فصل الياء [ يتن ] اليتن : أن تخرج رجلا الولد قبل رأسه و يديه في الولادة ، و هو عيب .و قال ( 1 ) : فجاءت بيتن للضيافة أرشما ( 2 ) يقال منه : أيتنت المرأة و الناقة .[ يرن ] اليرون : ماء الفحل ، و هو سم .[ يزن ] ذو يزن : ملك من ملوك حمير ، تنسب إليه الرماح اليزنية .يقال : رمح يزني ، و أزني ، و يزاني ، و أز اني .[ يفن ] اليفن : الشيخ الكبير .قال الاعشى : و ما إن أرى الدهر فيما خلا ( 3 ) يغادر من شارخ ( 4 ) أو يفن ( هامش رقم 1 ) ( 1 ) البعيث .( 2 ) صدره : لقى حملته أمه و هي ضيفة ( 3 ) في اللسان و في المخطوطة مثله : ( فيما مضى ) .( 4 ) في اللسان و في المخطوطة مثله : ( يغادر من شارف ) و في التكملة ص 1132 : ( شارخ ) .[ يقن ] اليقين : العلم و زوال الشك .يقال منه : يقنت الامر يقنا ( 1 ) ، و أيقنت ، و استيقنت ، و تيقنت ، كله ، بمعنى .و أنا على يقين منه .و إنما صارت الياء واوا في قولك موقن للضمة قبلها .و إذا صغرته رددته إلى الاصل و قلت مييقن .و ربما عبروا عن الظن باليقين ، و باليقين عن الظن .قال الشاعر ( 2 ) : تحسب هواس و أيقن أنني بها مفتد من واحد لا أغامره يقول : تشمم الاسد ناقتي يظن أني أفتدي بها منه و أستحمي نفسي فأتركها له و لا أقتحم المهالك بمقاتلته .[ يمن ] اليمن : بلاد للعرب ، و النسبة إليها يمني و يمان مخففة ، و الالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان .قال سيبويه : و بعضهم يقول يماني بالتشديد .قال أمية بن خلف : ( هامش رقم 2 ) ( 1 ) يقنا و يقنا محركة .( 2 ) أبو سدرة الاسدي ، و يقال الهحيعي .ّ
(2220)
يمانيا يظل يشد كيرا و ينفخ دائما لهب الشواظ و قوم يمانية و يمانون ، مثل ثمانية و ثمانون .و إمرأة يمانية أيضا .و أيمن الرجل ، و يمن ، و يأمن ، إذا أتى اليمن .و كذلك إذا أخذ في سيرة يمينا .يقال : يامن يا فلان بأصحابك ، أي خذ بهم يمنة .و لا تقل تيامن بهم .و العامة تقوله .و تيمن : تنسب إلى اليمن .والتيمني : أفق اليمن .و اليمن : البركة .و قد يمن فلان على قومه ، فهو ميمون ، إذا صار مباركا عليهم .و يمنهم فهو يا من ، مثل شئم و شأم ( 1 ) .و تيمنت به : تبركت .و الا يا من : خلاف الاشأئم .قال المرقش ( 2 ) : و لقد غدوت و كنت لا أغدو على واق و حاتم ( 3 ) ( 1 ) في الاصل : ( و شائم ) صوابه من اللسان .( 2 ) و يروى لخزز بن لوذان .( 3 ) قبله : لا يمنعنك من بغا ء الخير تعقاد التمائم و كذاك لا شر و لا خير على أحد بدائم فإذا الاشائم كالايا من و الا يا من كالاشائم و قول الكميت : و رأت قضاعة في الا يا من رأى مثبور و ثابر يعني في انتسابها إلى اليمن ، كأنه جمع اليمن على أيمن ، ثم على أيامن ، مثل زمن و أز من .و اليمنة بالفتح : خلاف اليسرة .و يقال : قعد فلان يمنة .و الايمن و الميمنة : خلاف الايسر و الميسرة .و اليمين : القوة .قال الحطيئة ( 1 ) : إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابة باليمين و قوله تعالى : ( تأتوننا عن اليمين ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : أي من قبل الدين ، فتزينون لنا ضلالتنا .كأنه أراد : تأتوننا عن المأتي السهل .الاصمعي : فلان عندنا باليمين ، أي على اليمن .( هامش رقم 2 ) ( 1 ) صوابه الشماخ ، كما في ديوانه و في المخطوطات .ّ
