مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والمماتنة المعارضة في حجدل أو خصومة،
والمباهاة في الجري أو في الشعر، بان
يتماتن شاعران أو أكثر ليتبين أيهم أشعر.

وقد يمتحن بعضهم بعضاً قول الشعر، كأن
يقول أحدهم بيتاً أو نصف بيت، ثم يقول
لصاحبه: أجز، ليقدم مثله، قيل: قال زهير بن
أبي سلمى بيتاً ثم اكدى، ومر به النابغة
الذبياني، فقال له: يا أبا أمامة، أجز،
قال: ماذا؟ قال:




  • تزال الارض إما مت خفا
    وتحيا ما خييت بها ثقيلا



  • وتحيا ما خييت بها ثقيلا
    وتحيا ما خييت بها ثقيلا



نزلت بمستقر العز منهـا . . .

فماذا قال؟ فأكدى النابغة أيضاً، واقبل
كعب بن زهير، وهو غلام، فقال ابوه: أجز يا
بني، فقال:ماذا؟ فأنشده البيت الاول ومن
الثاني قوله: نزلت بمستقر العز منها، فقال
كعب: فنمنع جانبيها أن يزولا ومن الاجازة
قول حسان بن ثابت:




  • متريك أرباب الامور إذا اعترت
    أخذنا الفروع واجتنبنا أصولهـا



  • أخذنا الفروع واجتنبنا أصولهـا
    أخذنا الفروع واجتنبنا أصولهـا



وأجبل، فقالت ابنته: يا أبت، الا اجيز
عنك، فقال: أو عندك ذاك؟ قالت: بلى، قال:
فأفعلي، فقالت:




  • مقاويل للمعروف خرس عن الخنا
    كرام يعاطون العشيرة سولـهـا



  • كرام يعاطون العشيرة سولـهـا
    كرام يعاطون العشيرة سولـهـا



فحمى حسان عند ذاك، فقال:




  • وقافية مثل السنان ردفتـهـا
    تناولت من جو السماء نزولها



  • تناولت من جو السماء نزولها
    تناولت من جو السماء نزولها



فقالت ابنته:




  • يراها الذي لا ينطق الشعر عنده
    ويهجز عن امثالها أن يقولهـا



  • ويهجز عن امثالها أن يقولهـا
    ويهجز عن امثالها أن يقولهـا



الفصل التاسع والاربعون بعد المئة
العروض

والعربوض ميزان الشعر، سمي بن لأنه به
يظهر المتزن من المنكسر عند المعارضة بها.
وذكر الاخباريون جملة تفسيرات لسبب
تسميتهم العروض عروضاً، منها أنه علم
الشعر، الهم الخليل به بمكة، ومكة من
العروض، فقيل لهذا العلم عروضاً، ومنها
انما سمي عروضاً لأن الشعر يعرض عليه،
ومنها أنه انما عرف بعروض الشعر،
بقولهم:فواصل أنصاف الشعر، وهو آخر النصف
الأول من البيت. فالنصف الأول عروض، لأن
الثاني يبنى على الأول، والنصف الأخير
الشطر. أو لان العروض طرائق الشعر وعموده
مثل الطويل، فيقال هو عروض واحد. واختلاف
قوافيه يسمى ضروباً. أو لأنه إن عرف نصف
البيت، وهو العروض سهل تقطيع البيت حينئذ،
ولذلك قيل له العروض. وذهب البعض إلى انه
إنما عرف بذلك من العرض، لأن الشعر يعرض
على هذه الأوزان فما وافق كان صحيحاً وما
خالف كان سقيماً. وقيل من العروض، أي
الطريق التي في الجبل، والمراد الطريق
التي سلكتها العرب، وقيل لما شبهوا البيت
من الشعر ببيت الشعر، شبهوا العروض الذي
يقيم وزنه بالعروض، وهي الخشبة المعترضة
في سقف البيت، كما شبهوا الأسباب بالأسباب
والأوتاد بالأوتاد، والفواصل بالفواصل.
وعلم العروض، هو علم الشعر والقافية،
ويرادفه علم الوزن: وزن الشعر، ويدل
اختلافهم الشديد في تعريفه على عدم وجود
رأي واضح عند العلماء عن منشأه وعن كيفية
ظهوره.

وعندي ان في اختلاف العلماء هذا الاختلاف
الشديد في سبب تسمية العروض عروضاً، دلالة
على ان اللفظة من الألفاظ التي كانت
مستعملة قبل الإسلام، وانها لم تكن من وضع
"الخليل"، وانما كانت لفظة قديمة جاهلية
قصد بها النظر في الشعر والتبصر بدروبه
وأبوابه وطرقه، فلو كانت الكلمة اسلامية
ومن وضع "الخليل" لما وقع بينهم هذا
الاختلاف، وما كان "الخليل" ليهمل السبب
الذي حمله على اختيار هذه التسمية، ولسأله
العلماء حتماً عن السبب الذي جعله يسمي هذا
العلم عروضاً، فقد عوّدنا العلماء، انهم
إذا وقفوا أمام أمر قديم جاهلي، وهم لا
يعرفون من خبره شيئاً، جاءوا بآراء
متباينة وبتعليلات مختلفة، لبيان العلل
والأسباب. ولو كان العروض من العلوم أو
المسميات التي وضعت في الإسلام، لما
اختلفوا في تعريفه هذا الاختلاف، وفي
اختلافهم هذا الاختلاف في تعريفه، دلالة
على قدمه قياساً على ما عرفناه عنهم، من
اختلافهم في تفسير المصطلحات والمسميات
القديمة.

وقد قال قوم في الإسلام لا حاجة إلى
العروض، لأن من نظم بالعروض شق ذلك عليه
وأتى به متكلفاً، ومن نظم بالطبع السليم
والسليقة جاء شعره طبيعياً سليماً. و لا بد
وأن تكون هذه المعارضة قد ظهرت بعد ظهور
علم العروض وتدوينه وتثبيت قواعده،
ومحاولة العروضيين فرض سلطان قواعدهم على
الشعر والشعراء، ولما كان الشعراء ينظمون
الشعر بسليقتهم وفق عرفهم الذي ألفوه

/ 456