مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل التاسع والخمسون بعد المئة
أصحاب المعلقات

أصحاب السبع الطوال، هم: امرؤ القيس،
وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولبيد
بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن
شداد، والحارث بن حلزة اليشكري. وهم الذين
اختار "حماد" الراوية قصائدهم، فألف منها
اختياراته. وقد رتبتهم حسب الترتيب
المألوف الذي يرد في دواوين المعلقات، وإن
كان هذا الترتيب يتعارض مع الترتيب الزمني.
فلبيد مثلاً كان من الواجب علينا تأخيره،
بجعله آخر الشعراء المذكورين، لأنه أدرك
الإسلام، فهو من المخضرمين، وبعض منهم كان
من اللازم تقديمه، ليأخذ مكانه المناسب له
من الناحية الزمنية، بجعله في موضع من
يؤخر لتأخره في الزمان.

وسأضيف على ما ذكرت الأعشى والنابغة
وعبيد بن الأبرص، مجاراة لمن زاد على ذلك
العدد شاعراً أو شاعرين أو ثلاثة، أو طرح
منه شاعرين، ووضع في محلهما شاعريت آخرين.
كما جرى الحديث عن ذلك حين تكلمت عن
المعلقات. وسأبدأ لذلك بالكلام على أولهم،
وهو بإجماع علماء اشعر: امرؤ القيس.

وامرؤ القيس، هو على رأس شعراء الجاهلية
في الذكر والشهرة، وعلى رأس أصحاب
"المعلقات السبع". وقد أوصله أهل الأخبار
إلى "قيصر"، وجعلوا له معه حكايات ثم قبروه
ب"أنقرة" إلى جانب قبر ابنة بعض الملوك
الروم. وختموا حياته بخاتمة مؤلمة مفجعة،
وقالوا إنه عرف ب"ذي القروح"، لأن ملك
الروم كساه حلة مسمومة فقرحته، أو لقوله:




  • وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة
    لعل منايانا تحوَّلن أبـؤسـا



  • لعل منايانا تحوَّلن أبـؤسـا
    لعل منايانا تحوَّلن أبـؤسـا



ويرى "بروكلمن" ان قصة موت "امرئ القيس"،
بسبب الحلة المسمومة، أسطورة تشبه
الأسطورة التي حصلت لهرقل البطل اليوناني
الشهير.

ودعوه ب"الملك الضلِّيل"، و "الملك
المضلل". وذكروا انه سعى وجدّ لإعادة ملك
والده، ولكنه باء بالفشل، وكان آخر ما
فعله في هذا الباب، أن ذهب إلى
"القسطنطينية"لمقابلة "قيصر" لإقناعه
بمساعدته في الحصول على حقه، وتقويته
لينتقم من قتلة والده، وليعيد الحكم إلى
كندة، فكان مصيره ان جاءه الموت وهو في
طريقه، على نحو ما تقصه علينا قصص أهل
الأخبار.

وما قصة موته من قروح أصيب بها من لبسة
الحلة المسمومة، إلا أسطورة. ويرى
"بروكلمن" احتمال ظهورها من سوء فهم
الأبيات 12-14 من القصيدة "30" من ديوانه. ولعل
هذه القصة هي التي أوجدت له اللقب الذي
لقّب به، وهو "ذو القروح". وأنا لا أستبعد
احتمال اصابته بدمامل أو بمرض جلدي آخر،
قرحت جلده، ومات منها، فعرف ب"ذي القروح"،
وأوجدت له قصة الحلة المسمومة على نحو ما
أوجدته مخيلة أهل الأخبار.

ويذكر أهل الأخبار ان "امرأ القيس" لما
احتضر بأنقرة، نظر إلى قبر فسأل عنه،
فقالوا قبر امرأة غريبة، فقال:




  • أجارتنا إن الخطوب تـنـوب
    أجارتنا إنّا غريبان هـهـنـا
    فإن تصلينا فالمودة بـينـنـا
    وان تهجرينا فالغريب غريب



  • وإني مقيم ما أقام عـسـيب
    وكل غريب للغريب نسـيب
    وان تهجرينا فالغريب غريب
    وان تهجرينا فالغريب غريب



وورد في كتاب: مقاتل الفرسان -لأبي عبيدة،
ان صخر بن عمرو الشريد أخل الخنساء، قال
لما ادركه الموت:




  • أجارتنا إن الخطوب تنـوب
    أجارتنا لست الغداة بظاعـن
    وإني مقيم ما أقام عسـيب



  • علينا وكل المخطئين مُصيب
    وإني مقيم ما أقام عسـيب
    وإني مقيم ما أقام عسـيب



ومات فدفن بقرب عسيب. فلعلها تواردا".

وتذكر قصة، أن "امرأ القيس" دخل مع القيصر
الحمام، فإذا قيصر أقلف، فقال:




  • إني حلفت يميناً غير كـاذبة
    إذا طعنت به مالت عِمامتـه
    كما تجمع تحت الفلكة الوبر



  • أنّكَ أقلفُ إلا ما جنى القمرُ
    كما تجمع تحت الفلكة الوبر
    كما تجمع تحت الفلكة الوبر



وتذكر القصة ان ابنة القيصر نظرت اليه
فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه، وطَبِنَ
"الطماح بن قيس" الأسدي لهما، وكان حجر قتل
أباه، فوشى به إلى الملك، فخرج امرؤ القيس
متسرعاً، فبعث اليه قيصر بحلة مسمومة،
فتناثر لحمه وتفطر جسده. وكان يحمله "جابر
بن جني" التغلبي، فلذلك قوله:




  • فإما تريني في رحالة جـابـرٍ على
    فيا ربّ مكروب كررت وراءه وعانٍ
    إذا المرء لم يحزن عليه لسانـه
    فليس على شيء سواه بحزّان



  • حرج كالقر تخفق أكفاني
    فككت الغلّ عنه ففداني
    فليس على شيء سواه بحزّان
    فليس على شيء سواه بحزّان



/ 456