(2221)
و اليمين : القسم ، و الجمع أيمن و أيمان .يقال : سمي بذلك لانهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يمينه على يمين صاحبه .و إن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه ، لان الظروف لا تكاد تجمع ، لانها جهات و أقطار مختلفة الالفاظ .ألا ترى أن قدام مخالف لخلف ، و اليمين مخالف للشمال .و قول الشاعر ( 1 ) : يبري لها من أيمن و أشمل ( 2 ) يقول : يعرض لها من ناحية اليمين و ناحية الشمال ، و ذهب إلى معنى أيمن الابل و أشملها ، فجمع لذلك .و قول الشاعر ( 3 ) : ألقت ذكاء يمينها في كافر ( 4 ) يعني مالت بأحد جانبيها إلى المغيب .( هامش رقم 1 ) ( 1 ) هو العجاج .( 2 ) بعده : ذو خرق طلس و شخص مذأل في التكملة : الرواية ( تبري لله ) على التذكير ، أي للمدوح .( 3 ) ثعلبة بن صغير .( 4 ) صدره : فتذكرا ثقلا رثيدا بعد ما و اليمين : يمين الانسان و غيره .و تصغير يمين ، بالتشديد بلا هاء .و أما الذي في حديث عمر رضي الله عنه : ( زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد ) فيقال : إنه أراد بيمينتها تصغير يمنى ، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانت للتأنيث .و اليمنة بالضم ( 1 ) : البردة من برود اليمن .و قال : و اليمنة المعصبا ( 2 ) وأم أيمن : إمرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هي حاضنة أولاده ، فزوجها من زيد فولدت له أسامة .و أيمن الله : اسم وضع للقسم ، هكذا بضم الميم و النون ، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين ، و لم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها .و قد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء ، تقول : ليمن الله ، فتذهب الالف في الوصل .قال الشاعر ( 3 ) : ( هامش رقم 2 ) ( 1 ) في اللسان بالفتح و الضم .( 2 ) و كذا وردت هذه القطعة في اللسان ( يمن ) ص 356 .( 3 ) نصيب .ّ
(2222)
فقال فريق القوم لما نشدتهم نعم و فريق ليمن الله ما ندري و هو مرفوع بالابتداء ، و خبره محذوف ، و التقدير ليمن الله قسمي ، و ليمن الله ما أقسم به .و إذا خاطبت قلت : ليمنك .و في حديث عروة ابن الزبير أنه قال : ( ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت ، و لئن كنت سلبت لقد أبقيت ) و ربما حذفوا منه النون فقالوا : ايم الله و ايم الله أيضا بكسر الهمزة ، و ربما حذفوا منه الياء فقالوا : ام الله و ربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا : م الله ، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا ، فيشبهونها بالباء ، فيقولون م الله .و ربما قالوا من الله بضم الميم و النون ، و من الله بفتحهما ، و من الله بكسرهما .و قال أبو عبيد : و كانوا يحلفون باليمين فيقولون : يمين الله لا أفعل .و أنشد لامرئ القيس : فقلت يمين الله أبرح قاعدا و لو قطعوا رأسي لديك و أوصالي أراد : لا أبرح ، فحذ لا و هو يريده .