبر، روحی فیصل، محمد عبدالغنی حسن، نعیم الیافی، محمود المقداد، ولید مشوح

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القسم الثاني:

إبداع وحوار ونقد



الأدب الإبداعي

في القرن التاسع عشر

الأستاذ عمر موسى باشا

إن الحركة الإبداعية هي الينبوع الخالد الذي نهلت منه القلوب، وستنهل من معينه الذي لا ينضب دون أن ترتوى، لأنه هو وحده -كما أعتقد- يعبر عن خلجات النفس الإنسانية الخالدة في كل مكان وفي كل زمان فمن الطبيعة تتفجر ينابيعه، وإلى الطبيعة تتحدر جداوله، فهو منها وإليها، وهي منه وإليه، إنهما شيء واحد، وقلب واحد، طالما أنها قبس سكبته السماء في أحضان الأرض، أو أنها سحر خفي أودعته في أعماق القلوب...

وكم أشعر بنشوة عميقة تملكني، عندما أسبح في أجواء الخيال وأرفرف بأجنحته فوق أفنان هذه الطبيعة الناعسة، فأجد نفسي تائهاً بين أكنافها الوارفة حتى كأنّ قلبي قد جبل على حب الطبيعة، وكأنها قطعة من نفسي أو كأن نفسي أصبحت قطعة منها...

إن النصف الأول من القرن التاسع عشر، كان ثورة طاغية حمراء، على أدب قديم بال، ولم تلبث هذه الأفكار والعواطف الثائرة أن شقت طريقها صاخبة حتى وصلت عرش الأدب، واحتلت مكانها اللائق بها، ولقد كان للثورة الفرنسية أثر قوي في تكوين هذه الحركة الجديدة، ويجب أن لا يخفى علينا أن هذه الحركة كانت ذات صبغة عالمية International ، لها أصولها الراسخة في كل من ألمانيا وإنكلترا وفرنسا... فما هي هذه الحرية يا ترى؟

إنها الإبداعية (الرومنتيكية) كما اصطلحوا على تسميتها في لغتنا العربية، وهي -كما قلت- الثورة الجامحة التي تناولت الطريقة القديمة الاتباعية (الكلاسيكية) فحطمتها بمعولها، لتقيم على أنقاضها المبعثرة هنا وهناك جنة عارشة وروضة يانعة لم يحلم الأدب بمثلها في أي فترة من تاريخ الأدب في العالم. إنها تنادي بملء فيها الأدباء من كل حدب وصوب، طالبة إليهم أن يسيروا قدماً نحو آفاق الحرية التي بدأت تشرق من أعماق الأفق. إنها تطلب إليهم أن يخرجوا من الظلمات إلى النور فلقد ضاقت ذرعاً خلال القرون المنصرمة بذلك السجن الذي حجب عن القلوب بهجة الوجود ولذة الحياة. كل شيء قد تطور وتغير، إلا الأدب ما زال جامداً لا حياة فيه ولا حركة ولا روعة لأن النفس الإنسانية كانت محتقرة وبغيضة، وفي ذلك يقول باسكال: (إن الحقيقة لا توجد إلا بالكليات، والإنسان هو نفسه المناسب، أما الأنا فهي بغيضة).

هكذا كان الأدب قديماً، وهكذا كانت الأنا بغيضة، لكن الحوادث الكبرى... التي تمخض عنها العصر، جعلت الأفكار تتحفز لتثبت من جديد وتفر من سجنها المقيت، يقول المؤرخ لويس فيلا Louis Villa : (إن في أعماق النفوس فكرة مبهمة هي وليدة هذه الحوادث، تتكيف معها، وهي تهيِّئ تفكير الغد).

إن هذه النفوس الثائرة، لم تعد تستطيع أن تتصور في الآداب هذه الرموز التقليدية الجافة التي درج عليها الأدباء أمثال أبي دوليل Abbe de lille الذي قال عنه لانسون Lanson: (لقد وضع كل هذه المعارف في أشعار رزينة وصحيحة وبديعة ومدهشة، وقد تمكن بقوته ودورانه في الكلام، أن يخلق في إرادتنا ميلاً لأن نحس، وأن نثبت فينا هذه الآراء، أو الأفكار دون أن نتعداها إلى الطبيعة) أضف إلى ذلك أيضاً الاحتقار الذي أصبح يقابل به كل ما يمت إلى المعالم اليونانية والأطلال اللاتينية في الأدب. أو في غيره والتي كان يعبر عنها باللفظ (Greco- Latin).

هكذا كانت حالة الأدب، وهكذا كان الأقدمون، لا يتكلمون عن نفوسهم، ولا يهتمون بالطبيعة، وإنما كان جل همهم أن يقلدوا القدامى منهم، كأن لم يبق الأولون للآخرين شيئاً على حد تعبير الشاعر العربي، وبقيت الحال على هذا الشكل حتى أواخر القرن الثامن عشر إذ أخذ يتلاشى شيئاً فشيئاً ذلك الظلام ممهداً سبيل الثورة للوصول إلى الحركة المقدسة التي بدأ بها بعض الكتاب أمثال ديدرو، وروسو. اللذين أنارا الأفكار والنفوس المتعطشة للحب وللجمال وللحرية وللانطلاق من كل هذه القيود التي غلتهم زماناً طويلاً. غير أن هذه التباشير الأولى كانت كمحاولات بسيطة لم تظهر واضحة إلا عند اندلاع الثورة الفرنسية. إن هذه الثورة أحدثت انقلاباً في الأفكار يماثل الانقلاب الأكبر في حياة الشعب الفرنسي، يضاف إلى ذلك حياة نابليون وفتوحاته، التي كانت أسطورة العصر، والتي هزت مشاعر العالم قاصيه ودانيه؛ كل ذلك فتح أمام الشعراء والأدباء آفاقاً واسعة من المجد والخيال والخلود... ولا ننسى كذلك ما لحروب اليونان وحوادث الشرق، التي أنارت الأفكار بما شوهد فيها من طبيعة ساحرة وجمال مشرق، وحضارة زاهرة... كل هذه العوامل قد تضافرت، وخلقت في النفوس استعداداً لهذه الثورة الأدبية الكبرى.

/ 136