مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"واذا
كانت هذه المتناقضات والمنافسات موجودة
بين السلف القديم. . . جاز مثل ذلك ايضاً في
علم العرب".

ومن هنا يجب الاحتراس كثيراً حين قرائتنا
الطعون التي ترد على السنة العلماء يطعن
فيها بعضهم ببعض، فأكثر هذا المروي عنهم،
صادر عن طبيعة بشرية، تظهر بين الزعماء
نتيجة التنافس الذي يقع بينهم على الزعامة
والصدارة، ولو في زعامة العلم. ولا تقتصر
هذه الطعون والمغامز على طعن علماء البصرة
بعلماء اهل الكوفة، أو العكس، بل نجدها بين
علماء المدينة الواحدة ايضاً، لان الموضوع
موضوع زعامة ورئاسة، والتحاسد بين
المتحاسدين لا ينحصر بقوم دون قوم، وقد
يقع بين الاخوة الاشقاء.

الفصل الحادي والخمسون بعد المئة
العصبية والشعر

رأيت ان اهل الكوفة كانوا يفضلون بعض
الشعراء الجاهليين على غيرهم وان اهل
البصرة كانوا يرجحون غيرهم عليهم، فلا
يرون التقدمية لمن اختارهم اهل الكوفة،
ورايت ان اهل الحجاز يقدمون شعراء اخرين
على الشعراء الذين قدمهم اهل الكوفة أو
اهل البصرة.

وموضوع من هو اشهر شعراء الجاهلية، موضوع
تضاربت فيه الاراء كثيرا وكثرت فيه
الاقوال، لما له من تماس بروح العصبية،
والعصبية إذا دخلت قضية افسدتها. ثم ان
القائم على احكام الاذواق، واذواق الناس
في الشعر وفي الذوق وفي التذوق متفاوتة
متباينة، ثم هو لا يستند على اسس مقررة
تعود إلى ايام الجاهلية، كنقد علمي ودراسة
عامة شاملة قام بها الجاهليون في ايامهم،
وانما مرجعه اقوال قيل انها صدرت من خبراء
الشعر وعلماؤه، لا ادري مقدار ما فيها من
صدق أو كذب.

وكل ما استطيع ان اقوله: انها
آراء دونت في الإسلام، وهي مرسلة، محمولة
في المبالغة في الاستحسان لقصيدة أو قطعة
أو لبيت، بل ولنصف بيت احيانا، وهي تمثل
استذواقا شخصيا، لحالة من الحالات، لا
لغالب شعر الشاعر وعامة ما روى عنه، لما
فيه من فن وابداع، ثم انك تجدها احيانا
متناقضة متضاربة، تجد رواية تقول ان
الشاعر الفلاني، أو عالم الشعر فلان قال:
اشعر الناس فلانا، ثم تجد رواية ثانية
تذكر انه شاعرا اخر محله فجعله اشعر
الشعراء، ثم لا تلبث ان تجد رواية ثالثة،
تذكر انه اختار شاعر غيرهما، فجعله اشعر
شعراء الجاهلية، واشعر الناس، فتحتار في
امر هذا التناقض، كيف وقع، كيف حدث
والحاكم رجل واحد ؟ هل وقع هذا حقا، أو انه
كان من وضع المتعصبين للشعراء، ارادوا
تقديم شاعر لهم على سائر الشعراء،
فاحتاجوا إلى حجة وسند اثبات، لاثبات
دعواتهم، وتاكيدها، فاختلقوا قولاً نسبوه
إلى عالم معروف وصنع قوم غيرهم مثل ما
صنعوا، فاختلقوا نسبوه إلى هذا العالم
ايضا، فمن ثم تعددت الاقوال وتصادمت، فليس
للعلماء اذن يد في هذا التناقض أو أي ذنب ن
انما الذنب هو ذنب المختلقين الذين دسوا
دسهم على العلماء.

وقد لا يكون للاختلاق يد في ظهور هذا
التناقض، وانما سبيهان شخصا يسال عن
الشاعر، فيخطر بباله خاطر من شعره، جعله
يستعذبه أو يستعذب جزءا منه، يراه اهنه
اشعر الناس، ث يمض وقت، ينسى فيه ما قال،
فيسأله اشخاص: من اشعر الناس: فيتخطر
خاطرا، أو يحمله المجلس الذي كان يدور فيه
الحديث اذ ذاك على الخاطر، يحمله على
الحكم بتفوق شاعر اخر، وهكذا ومن هنا كان
سبب هذا التناقض والاختلاف في الرأي.

وقد كان من السهل وقوع مثل هذا التناقض،
لأن العلم كان بالمشافهة، ولم يكن عن
تدوين وقراءة كتب، وكان بالذاكرة
والتذكر، وكان حكمهم بنصف البيت وبالبيت
وبالقطعة وبالقصيدة، أو بجملة قصائد، لا
بمراجعة شعر كل شاعر، وبمقابلة بينهما، ثم
للحكم للمتفوق الاجود. فذلك امر لم يكن
معروفا عندهم. فلما وقع التدوين، واخذ
علماء الشعر في التنقير في كل جهة بحثا عن
الشعر وما قيل فيه، ظهر ذلك التناقض وبان،
ودون كل ما أمكن تدوينه، وبعد ان ضاع من
الشعر ومن الآراء التي قيلت عنه ما ضاع،
وكانت الخلاصة هذا الواصل الينا.

وقد اشار اهل الاخبار إلى ما كان للعصبية
من اثرها في تفضيل الشعراء بعضهم على بعض:
عصبية قبلية، وعصبية محلية، وعصبية
منافسة وتراكض على الزعامة. فالقبائل تقدم
شعرائها على شعراء غيرها وتجعل في ايديهم
الوية الشعر، وقيادة الشعراء في معارك
القصيد، واهل العصبية إلى عدنان،

/ 456