مسند احمد جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
لنردهم إليهم فإذا كلمنا الملك فيهم فاشيروا عليه بان يسلمهم و لا يكلمهم فان قومهم أعلى بهم عينا و اعلم بما عابوا عليهم فقالوا لهم نعم ثم انهما قربا هداياهم إلى النجاشي فقبلها منهما ثم كلماه فقالا له أيها الملك انه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم و لم يدخلوا في دينك و جاؤا بدين مبتدع لا نعرفه نحن و لا أنت و قد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم و أعمامهم و عشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا و اعلم بما عابوا عليهم و عاتبوهم فيه قالت و لم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة و عمرو بن العاص من ان يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله صدقوا أيها الملك قومهم اعلى بهم عينا و اعلم بما عابوا عليهم فاسلمهم إليهما فليرد انهم إلى بلادهم و قومهم قال فغضب النجاشي ثم قال لا هايم الله إذا لا أسلمهم إليهما و لا أكاد قوما جاوروني و نزلوا بلادي و اختاروني على من سواي حتى أدعوهم فاسألهم ما يقول هذان في أمرهم فان كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما و رددتهم إلى قومهم و ان كانوا على ذلك منعتهم منهما و أحسنت جوارهم ما جاوروني قالت ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل إذا جئتموه قالوا نقول و الله ما علمنا و ما أمرنا به نبينا صلى الله عليه و سلم كائن في ذلك ما هو كائن فما جاؤه و قد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله ليسأ لهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم و لم تدخلوا في ديني و لا في دين أحد من هذه الامم قالت فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الاصنام و نأكل الميتة و ناتي الفواحش و نقطع الارحام و نسبي الجوار يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفافه فدعانا إلى الله تعالى لنوحده و نعبده و نخلع ما كنا نعبد نحن و آباؤنا من دونه من الحجارة و الاوثان و أمر بصدق الحديث و أداء الامانة وصلة الرحم و حسن الجوار و الكف عن المحارم و الدماء و نهانا عن الفواحش و قول الزور و أكل مال اليتيم و قذف المحصنة و أمرنا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيأ و أمرنا بالصلاة و الزكاة و الصيام قال فعدد عليه أمور الاسلام فصدقناه و آمنا به و اتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيأ و حرمنا ما حرم علينا و أحللنا ما احل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا ففتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الاوثان من عبادة الله و ان نستحل ما كنا نستحل ما الخبائث و لما قهرونا و ظلمونا و شقوا علينا و حالوا بيننا و بين ديننا خرجنا إلى بلدك و اخترناك على من سواك و رغبنا في جوارك و رجونا ان لا نظلم عندك أيها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء قالت فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه على فقرأ عليه صدرا من كهيعص قالت فبكى و الله النجاشي حتى أخضل لحيته و بكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي ان هذا و الذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فو الله لا أسلمهم إليكم أبدا و لا أكاد قالت أم سلمة رضي الله عنها فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص و الله لآتينه غدا أعيبهم عنده ثم أستأصل به خضراءهم قالت فقال له عبد الله بن أبي ربيعة و كان اتقى الرجلين فينا لا تفعل فان لهم أرحاما و ان كانوا قد خالفونا قال و الله لاخبرنه انهم يزعمون أن عيسى بن مريم عليهما السلام عبد قالت ثم