خطبه 137-درباره طلحه و زبير
و من (111 ر) كلام له فى معنى طلحه و الزبير، لاجعلوا بينى و بينهم نصفا، النصف النصفه و هو الاسم من الانصاف.قال الفرزدق: و لكن نصفا لو سببت و سبنى بنو عبد شمس من مناف و هاشم قوله: انهم ليطلبون حقا هم تركوه، و دما هم سفكوه، اراد بذلك جماعه من الصحابه الذين قصروا فى نصره عثمان.و خصص بذلك طلحه بن عبدالله و الزبير و عمرو بن العاص بعض ما توهم فى امر عثمان اما بكلام او بامساك عن بعض الامور، فاضاف سفك دم عثمان اليهم.و قوله: حقا هم تركوه، لانه من اعان على سفك دم، ثم طالب غيره بذلك، يكون فعله متناقضا و تلبيسا على العامه.و قيل: ان الدليل على توبه طلحه و الزبير ان الله، تعالى، عدهما فى العشره المبشرين بالجنه.و البشاره يكون خبرا عن عواقب امورهم، فكانت خواتيم اعمارهم بالتوبه و الانابه الى الله، تعالى، ليتحقق فيهم هذه البشاره.قوله : فان كنت شريكهم، يعنى: ان كان الامر مشتركا، و هو ترك نصره عثمان بيننا، فليس لبعضنا ان يطالب بعضا، و ان كنت بريئا عن ذلك، فلى ان طالبهم بذلك، و ليس لهم مطالبتى بذلك، و الحكم على انفسهم، و اقرارهم بما صدر منهم، و الاعتراف ببرائه ساحتى من ذلك.قوله ان معى لبصيرتى، فى كتاب الغريبين معنى البصيره ظهور الشى ء و بيانه.قوله تعالى: بل الانسان على نفسه بصيره اى عليها شاهد بعملها.و قال جوارحه بصيره عليه، اى شهوده عليه.قال الازهرى: بصيره عالمه بما جنى عليها.