أبى ثنا اسمعيل قال أنا ابن عون عن عمربن كثير بن فليح قال قال كعب بن مالك كنت في غزاة أيسر للظهر و النفقة منى في تلك الغزاة قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت أ تجهز غدا ثم الحقه فاخذت في جهازي فامسيت و لم أفرغ فقلت آخذ فى جهازي غدا و الناس قريب بعد ثم ألحقهم فامسيت و لم أفرغ فلما كان اليوم الثالث أخذت في جهازي فامسيت فلم أفرغ فقلت أيهات سار الناس ثلاثا فأقمت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل الناس يعتذرون اليه فجئت حتى قمت بين يديه فقلت ما كنت في غزاة أيسرللظهر و النفقة منى في هذه الغزاة فاعرض عني رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمر الناس ان لا يكلمونا و أمرت نساؤنا ان يتحولن عنا قال فتسورت حائطا ذات يوم فإذا أنا بجابر بن عبد الله فقلت أى جابر نشدتك بالله هل علمتني غششت الله و رسوله يوما قط قال فسكت عني فجعل لا يكلمنى قال فبينا أنا ذات يوم اذا سمعت رجلا على الثنية يقول كعبا كعبا حتى دنا منى فقال بشروا كعبا حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حجاج ثنا ليث قال حدثنى عقيل عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم ان كعب بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم اذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فسبح فيه ركعتين ثم سلم فجلس في مصلاة فيأتيه الناس فيسلمون عليه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قدم من غزوة تبوك ضحى فصلى في المسجد ركعتين و كان اذا جاء من سفر فعل ذلك حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن اسحق قال أنا عبد الله قال أنا معمر عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أبيه قال قدم النبي صلى الله عليه و سلم يعنى من تبوك فصلى في المسجد ركعتين و كان اذا قدم من سفر فعل ذلك حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق و ابن بكر قالا أنا ابن جريج قال حدثنى ابن شهاب أن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك حدثه عن أبيه عبد الله ابن كعب و عن عمه عبيد الله بن كعب عن كعب بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يقدم من سفر الانهارافى الضحى قاذاقدم بدأ ابا لمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه و قال أبو بكر فى حديثه عن أبيه عبد الله ابن كعب بن مالك عن عمه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال قالت أم مبشرلكعب بن مالك و هو شاك اقرأ على ابنى السلام تعني مبشرا فقال يغفر الله لك يا أم مبشرأ و لم تسمعي ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم انما نسمة السملم طيرتعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله عز و جل إلى جسده يوم القيامة قالت صدقت فاستغفر الله حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سعيد بن إبراهيم ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثنى عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب انه بلغه ان كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نسمة المؤمن إذا مات طائر تعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك و تعالى إلى جسده يوم يبعثه الله حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن إدريس يعنى الشافعي عن مالك عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك انه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انما نسمة المؤمن طائريعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك و تعالى إلى جسده يبعثه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهرى عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج يوم الخميس في غزوة تبوك حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عثمان بن عمر قال أنا يونس عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه أن رسول الله صلى
(456)
عليه و سلم قال انما نسمة المسلم طيريعلق بشجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك و تعالى إلى جسده يوم يبعثه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهرى عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك قال أقل ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج إذا أراد سفرا الا يوم الخميس حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عتاب بن زياد قال ثنا عبد الله أنا يونس عن الزهرى قال أخبرني عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما يريد غزوة يغزوها الا ورى بغيرها حتى كان غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد استقبل سفرا بعيدا و مفازا و استقبل غزو عدو كثير فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم أخبرهم بوجهه الذي يريد حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنايزيدين عبد ربه قال حدثنى محمد بن حرب قال حدثنى الزبيدي عن الزهرى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا و أمتى على تل و يكسونى ربي تبارك و تعالى حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقوم فذاك المقام المحمود حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن بحر قال ثنا عيسى بن يونس عن زكريا عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ان ابن كعب بن مالك حدثه عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما ذئبان جائعان أرسلا فى غنم أفسد لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو ثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهرى قال حدثنى عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك حين أنزل الله تبارك و تعالى في الشعر ما أنزل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ان الله تبارك و تعالى قد أنزل في الشعر ما قد علمت و كيف ترى فيه فقال النبي صلى الله عليه و سلم ان المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهرى قال حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام ان مروان بن الحكم أخبره ان عبد الرحمن بن الاسود بن عبد يغوث أخبره أن أبى بن كعب الانصاري أخبره أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من الشعرحكمة و كان بشير بن عبد الرحمن بن كعب يحدث أن كعب بن مالك كان يحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال و الذى نفسى بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو اليمان قال أنبأنا شعيب عن الزهرى قال أنا عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك الانصاري و هو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم كان يحدث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال انما نسمة المؤمن طائريعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله تبارك و تعالى إلى جسده يوم يبعثه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثناعامربن صالح قال حدثنى يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الانصاري عن أبيه انه قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم حين تاب الله تبارك و تعالى عليه يا رسول الله انخلع من مالى صدقة إلى الله و رسوله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك بعض مالك فانه خير لك حدثنا عبد الله حدثنى أبى يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن أخى الزهرى محمد بن عبد الله عن عمه محمد بن مسلم الزهرى قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب بن مالك و كان قائد كعب من بنية حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فقال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غيرها قط إلا في غزوة تبوك
(457)
انى كنت تخلف في غزوة بدر و لم يعاتب أحدا تخلف عنها انما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم و بين عدوهم على عير معاد و لقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة حين توافقنا على الاسلام ما أحب ان لي بها مشهد بدر و ان كانت بدرأ ذكر فى الناس منها و أشهر و كان من خبرى حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك لانى لم أكن قط أقوى و لا أيسر منى حين تخلفت عنه في تلك الغزاة و الله ما جمعت قلبها راحلتين قط حتى جمعتها فى تلك الغزاة و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قلما يريد غزاة يغزوها الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزاة فغزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد و استقبل سفرا بعيدا و مفازا و استقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمره ليتأهبوا أهبة عدوهم فاخبرهم بوجهه الذي يريد و المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان فقال كعب فقل رجل يريد ينغيب الا ظن ان ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز و جل و غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الغزوة حين طابت الثمار و الظل و انا اليها أصعر فتجهز إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و المؤمنون معه و طفقت أغدولكى أتجهزمعه فارجع و لم أقض شيأفاقول في نفسى أنا قادر على ذلك اذا أردت فلم يزل كذلك يتمادى بي حتى شمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم غاديا و المسلمون معه و لم اقض من جهازي شيأفقلت الجهاز بعد يوم أو يومين ثم ألحقهم فعدون بعد ما فصلوا لا تجهز فرجعت و لم أقض شيأمن جهازي ثم غدوت فرجعت و لم أقض شيأفلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا و تفارط الغزو فهممت ان أرتحل فأدركهم وليت انى فعلت ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفت فيهم يحزننى ان لا أرى الا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذره الله و لم يذكرنى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك فقال و هو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك قال رجل من بني سلمة حبسه يا رسول الله برداه و النظر فى عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئسما قلت و الله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال كعب بن مالك فلما بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توجه قافلا من تبوك حضرنى بثي فطفقت أتفكر الكذاب و أقول بماذاأخرج من سخطه غدا أستعين على ذلك كل ذي رأى من أهلى فلما قيل ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أظل قادمازاح عني الباطل و عرفت انى لن أنجومنه بشيء أبدا فأجمعت صدقه و صبح رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاء المتخلفون فطفقوا يعتذرون اليه و يحلفون له و كانوا بضعة و ثمانين رجلافقبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم علانيتهم و يستغفر لهم و يكل سرائرهم إلى الله تبارك و تعالى حتى جئت فلما سلمت عليه تيسم تبسم المغضب ثم قال لي تعالى فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي ما خلفك ألم تكن قد استمر ظهرك قال فقلت يا رسول الله انى لو جلست من أهل الدنيا لرأيت انى أخرج من سخطته بعذر لقد أعطيت جدلا و لكنه و الله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى عني به ليوشكن الله تعالى يسخطك على و لئن حدثتك اليوم بصدق تجد على فيه انى لارجو قرة عيني عفوا من الله تبارك و تعالى و الله ما كان لي عذر و الله ما كنت قط أفرغ و لا أيسر منى حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اما هذا فقد صدق فقم حتى يقضى الله تعالى فيك
