مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وذكر "الجاحظ" بيتين نسبهما لشاعرة
يهودية، قالتهما في نفث الرقية والعثار،
هما:




  • وليس لوادة نفـثـهـا
    تداري غراء أحوالـه
    وربك أعلم بالمصرع



  • و لا قولها لابنها دعدع
    وربك أعلم بالمصرع
    وربك أعلم بالمصرع



وقد جمع "ديلتج" أشعار يهود وتحدث عن
أصحابها.

الفصل السادس والستون بعد المئة
الشعراء النصارى

وحديثنا عن الشعر النصراني، مستمد من
الموارد الاسلامية. أما النصوص الجاهلية،
فليس فيها أي شيء عن هذا الموضوع. وأما
النصوص الأعجمية، فلم تحفل به أيضاً، ولم
تتطرق الموارد الإسلامية إلى الشعر نفسه،
من حيث طبيعته ومادته، وما امتاز به عن
الشعر الوثني، أو شعر الشعراء اليهود، وما
سنذكره عن الشعراء النصارى، مستمد من
أسماء آبائهم ومن أسمائهم التي تدل على
كونهم من النصارى ومن الشعر المنسوب
اليهم.

والشعراء النصارى الذين نص على نصرانيتهم
أهل الأخبار، مثل "عدي بن زيد" العبادي، أو
لم ينص على نصرانيتهم، وانما يفهم من
شعرهم ومن مواطنهم انهم كانوا نصارى، هم
من الحضر، من سكان القرى ومن قبائل اشتهرت
بتنصرها، وقد وجدت النصرانية سلبيتها إلى
مواطن الحضر والاعراب فأقامت "بيعاً"
وكنائس للتبشير بالنصرانية، ولتعليم
أتباعها أمور الديانة، وللإشراف على
ادارة شؤونهم الدينية، وقد كان أكثر من
قام بالتبشير من غير العرب في بادئ الأمر،
من روم ومن "بني إرم"، ثم انضم اليهم رجال
دين عرب، كانوا قد تعلموا النصرانية في
المدارس، وأظهروا فهماً ونباهة فيها،
فعينوا مبشرين ومعلمين لتعليم العرب
والأعراب أصول النصرانية، ولنشرها في
جزيرة العرب، وكان من المبشرين من ينتقل
مع الأعراب، لهم خيامهم، يرتحلون بها من
مكان إلى مكان، فعرفوا لذلك برهبان
الخيام.

"وكانت تنوخ في المرتبة الأولى بين عرب
البادية الذين عرفوا النصرانية قبل
الإسلام بزمن طويل. وقامت جماعة تنوخ على
أساس حلف عقده بنو فهموبنو تيم اللات مع
قبائل من النزاريين وغيرهم. ومن شعراء
تنوخ أسد بن ناعسة التنوخي، الذي كان
معاصراً لعنترة، وكان مولعاً بالاكثار من
الألفاظ الغريبة في قصائده، حتى كان
الخليل نفسه يتشكك في تفسيرها في كتاب
العين".

وقد كانت النصرانية واسعة الانتشار على
عهد الرسول، في قضاعة، وربيعة وتميم،
وطيء، وكان لها أتباع في القرى العربية،
وبين الاعراب، وبواسطتهم عرف العرب شيئاً
عن النصرانية وعن رجالها الذين كانوا
يقيمون في البيع، أو يسيحون في البلاد،
ويرتحلون مع الأعراب طمعاً في تنصيرهم،
وفي تعليم المتنصرين منهم أمور الدين. فقد
كان بمكة نفر من التجار النصارى، وجماعة
من الرقيق الأسود والأبيض، كانوا على على
النصرانية، وكان بيثرب بعض النصارى كذلك،
وكذلك بالطائف. أما نجران، فكانت من مراكز
النصرانية المهمة في ذلك العهد. وقد ورد ان
"طلق بن علي بن طلق بن عمرو" السحيمي
الحنفي، وهو من سادة بني حنيفة باليمامة،
كان نصرانياً، فلما ذهب إلى المدينة وشاهد
الرسول أسلم أمامه، فلما أراد العودة أخبر
رسول الله ان بأرضهم بيعة، فقال له الرسول
ولمن معه: "إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم
وابنوها مسجداً"، فكسروا بيعتهم واتخذوها
مسجداً، ونضحوها بماء فضل طهور رسول الله،
وكانوا قد جاءوا به في ادواة، وكان يدير
البيعة راهب من طيء، فارتحل عنهم.

واذا صح هذا البيت المنسوب إلى حسان:




  • فرحت نصارى يثرب ويهودها لما
    توارى في الضريح الملحد



  • توارى في الضريح الملحد
    توارى في الضريح الملحد



فإن فيه دلالة على وجود نصارى ويهود
بالمدينة عند وفاة الرسول.

ونحن لا نستطيع في الوقت الحاضر التحدث عن
مدى تغلغل النصرانية في قلوب النصارى
العرب. ولكننا نستطيع أن نقول قياساً على
ما نعرفه من أحوال الأعراب وأحوال أهل
القرى، أي الحضر، أن النصرانية كانت أوضح
وأعمق جذوراً في نفوس أهل المدر، منها في
نفوس أهل الوبر.

/ 456