ثم يجمع اليمين على أيمن ، كما قال زهير : فتجمع أيمن منا و منكم بمقسمة تمور بها الدماء ثم حلفوا به فقالوا : أيمن الله لافعلن كذا ، و أيمنك يا رب إذا خاطبوا .قال : فهذا هو الاصل في أيمن الله ، ثم كثر هذا في كلامهم و خف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قولهم : لم يكن فقالوا لم يك .قال : و فيها لغات كثيرة سوى هذه .و إلى هذا ذهب ابن كيسان و ابن درستويه فقال : ألف أيمن ألف قطع و هو جمع يمين ، و إنما خففت همزتها و طرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها .ّ
(2223)
باب الهاء فصل الالف [ أيه ] أبو زيد : ما أبهت للامر آبه أبها ، و هو الامر تنساه ثم تتبنه له .و يقال أيضا : ما أبهت له بالكسر آبه أبها ، مثل نبهت نبها .و الابهة : العظمة و الكبر .يقال : تأبه الرجل ، إذا تكبر .و ربما قالوا للابح : أبه .[ أته ] التأته : مبدل من التعته .[ أقه ] الاقه : ألقاه ، و هو الطاعة ، كأنه مقلوب منه .[ أله ] أله بالفتح إلاهة ، أي عبد عبادة .و منه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما : ( و يذرك و إلا هتك ) بكسر الهمزة .قال .و عبادتك .و كان يقول : إن فرعون كان يعبد [ في الارض ( 1 ) ] .( هامش رقم 1 ) ( 1 ) زيادة من نسخة .و منه قولنا ( الله ) و أصله إلاه على فعال ، بمعنى مفعول ، لانه مألوه أي معبود ، كقولنا : إما فعال بمعنى مفعول ، لانه مؤتم به ، فلما أدخلت عليه الالف و اللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام .و لو كانتا عوضا منها لما اجتمعتا مع المعوض منه في قولهم : الاله .و قطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيما لهذا الاسم .و سمعت أبا علي النحوي يقول : إن الالف و اللام عوض منها .قال : و يدل على ذلك استجازتهم لقطع الهمزة الموصولة الداخلة على لام التعريف في القسم و النداء ، و ذلك قولهم : أفألله ليفعلن ، و يا الله اغفر لي .ألا ترى أنها لو كانت عوض لم تثبت كما لم تثبت في هذا الاسم .قال : و لا يجوز أيضا أن يكون للزوم الحرف ، لان ذلك يوجب أن تقطع همزة الذي و التي .و لا يجوز أيضا أن يكون لانها همزة مفتوحة و إن كانت موصولة ، كما لم يجز في ايم الله و أيمن الله التي هي همزة وصل فإنها مفتوحة .قال : و لا يجوز أيضا أن يكون ذلك لكثرة الاستعمال ، لان ذلك يوجب أن تقطع الهمزة أيضا في هذا مما يكثر استعمالهم له .فعلمنا أن ّ
(2224)
ذلك لمعنى اختصت به ليس في غيرها ، و لا شيء أولى بذلك لمعنى من أن يكون المعوض من الحرف المحذوف الذي هو الفآء .و جوز سيبويه أن يكون أصله لاها على ما نذكره من بعد .و إلاهة : اسم موضع بالجزيرة .و قال ( 1 ) : كفى حزنا أن يرحل الركب غدوة و أصبح في عليا إلاهة ثاويا ( 2 ) و كان قد نهشته حية .و إلاهة أيضا : اسم للشمس مصروف بلا ألف و لام ، و ربما صرفوه و أدخلوا فيه الالف و اللام فقالوا الالاهة ( 3 ) .و أنشدني أبو علي : تروحنا من اللعباء قصرا ( 4 ) و أعجلنا الالاهة أن تؤوبا ( 5 ) ( هامش رقم 1 ) ( 1 ) أفنون التغلبي ، و اسمه صريم بن معشر .