مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الثامن والثلاثون بعد المئة
لغة القرآن

ولتشخيص لغة القرآن صلة كبيرة في تعيين
وتثبيت المراد من العربية الفصيحة أي
العربية المبينة. ولهذا فأنا
ضطر إلى التعرض لها، وإن كان الموضوع
بحثنا إسلامياً، فأقول نزل القرآن منجماً
بلسان عربي مبين.ولكن العرب كانوا ولا
زالوا يتكلمون بلهجات، فبأي لهجة من
لهجاتها نزل القرآن الكريم ؟ لقد تطرق
"الطبري" في مقدمة تفسيره إلى هذا الموضوع
بعد أن تعرض لرأي من زعم أن في القرآن
كلاماً أعجمياً، وأن فيه من كل لسان
شيئاً، فقال: "قال أبو جعفر: قد دللنا على
صحة القول بما فيه الكفاية لمن وفق لفهمه،
على أن الله جل ثناؤه أنزل جميع القرآن
بلسان العرب دون غيرها من ألسن سائر إجناس
الأمم، وعلى فساد قول من زعم أن منه ما ليس
بلسان العرب وبلغتها. فنقول الآن:إذا كان
ذلك صحيحاً في الدلالة عليه، فبأي ألسن
العرب أنزل؟ أبالسن جميعها أم بألسن بعضها
؟ إذ كانت العرب وإن جمع جميعها اسم انهم
عرب، فهم مختلفو الألسن بالبيان، متباينو
المنطق والكلام. وإذ كان ذلك كذلك، وكان
الله جلّ ذكره قد أخبر عباده أنه قد جعل
القرآن عربياً، وأنه أنزل بلسان عربي
مبين، ثم كان ظاهره محتملاً خصوصاً
وعموماً، لم يكن السبيل إلى العلم بما عنى
الله تعالى ذكره من خصوصه وعمومه إلاّ
ببيان من جعل إليه بيان القرآن، وهو رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فإذا كان ذلك
كذلك، وكانت الأخبار قد تظاهرت عنه،صلى
الله عليه وسلم، بما حدثنا خلاد بن اسلم،
قال: حدثنا أنس بن عياض عن ابي حازم عن أبي
سلمة، قال: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة، ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أنزل
القرآن على سبعة احرف، فالمراء في القرآن
كفرٌ، ثلاث مرات، فما عرفتم منه فاعملوا
به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه.

واستمر الطبري بعد ذلك في تعداد الطرق
التي ورد فيها هذا الحديث: حديث "أنزل
القرآن على سبعة احرف"، ورواية بعض
الأخبار الواردة في حدوث اختلاف بين
الصحابة في حفظ بعض الآيات وقراءتها. ثم
خلص بعد هذا السرد إلى نتيجة، هي أن القرآن
"نزل بالسن بعض العرب دون ألسن جميعها، وأن
قراءة المسلمين اليوم ومصاحفهم التي بين
أظهرهم هي بعض الألسن التي نزل بها القرآن
دون جميعها"، فلم يجزم بتعيين اللهجة التي
نزل بها القرآن الكريم. وحديث "أنزل القرآن
على سبعة أحرف" حديث معروف مشهور، يرد في
كتب التفسير وفي كتب المصاحف والقراءات.
ورد بطرق متعددة، وبأوجه مختلفة. وهذه
الطرق والأوجه، إن اختلفت في سرد متن
الحديث وفي ضبط عباراته، قد اتفقت في
الفكرة، وخلاصتها نزول القرآن الكريم على
سبعة أحرف. ويقصدون بالحرف وجهاً من أوجه
الالسنة، أي لهجة من اللهجات.

أما رجال سند هذا الحديث، فعديدون، وفي
حال بعضهم كابن الكلبي وأبي صالح مغمز. وهم
جميعاً يرجعون سندهم إلى جماعة من
الصحابة، هم نهاية سلسلة السند، قالوا:
إنهم سمعوا الحديث من الرسول، ويعنون بهم:
عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وابن
عباس، وابن مسعود، وأبي بن كعب، وأنساً،
وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ارقم، وسمرة بن
جندب، وسليمان بن صرد، وعبد الرحمن بن
عوف، وعمرو بن أبي سلمة، وعمرو ين العاص،
ومعاذ بن جبل، وهشام بن حكيم، وابا بكرة،
وأبا جهم، وأبا سعيد الخدري، وأبا طلحة
الأنصاري، وأبا هريرة، وأبا أيوب،
وجملتهم واحد وعشرون صحابياً على بعض
الروايات.

وورد في الحديث، حديث آخر يرجع سنده إلى
"ابن عباس" فيه تأييد له، نصه أن رسول الله
قال: "اقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم
ازل استزيده ويزيدني حتىّ انتهى إلى سبعة
أحرف"، وحديث اخر، نصه: "إن ربي أرسل إلي أن
أقرأ القرآن على حرف،فرددتُ إليه: أن هو"ن
على أمتي، فارسل اليَ: ان اقرأ على حرفين،
فرددت إليه: ان هون على أمتي، فأرسل الي أن
اقرأه على سبعهَ أحرف"، وحديث ثالث نصه:" إن
جبريل وميكائيل أتياني، فقعد جبريل عن
يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل: اقر
القرآن على حرف، فقال ميكائيل استزده حتى
بلغ سبعة أحرف"، "في حديث أبي بكرة عنه:
فنظرت إلى ميكائيل فسكت. فعلمت أنه قد
انتهت العدة". وهناك أحاديث أخرى بهذا
المعنى.

/ 456