مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأما ما ورد من أمر "عمرو بن سعد بن أبي
وقاص" "عمرو بر سد ير أبي وقاص" المذكور في
تاريخ "ميخائيل السوري" "المتوفى سنة 1169
المهيلاد" البطريق "البطريارك يوحنا"
بطريق اليعاقبة، ترجمة "الانجيل" من
السريانية إلى العربية ثم ما جاء من وقوع
خلاف بين "عمرو" ويين "البطريارك" بشان
الترجمهَ، ثم من استعانة "البطريارك" بعد
ذلك برجال من "تنوخ"، و "عاقولا"، و "طيء"،
كانوا يتقنون العربية والسريانية للقيام
بالترجمة. ولترجمه التوراة، مع رجل يهودي،
فإنه خبر غير مؤكد، وقد شك فيه بعض
الباحثين، وربما وضع للطعن في
"البطريارك"، وضعه خصومه عليه.

ولم تأت جهود "بومشتارك" وتلامذته بنتائج
مؤكدة مقبولة عن اثبات وجود كتب للصلاة
بالعربية، ترجمت من االسريانية إليها قبل
الإسلام، ومن المحتمل أن رجال الدين كانوا
يعطون نصارى العرب في الجاهلية بالعربية،
أما نصوص الصلاة، فكانوا يلقونها عليهم
بالسريانية. وربما كان الحال على هذا
المنوال. بالنسبة إلى رجال الدين
المتنقلين مع الأعراب، فقد كانوا يتنقلون
معهم، يعلمونهم ويرشدونهم بالعربية،
ولكنهم لم يكونوا قد ترجموا كتب الصلوات
ترجمة مدونة بلغتهم. وقد ورد إن رجال الدين
كانوا يحملون "الدفة" معهم، حيث تحل
القبائل، لترتيل الصلوات على المذابح
المتنقلة، فعل ذلك رجال الدين مع "بني
ثعلب" وقبائل من اليمن وغيرها. وينطبق ما
اقوله على العرب الجنوييين أيضاً، فلم
يعثرحتى الان على دليل يثبت وجود ترجمات
بعربيات جنوبية للتوراة أو الإنجيل أو
الكتب الدينية الأخرى. ولكن هنلك أخباراً
يذكرها أهل الأخبار تشير إلى وجود مثل هذه
الترجمات، غير اننا لا نتمكن من التسليم
بها، لما فيها من عناصر تدعو إلى الشك في
أمرها وعدم إمكان الأخذ بها في الوقت
الحاضر.

وقد ورد إن عرب بلاد الشام من لخم وجذام
وغسان وقضاعة وتظب وكلب وغيرهم، "وأكثرهم
نصارى يقرأون بالعبرانية"، وقصُد
بالعبرانية السريانية، ولهذا لم ياخذ
علماء اللغة عنهم. غير انهم لم يشيروا إلى
ما كانوا يقراون، ويظهر انهم قصدوا بذلك
الصلوات والكتب المقدسة، يقواًونها عليهم
بالسريانية وربما ترجموا ما قرأوه عليهم
إلى العربية.

الفصل الئالث والاربعون بعد المئة
الخطابة

والخطابة وجه آخر من أوجه النشاط الفكري
عند الجاهليين. وقد كان للخطيب عندهم، كما
يقول أهل الأخبار، مقام كيير للسانه
وفصاحته وبيانه وقدرته في الدفاع عن قومه
والذب عنهم والتكلم باسمهم، فهو في هذه
الأمور مثل الشاعر، لسان القبيلة ووجهها.
وقد ذكر اهل الأخبار أسماء جماعة من
الخطباء، اشتهروا بقوة بيانهم وبسحر
كلامهم، وأوردوا نماذج من خطبهم. ومنهم من
اشتهر بنظم الشعر، وعدّ من الفحول، مثل
عمرو بن كلثوم.

قال "الجاحظ": "وكان الشاعر أرفع قدراً من
الخطيب، وهم إليه أحوج لرده مآثرهم عليهم
وتذكرهم بايامهم، فلما كثر الشعراء وكثر
الشعر صار الخطيب أعظم قدراً من الشاعر".
وذكروا إن الشعراء كانوا في ارفع منزلة
عند العرب،وما زال الأمر كذلك حتى أفضى
الشعر إلى قوم اتخذوه أداة للتكسب وسعوا
به في كل مكان، فوضعوه أمام الملوك
والسوقة، سلعة في مقابل ثمن، واستجداءّ
لأكف الناس، فانف منه الأشراف وتجنبه
السادة، ونبهت الخطابة. وصار للخطيب شان
كبير، ارتفع على شأن الشاعر. ولخص "الجاحظ"
ذلك بقوله: "كان الشاعر في الجاهلية يقدم
على الخطيب، لفرط حاجتهم إلى الشعر الذي
يقيد عليهم مآثرهم ويفخم شأنهم، ويهول على
عدوهم ومن غزاهم، ويهيبَ من فرسانهم ويخوف
من كثرة عددهم، ويهابهم شاعر غيرهم فيراقب
شاعرهم. فلما كثر الشعر والشعراء، واتخذوا
الشعر مكسبة ورحلوا إلى السوقة، وتسرعوا
إلى أعراض الناس، صار الخطيب عندهم فوق
الشاعر".

وكانوا يحبون في الخطيب أن يكون جهير
الصوت، ويذمون الضئيل الصوت وأن يكون
مؤثراً شديد التاًثر في نفوس سامعيه حتى
يسحرهم وياخذ باًلبابهم. وكانوا يجعلون
مثل هؤلاء الخطباء ألسنتهم الناطقة إذا
تفاخروا أو حضروا المجالس أو تفاوضوا في
أمر، أو أرادوا تأجيج نيران الحروب، أو
عقد صلح، أو البت في أي أمر جلل.

/ 456