تفسير سورة الشعراء من آية 83
إلى الآية 149
ثم سأل الاستقامة في التحقق به في مقام البقاء بقوله: (رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين) أي: حكمة وحكما بالحق لأكون من الذين جعلتهم سببا لصلاحالعالم وكمال الخلق واجعلني محبوبا لك فيحبني بحبك خلقك أبدا فيحصل لي (لسان صدق في الآخرين) إذ لا بد لمن يحب شيئا من كثرة ذكره بالخير ذكر اللازم مكان
الملزوم (إلا من أتى الله بقلب سليم) أي: إلا حال من أتى الله وسلامة القلب بأمرين:
براءته عن نقص الاستعداد في الفطرة، ونزاهته عن حجب صفات النفس في النشأة.يمكن أن يؤول كل نبي مذكور فيها بالروح أو القلب وتكذيب قومه المرسلين
بامتناع القوى النفسانية عن قبول التأدب بآداب الروحانيين والتخلق بأخلاق الكاملين.وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا تتقون) معناه: تجتنبون الرذائل (إني لكم رسول أمين) أؤدي
إليكم ما تلقفت من الحق من الحكم والمعاني اليقينية غير مخلوطة بالوهميات
والتخيلات.