مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و لا سيما
اللهجات المنعزلة المتميزة بمميزات خاصة،
واستنباط مزاياها وعلاقاتها باللهجات
القديمة، ثم غربلة كل هذه الدراسات
لاستخلاص المجاميع اللغوية منها، وتحديد
المواضع التي كانت تتكلم بهذه المجموعات،
وبذلك نستطيع تكوين رأي عن لغة الشعر، وعن
القبائل التي كانت تتكلم بها، وصارت
لهجتها لهجة الشعر عند ظهور الإسلام.

وأغلب شعراء الجاهلية من أهل الوبر، أما
شعراء أهل المدر فأقل منهم عدداً. ولم يظهر
بين شعراء أهل المدر شاعر رفعه علماء الشعر
وعشاق الشعر الجاهلي إلى مرتبة الشعراء
الفحول من رجال الطبقة الأولى من طبقات
الشعراء الجاهليين. وهم يقدمون شعراء
البادية على شعراء الأرياف، و لا سيما
شعراء الريف المتصل بالنبط والأعاجم.
ولهذه النظرة التي تحمل طابع الغمز في صحة
ألسنة عرب الأرياف، تحفظ أكثر علماء
العربية في موضوع جواز الاستشهاد بشعر
شعراء الحيرة مثلاُ، لاتصال أهلها بالنبط
ولاختلاطهم بالأعاجم.

الفصل السابع والخمسون بعد المئة
أوائل الشعراء

يقول علماء الشعر: "لم يكن لأوائل الشعراء
إلا الأبيات القليلة يقولها الرجل عند
حدوث الحاجة". ثم تزايد عدد الأبيات وتنوعت
طرق الشعراء في نظم الشعر، بتقدم الزمان،
وبازدياد الخبرة والمران، وبتقدم الفكر،
فظهرت القصائد المقصدة الطويلة، التي
توّجت بالمعلقات. "قال الأصمعي: أول من
يروى له كلمة تبلغ ثلاثين بيتاً من الشعر
مهلهل، ثم ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم، ثم
ضمرة، رجل من بني كنانة، والأضبط بن قريع".
فهؤلاء هم أوائل الشعراء الجاهليين في نظر
"الأصمعي"، ممن نظم كلمة بلغ عدد أبياتها
ثلاثين بيتاً فما بعدها. "وقال ابن خالويه
في كتاب ليس: أول من قال الشعر ابن خدام".

وذكر بعض العلماء ان القصائد انما قصدت،
والشعر انما طول في عهد "عبد المطلب" أو "
هاشم بن عبد مناف"، وذلك يدل على إسقاط عاد
وثمود وحمير وتبع. ولم يذكروا اسم أول من
قصد القصائد وطوّل الشعر، ولكن رأي معظم
علماء الشعر ان "المهلهل، هو أول من قصد
القصائد وأول من قال كلمة تبلغ ثلاثين
بيتاً من الشعر. وزعم بعضهم ان الأفوه
الأودي " أقدم من المهلهل، وهو أول من قصد
القصيد. واذا ذهبنا مذهب من يقول إن
القصائد انما ظهرت في أيام "عبد المطلب" أو
"هاشم"، فيكون ذلك قبل الهجرة بمائة سنة
على الأكثر.

وزعمت بكر بن وائل ان أول من قال الشعر
وقصد القصيد، هو "عمرو بن قميئة"، وكان في
عصر "مهلهل بن ربيعة"، وعُمر حتى جاوز
التسعين. وكان "امرؤ القيس"، قد استصحبه
لما شخص إلى قيصر، فمات في سفره ذلك.

وذكر "ابن قتيبة" ان من قديم الشعر قول
"دُويد بن نهد القضاعي ":




  • اليوم يبني لـدويد بـيتـه
    أو كان قرني واحداً كفيته
    يارب نهبٍ صالح حويته



  • لو كان للدهر بليّ أبليته
    يارب نهبٍ صالح حويته
    يارب نهبٍ صالح حويته



وذكر من بعده اسم: "أعصر بن سعد بن قيس بن
عيلان"، ثم الحارث ابن كعب.

ولم يكن المذكورون أول من قصد القصيد،
وتفنن في أبواب الشعر، وإنما هم أقدم من
وصل اسمه إلى مسامع علماء الشعر، فصاروا
من ثم أقدم شعراء الجاهلية. وقد نسب إلى
"زهير بن أبي سلمى" قوله:




  • ما أرانا نقول إلا مُـعـارا
    أو معاداً من قولنا مكرورا



  • أو معاداً من قولنا مكرورا
    أو معاداً من قولنا مكرورا



وإذا صح ان هذا البيت هو من شعره حقاً، دلّ
على اعتقاد الشاعر ومن كان في أيامه بقدم
الشعر، وبتقدمه وبتطوره، وبتفنن الشعراء
الذين عاشوا قبله، في طرق الشعر وذهابهم
فيه كل مذهب، حتى صار من جاء بعدهم من
الشعراء عالة عليهم فلا يقول إلا معاراً،
أو معاداً من الشعر مكروراً. والى هذا
المعنى. ذهب "عنترة" في قوله:




  • هل غادر الشعراء من متردم أم
    هل عرفت الدارَ بعد توهم



  • هل عرفت الدارَ بعد توهم
    هل عرفت الدارَ بعد توهم



فقد سبق الشعراء "عنترة" في قول الشعر، وفي
الإبداع والتفنن به، حتى لم يتركوا له
شيئاً جديداً ليقوله.

ونجد الشاعر "لبيد"، يشيرفي شعره إلى
الشعراء الذين تقدموا عليه، ويقول عنهم
انهم سلكوا طريق مرقش ومهلهل، حيث يقول:




  • والشاعرون الناطقون أراهـم
    سلكوا طريق مرقش ومهلهل



  • سلكوا طريق مرقش ومهلهل
    سلكوا طريق مرقش ومهلهل



/ 456