(458)
فقمت و بادرت رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لى و الله ماعلمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا و لقد عجزت ان لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بما اعتذر به المتخلفون لقد كان كافيك من ذنبك استعفار رسول الله صلى الله عليه و سلم لك قال فو الله ما زالوا يؤنبونى حتى أردت ان أرجع فاكذب نفسى قال ثم قلت لهم هل لقى هذا معى أحد قالوا نعم لقيه معك رجلان قالا ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك قال فقلت لهم من هما قالوا مرارة بن الربيع العامري و هلال بن أمية الواقفي قال فذكر و الى رجلين صالحين قد شهدا بدر الى فيهما اسوة قال فمضيت حين ذكروهما لى قال و نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس قال و تغيروا لنا حتى تنكرات لي من نفسى الارض فما هى بالارض التي كنت أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فاما صاحباى فاستكنا و قعدا في بيوتهما يبكيان و أما أنا فكنت أشب القوم و أجلدهم فكنت أشهد الصلاة مع المسلمين و أطوف بالاسواق و لا يكلمنى أحد و آتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو في مجلسه بعد الصلاة فاسلم عليه فأقول في نفسى حرك شفتيه برد السلام أم لاثم أصلي قريبا منه و أسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر الى فإذا التفت نحوه أعرض حتى اذا طال على ذلك من هجر المسلمين مشيت حتى تسورت حائط أبى قتادة و هو ابن عمي و أحب الناس إلى فسلمت عليه فو الله مارد على السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلم انى أحب الله و رسوله قال فسكت قال فعدت فنشدته فسكت فعدت فنشدته فقال الله و رسوله أعلم ففاضت عيناي و توليت حتى تسورت الجدار فبينما أنا أمشي بسوق المدينة اذا نبطى من أنباط أهل الشام ممن قدم بطعام يبيعه يا لمدينة يقول من يدلنى على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلى حتى جاءفدفع إلى كتاباس ملك غسان و كنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد بلغنا ان صاحبك قد جفاك و لم يجعلك الله بدار هو ان و لا مضيعة فألحق بنانواسك قال فقلت حين قرأتها و هذا أيضا من البلاء قال فتيمت بها التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين ذا برسول الله صلى الله عليه و سلم يأتيني فقال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك ان تعتزل إمرأتك قال فقلت أطلقها أم ماذاأفعل قال بل اعتزلها فلا تقربها قال و أرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتى الحقى بأهلك فكوني عندهم حتى يقضى الله في هذا الامر قال فجاءت إمرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت له يا رسول الله ان هلالاشيخ ضائع ليس له خادم قهل تكره ان أخدمه قال و لا لكن لا يقربنك قالت فانه و الله مابه حركة إلى شئوالله ما ا يزال يبكى من لدن ان كان من أمرك ما كان إلى يومه هذا قال فقال لي بعض أهلى لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في إمرأتك فقد أذن لامرأة هلال بن أمية ان تخدمه قال فقلت و الله لا أستاذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما أدرى ما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا استأذنته و أنا رجل شاب قال فلبثنا بعد ذلك عشر ليال كمال خمسين ليلة حين نهى عن كلامنا قال ثم صليت صلاة الفجرصباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله تبارك و تعالى منافذ ضاقت على نفسى و ضاقت على الارض بما رحبت سمعت صارخاأوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك ابشر قال فخررت ساجدا و عرفت ان قد جاء فرح و آذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله تبارك و تعالى علينا حين صلى الصلاة الفجر فذهب يبشروننا و ذهب قبل صاحبي يبشرون و ركض إلى رجل فرساوسعى ساع من أسلم و أوفى الجبن فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءنى الذي سمعت صوته
(459)
يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته و الله ما أملك غيرهما يومئذ فاستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أعم رسول الله صلى الله عليه و سلم يلقاني الناس فوجا فوجا يهنؤنى بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس في المسجد حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني و هنأني و الله ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى عليه و سلم قال و هو يبرق وجهه من السرور ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لابل من عند الله قال و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سر استنار وجهه كانة قطعة قمر حتى يعرف ذلك منه قال فلما جلست بين يديه قال قلت يا رسول الله ان من توبتي ان أنخلع من مالى صدقة إلى الله تعالى و إلى رسوله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك بعض مالك فهو خير لك قال فقلت انى أمسك سهمي الذي بخيبر قال فقلت يا رسول الله انما الله تعالى نجانى بالصدق و ان توبتي ان لا أحدث الا صدقا ما بقيت قال فو الله ما أعلم أحد من المسلمين أبلاه الله من الصدق في الحديث مذذكرت ذلك لرسول الله صلى عليه و سلم أحسن مما أبلاني الله تبارك و تعالى و الله ما تعمدت كذبه مذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومى هذا و ان لارجو أن يخفظنى فيما بقى قال و أنزل الله تبارك و تعالى لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم و على الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت و ضاقت عليهم أنفسهم و ظنوا أن لا ملجأ من من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين قال كعب فو الله ما أنعم الله تبارك و تعالى على من نعمة قط بعد ان هدانى أعظم في نفسى من صدق رسول الله صلى اله عليه و سلم يومئذ ان لا أكون كذبته فاهلك كما هلك الذين كذبوه حين كذبوه فان الله تبارك و تعالى قال للذين كذبوه حين كذبوه شرما يقال لاحد فقال الله تعالى سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس و مأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم القاسقين قال و كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حلفوا فبايعهم و استغفر لهم فارجأرسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله تعالى فبذلك قال الله تعالى و على الثلاثة الذين خلفوا و ليس تخليفه إيانا و ارجاؤه أمرنا الذى ذكر مما خلفنا بتخلفنا عن الغزو و انما هو عمن خلف له و اعتذر اليه فقبل منه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حجاج قال ثنا ليث بن سعد قال حدثنى عقيل بن خالد عن ابن شهاب انه قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب بن مالك و كان قائد كعب من بنية حين عمي قال سمعت كعب ابن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاهاقط إلا في غزوة تبوك غير اني كنت تخلف عن غزوة بدر و لم يعاتب أحدا تخلف عنها لانه انما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد العيرا التي كانت لقريش كان فيها أبو سفيان بن حرب و نفر من قريش ثم قال تعالى فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قلت بلى يا رسول الله انى و الله لو جلست من أهل الدنيا لرأيت
(460)
انى سأخرج من سخطته بعذر و لقد أعطيت جدلا فذكر الحديث و قال فيه انى لارجو عفو الله و قال فقلت لامرأتى الحقى بأهلك فكوني عندهم حتى يقضى الله في هذا الامر و قال سمعت صوت صارخ أوفى على أعلى جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك ابشر قال فخررت ساجدا و عرفت انه قد جاء فرح آذن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس بالتوبة علينا حين صلى صلاة الفجر فذكر معنى حديث ابن أخى ابن شهاب و قال فيه و أقول في نفسى هل حرك شفتيه برد السلام حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا عبد الرحمن الاعرج عن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك انه كان له مال على عبد الله بن أبن حدرد الاسلمى فلقيه فلزمه حتى ارتفعت الاصوات فمر بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا كعب فأشار بيده كانه يقول النصف فاخذ نصفا مما عليه و ترك النصف حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إبراهيم بن أبى العباس ثنا أبو أويس قال الزهرى أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الانصاري أن كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انما نسمة المؤمن طيريعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تعالى إلى جسده يوم يبعثه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن سابق قال أنا إبراهيم بن طهمان عن أبى الزبير عن ابن كعب بن مالك عن أبيه كعب بن مالك أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه و أوس بن الحدثان في أيام التشريق فناديا أن لا يدخل الجنة الا مؤمن و أيام التشريق أيام أكل و شرب حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بن اسحق قال أنا عبد الله قال أنا زكريا بن أبى زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن ابن كعب بن مالك الانصاري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ذئبان جائعان أرسلان في غنم بافسد لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عتاب بن زياد قال أنا عبد الله قال أنا ابن لهيعة قال حدثنى موسى بن جبير مولى بني سلمة أنه سمع عبد الله بن كعب بن مالك يحدث عن أبيه قال كان الناس في رمضان اذا صام الرجل فامسى فنام حرم عليه الطعام و الشراب و النساء حتى يفطر من الغدفرجع عمربن الخطاب من عند النبي صلى الله عليه و سلم ذات ليلة و قد سهر عنده فوجد إمرأته قد نامت فأرادها فقالت انى قد نمت قال ما نمت ثم وضع بها و صنع كعب بن مالك مثل ذلك فغدا عمر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاخبره فانزل الله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم و عفا عنكم حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا على بحرثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عبد الله ابن أخى