( 2 ) قبله : لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقي إذا هو لم يجعل له الله واقيا ( 3 ) في التكملة ( ألاهة ) بالضم لا بالكسر .التكملة للصغاني ص 1133 .( 4 ) يروى : ( عصرا ) ، و ( قسرا ) .( 5 ) بعده : على مثل ابن مية فانعياه تشق نواعم البشر الجيوبا و قد جاء على هذا شيء من دخول لام المعرفة مرة و سقوطها أهرى ، قالوا : لقيته الندرى و في ندرى ، و فينة و الفينة بعد الفينة ، و نسر و النسر : اسم صنم ، فكأنهم سموها إلاهة لتعظيمهم لها و عبادتهم إياها .و الآلهة : الاصنام ، سموها بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها ، و أسماؤهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشيء في نفسه .و التأليه : التعيبد .و التأله : التنسك و التعبد .قال رؤبة : سبحن و استرجعن من تألهي ( 1 ) و تقول : أله يأله ألها ، أي تحير ، و أصله و له يوله و لها .و قد ألهت على فلان ، أي اشتد جزعي عليه ، مثل ولهت .[ أمه ] الامة : النسيان .تقول منه : أمه بالكسر .و قرأ ابن عباس رضي الله عنهما : ( و ادكر بعد أمه ) .قال الشاعر : أمهت و كنت لا أنسى حديثا كذاك الدهر يودي بالعقول و أما ما في حديث الزهري : ( أمه ) بمعنى أقر و اعترف ، فهي لغة مشهورة .( هامش رقم 2 ) ( 1 ) قبله : لله در الغانيات المدة ّ
(2225)
والاميهة : بثر تخرج بالغنم كالحصبة أو الجدري .يقال : أمهت الغنم تؤمه أمها ، فهي مأموهة .و يقال في الدعاء على الانسان : آهة و أميهة .و أنشد ابن الاعرابي : طبيخ نحاز أو طبيخ أميهة دقيق العظام سيئ القشك أملط و الا مهة : أصل قولهم أم .قال قصي : أمهتي خندف و الياس أبي ( 1 ) و الجمع أمهات و أمات .و قال الراعي : كانت نجائب منذر و محرق أماتهن و طرقهن فحيلا [ أنه ] الاصمعي : أنه يأنه أنها و أنوها ، مثل أنح يأنح ، و ذلك إذا تزحرر من ثقل يجده .و قوم أنه مثل أنح .و أنشد لرؤبة يصف فحلا : رعابة يخشى نفوس الانه برجس بهباه الهدير البهبه ( هامش رقم 1 ) ( 1 ) قبله : عبد يناديهم بهال و هبي و بعده : حيدرة خالي لقيط و علي و حاتم الطائي وهاب المئي أي يرعب نفوس الذين يأنهون .[ أوه ] قولهم عند الشكاية : أوه من كذا ، ساكنة الواو ، إنما هو توجع .قال الشاعر : فأوه لذكراها ( 1 ) إذا ما ذكرتها و من بعد أرض بيننا و سماء و ربما قلبوا الواو ألفا فقالوا : آه من كذا ، و ربما شددوا الواو و كسروها و سكنوا الهاء فقالوا : أوه من كذا .و ربما حذفوا مع التشديد الهاء فقالوا : أو من كذا ، بلا مد .و بعضهم يقول : آوه بالمد و التشديد و فتح الواو ساكنة الهاء ، لتطويل الصوت بالشكاية .و ربما أدخلوا فيه التاء فقالوا : أوتاه ، يمد و لا يمد .و قد أوه الرجل تأويها ، و تأوه تأوها ، إذا قال أوه .و الاسم منه الآهة بالمد .قال المثقب العبدي : إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة ( 2 ) الرجل الحزين و يروى : ( أهة ) من قولهم : أه ، أي توجع .قال العجاج : ( هامش رقم 2 ) ( 1 ) و يروى : ( فأي لذكراها ) ، كما في اللسان .( 2 ) و يروى : ( تهوه هاهة ) .ّ