ابن شهاب عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اهجوا بالشعر ان المؤمن يجاهد بنفسه و ماله و الذى نفس محمد صلى الله عليه و سلم بيده كانما ينضحوهم بالنبل حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس قال ثنا أبو معشر عن عبد الرحمن بن عبد الله الانصاري قال دخل أبو بكر ابن محمد بن عمرو بن خرم على عمربن الحكم بن ثوبان فقال يا أبا حفص حدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس فيه اختلاف قال حدثنى كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من عاد مريضا خاض في الرحمة فاذا جلس عنده استنقع فيها و قد استنقعتم ان شاء الله في الرحمة حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يعقوب قال ثنا أبي عن ابن اسحق فال فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن أبى كعب بن القين أخو بني سلمة أن أخاه عبيد الله بن كعب و كان من أعلم الانصار حدثه أن أباه كعب بن مالك و كان كعب ممن شهد العقبة و بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم بها قال خرجنا فى حجاج قومنا من المشركين و قد صلينا و فقهنا و معنا البراء بن
(461)
معرور كبيرنا و سيدنا فلما توجهنا لسفرنا و خرجنا من المدينة قال البراء لنا يا هؤلاء انى قد رأيت و الله رأيا وانى و الله ما أدري توافقونى عليه أم لا قال قلنا له و ما ذاك قال قد رأيت ان لا أدع هذه البنية منى بظهر يعنى الكعبة و ان أصلي إليها قال فقلنا و الله ما بلغنان ان نبينا يصلى الا إلى الشام و ما نريد ان نخالفه فقال انى أصلي إليها قال فقلنا له لكنا لا نفعل فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة قال أخى و قد كنا عبنا عليه ما صنع و أبى الا الاقامة عليه فلما قدمنا مكة قال يا ابن أخى انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فاسأله عما صنعت في سفري هذا فانه و الله قد وقع في نفسى منه شئلمارأيت من خلافكم إياي فيه فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و كنا لا نعرفه لم نره قبل ذلك فلقينا رجل من أهل مكة فسألناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هل تعرفانه قلنا لا قال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب عمه قلنا نعم قال و كنا نعرف العباس كان لا يزال يقدم علينا تاجرا قال ا دخ=لتما المسجد فهو ا دخ+لتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس قال المس=جد فاذا العباس جد فاذا العباس جالس و رسول الله صلى الله عليه و سلم معه جالس فسلمنا ثم جلسنا اليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه و هذا كعب بن مالك قال فو الله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم الشاعر قال نعم قال فقال البراء بن معرور يا نبي الله انى خرجت في سفري هذا و هدانى الله للاسلام فرأيت ان الا اجعل هذه البنية منى بظهر فصليت ا ا+ليها و قد خالفني أصحابى في ذلك حتى وقع في نفسى من ذلك شيء فماذاترى يا رسول الله قال لقد كنت على قبلة و لو صبرت عليها قال فرجع البراء الى قبلة رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى معنا الى الشام قال و أهله يزعمون انه صلى إلى الكعبة حتى مات و ليس ذلك كما قالوا نحن أعلم به منهم قال و خرجنا الى الحج فواعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العقبة من أوسط أيام التشريق فلما فرغنا من الحج و كانت الليلة التي وعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم و معنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر سيد من س س+ادتنا و كنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا فكلمناه و قلنا له يا أبا جابر انك سيد من سادتنا و شريف من أشر أشر+افنا و أنا نرغب بك عما أنت فيه ان تكون ح ح+طبا للنار غدا ثم دعوته إلى الاسلام و أخبرته بميعادرسول الله صلى الله عليه و سلم فاسلم و شهد معنا العقبة و كان نقيبا قال فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا حتى اذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحا رحا+لنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم نتسلل مستخفين تسلل القطا حتى اجتمعنا فى الشعب عند العقبة و نحن سبعون رجلا و معنا إمرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة احدى نساء بنى مازن بن النجار و أسماء بنت عمرو بن عدى بن ثابت احدى نساء بنى سلمة و هي أم منيع قال فا فا+جتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى جاءنا و معه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب و هو يومئذ على دين قومه الا انه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه و يتوثق له فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم فقال يا معشر الخزرج قال و كانت العرب مما يسمون هذا الحى من الانصار الخزرج أ أ+وسها و خزرجها ان محمد امنا حيث قد علمتم و قد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه و هو في عزمن قومة و منعة في بلده قال فقلنا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك و لربك ما أحببت قال فتكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلاودعاالى الله عز و جل و رغب في الاسلام قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم و أبناءكم قال فاخذ البراء بن معرور بيده ثم قال نعم و الذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع