المقدمة الثالثة - مجازر و التعصبات الطائفیة فی عهد الشیخ المفید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجازر و التعصبات الطائفیة فی عهد الشیخ المفید - نسخه متنی

فارس الحسون

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






المقدمة الثالثة


الصحابة وعدالتهم



كثير من الحوادث الّتي تذكر هنا، ترتبط بهذا المطلب، وهو: ذهاب أهل السنّة الى أنّ كل من له صحبة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو عادل يجب الاقتداء به ولا يجوز أن ينال منه، ونحن نذكر شيئا يسيرا عن هذا المطلب، ونحيل في آخره الى المطوّلات والبحوث الّتي كتبت عنه.


فنقول: القرآن صريح في عدم عدالة كلّ الصحابة، وأنّ منهم منافقين و وهنا نذكر عدّة آيات تدّل على الملطب:


«انّما الّذين يبايعونك انّما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فانّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً» الفتح: 10.


هذه الآية صريحة بأنّ بعضاً من الصحابة يفي بما عاهد عليه الله، وبعضهم ينكث، ونكثه على نفسه، وهي صريحة ايضاً أنّ الصحابة ليسوا سواء، فالذي يفي هو الّذي يستحقّ المدح الوارد في القرآن للصحابة، ومن نكث يستحقّ العذاب، وليس له من العدالة والاقتداء به نصيب.


ط


(وما محمّد الاّ رسول قد خلت من قبله الرّسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئا وسيجزي الله الشّاكرين» آل عمران: 144.


«ومن أهل المدينة مردوا على النّفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذّبهم مرّتين ثمّ يردّون إلى عذابٍ عظيم» التوبة: 74.


«اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انّك لرسول الله والله يعلم إنّك لرسول الله واللّه يشهد انّ المنافقين لكاذبون، اتّخذوا أيمانهم جنّةً فصدّوا عن سبيل الله انّهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنّهم آمنوا ثمّ كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون» المنافقون: 3.


الى غير ذلك من الآيات الكثيرة الّتي تبيّن من نفاق بعض الأصحاب الّذين صحبوا النبي صلى الله عليه وآله وكلّموه، ونزلت في حقّهم اكثر من مائة وخمسين آية تدلّ على نفاقهم وانحرافهم.


والمقصودين بهذه الآيات غير معلومين، لأن الله سبحانه وتعالى يقول لنبيّه في شأنهم: «لا تعلمهم نحن نعلمهم» ، فهم غير مشخّصين من بين الصحابة، فأي دليل يبقى لإثبات عدالة كلّ الصحابة والإقتداء بهم؟


نعم تجري عليهم قواعد الجرح والتعديل شأنهم شأن بقيذة الرواة، فمن كان منهم عادلاً وأوفى بما عاهد الله عليه وجب تعظيمه واحترامه والإقتداء به، ومن ثبت نفاقه وانحرافه ونكثه وجب رفضه والبراءة منه، حتّى سبّه ولعنه وتعريفه للمجتمع.


فباب النقاش في الصحابة غير مسدود، وهو حقّ كلّ فردٍ يروم معرفة الحقّ. وأما الأحاديث فهي أيضاً صريحة في هذا الباب، نذكر أربعةً منها:


أ ـ قوله عليه السلام في خطبة حجّة الواداع: فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب


بعضكم رقاب بعض.


رواه البخاري في صحيحه كتاب الفتن، ومسلم في صحيحه كتاب الايمان.


ب ـ قوله عليه السلام: أنا فرطكم على الحوض، ليرفعنّ إليّ رجال منكم، حتّى اذا أهويت لأناولهم، اختلجوا دوني، فأقول: أي ربّي أصحابي! يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك.


رواه البخاري في صحيحه 9/83 كتاب الفتن، ومسلم في صحيحه 4/1796 حديث الحوض.


ج ـ قوله عليه السلام: انّي أيّها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئت قام رجال، فقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، وقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، وقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، فأقول: قد عرفتكم، ولكنّكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى.


المستدرك 4/74 ـ 75، وقال بعد ذكره للحديث: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.


د ـ وقال عليه السلام لشهداء أحد: هؤلاء أشهد عليهم، فقال ابو بكر الصديق: ألسنا يا رسول الله اخوانهم؟ أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي!!!.


الموطّأ: 2/462 كتاب الجهاد.


فهذه أحاديث أربعة من كثير من الأحاديث الواردة في هذا الشأن صريحة بأنّ من الأصحاب من ينحرف بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، حتّى أنّ الحديث الثالث يدّل بوضوح أنّ الّذين يأتون الى رسول الله وهو غير راضٍ عنهم هم من أعيان الصحابة والبارزين الّذين يتوقّعون أنهم في الدرجات العليا في الجنان، بقرينة قولهم لرسول الله صلى الله عليه وآله: أنا فلان..، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قد عرفتكم، ولكنّكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى.


والحديث الرابع أكثر صراحة من كلّ الأحاديث، لأنّ رسول الله يخاطب أبا بكر وهو صحابي معروف، ولايقول له: وأشهد عليكم، بعد اعتراضه عليه بشهادته على شهداء أحد، بل يشكّك فيهم ويقول: لا أدري ما تحدثون بعدي!!!.


فالقرآن والسنّة صريحان بأنّ من الأصحاب منافقين وأحدثوا أحداثاً أخرجتهم عن الإسلام.


وثمّ، من هم أصحاب الإفك؟ الم يكونوا من الصحابة؟! ألم يوجد ذمّهم وانحرافهم في القرآن؟!


ثم، أنّ كثيراً من الأصحاب كانوا رأس فتنٍ كثيرةٍ ذهبت ضحيّتها الآلاف!! ومنهم من بدت منه أمور صريحة في خلاف الإسلام.


وأما الأحاديث الواردة في تنزيه الصحابة، كقوله عليه السلام: احفظوني في أصحابي، ولا تسبّوا أصحابي، وأصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم.


فهذه أحاديث لم يثبت صحتها من جهة السند وفي متناقضة مع الأحاديث السابقة ان أريد منها كما يفهمه أهل السنّة، وإلاّ فهي قابلة للحمل على معانٍ أخرى يرتفع بها التناقض بينها وبين من سبقها من الأحاديث.


قال الإمام علي بن موسى الرضا بعد أن سئل عن هذه الأحاديث: هذا صحيح: يريد من لم يغيّر بعده ولم يبدّل، لما يروونه من أنّه صلى الله عليه وآله قال: ليذادنّ برجال من اصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء، فأقول: يا ربّ اصحابي أصحابي، فيقال لي: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: بعداً لهم وسحقاً لهم.


عيون أخبار الرضا: 2/78.


وبعد هذا كلّه، تبيّنت لك عزيزي القاريى هذه المسألة بوضوح، وأنّ الشيعة تعرّضوا للقتل والسبّ والإباحة و..!! بسبب أنهم عملوا بالسنّة، وأجروا قواعد


الجرح والتديل على الصحابة، فمن كان منهم مؤمناً لم يحدث بعد رسوله أبقوا له مكانة الصحابة الّتي هي أرقى مقام ووقّروه وبجّلوه، ومن كان منهم بخلاف ذلك: بأن أحدث بعد رسوله وانحرف و، نزعوا عنه هذا اللقب المبارك، وعرّفوه للناس، وبيّنوا حقيقته، لأجل هذا ازداد تعصّب العامّة ضدّ الشيعة، وواجهوا برهانهم ودليلهم بالحرق والإبادة العامة، كما ستمرّ عليك الأحداث.


وأوّل سبّة حدثت في الإسلام هي من قبل الخليفة عمر، فإنه قال يوم السقيفة: اقتلوا سعداً قتل الله سعداً.


وجاوز الخليفة مرّة اخرى السبّ، وهجم على بيت فاطمة، وهدّد من فيها ـ وهم علي عليه السلام وخيرة الصحابة ـ بأنّهم ان لم يخرجوا أحرقها، فلّما قيل له: في البيت فاطمة، قال: وإن!.


أليس سعداً من الصحابة؟! اليس عليا واصحابه من الصحابة؟! اليست فاطمة بضعة من رسول الله من آذاها آذاه ومن آذاه آذى الله ومن آذى الله غضب عليه وله عذاب اليم؟!.


فما هو معنى الصحابة في نظر الخليفة عمر؟.


ثم، عائشة قالت في حقّ عثمان: هذا قميص رسول الله لم يبل، وقد أبلى عثمان سنّته، اقتلوا نعثلاً فقد كفر.. اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلا.


ألم يكن طلحة والزبير أشدّ من ألّب على عثمان حتّى قتل؟!.


ألم ينكث طلحة والزبير بيعة أمير المؤمنين وحاربها حتّى قتلا؟!


ألم يكن أصحاب الشورى كلّهم من الصحابة، ومن العشرة المبشّرة ـ كما وضعوا هذا الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله ـ ؟! فلم يأمر عمر بقتلهم أجمعين؟!.


كل هذا وهم يقولون: بأيّهم اقتديتم اهتديتم!!! فعليّ عليه السلام وكثير من الصحابة في جهة من المعركة، وطلحة والزبير ـ وهما صحابينا ـ في جهةٍ أخرى، فالمسلم مع أيّ الفريقين يلتحق؟ وكذا حرب عليّ ومعاوية!!! فهل يا ترى يبقى للحديث الذي يروونه: بأيّهم اقتديتم اهتديتم، معنى يقبله عاقل حرّ؟!.


وترى أهل السنّة يحترمون أهل الذمة ـ الذين لا يعتقدون بأيّ شيء ـ ويضعون لهم حرمة في الاسلام، وتحقن دماؤهم ويؤدّون مراسمهم، ولكن لمّا يصل الأمر إلى الشيعة يقذفوهم بالرفض، وأنهم لا يقبلون عدالة الصحابة كافة، وعليه فدماؤهم وأموالهم كلّها مباحة! أهذا هو الانصاف أيّتها الأمّة المرحومة؟!!.


ولمزيد من الإطلاع حول هذا الموضوع راجع: تقريب المعارف وما نقله عن تاريخ الثقفي والواقدي، الطرائف: 373 ـ 381، نهج الحق وكشف الصدق: 314، نقض الوشيعة: 41، بحث حول حديث اصحابي كالنجوم للسيد الميلاني، ثمّ اهتديت: 77 ـ 122، فسئلوا أهل الذكر: 113 ـ 170، منهج في الانتماء المذهبي: 231 ـ 293.




المقدمة الرابعة


إحياء ذكرى عاشوراء وكونه سنّة مؤكّدة



قضية الامام السبط الشهيد الحسين بن علي سلام الله عليهما، واقامة المأتم عليه والبكاء والنوح، لم تكن قضيّة مستجدّة، بل لها وجود حتّى قبل ولادة الحسين عليه السلام، وشيعة الحسين في كلّ عام تقيم مراسم العزاء على الحسين في يوم مقتله العاشر من المحرّم، وذلك تأسّياً منها بنبيّها وأئمّتها أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله والصحابة الكرام، حيث كانت تقام المآتم على الحسين الشهيد قبل شهادته وبعدها، حتّى الجمادات والحيوانات ناحت وبكت على الحسين الشهيد.


ومعلوم لدى الكلّ أنّ مراسم الفرح والسرور تختلف باختلاف الأمم، بل وباختلاف الزمن، فكلّ أمّة تقيم مراسم العزاء بشكل ما، ويختلف هذا الرسم بزمان عن آخر.


فالشيعة على مرّ القرون كانت ملتزمة بإقامة العزاء على سيّد شباب أهل الجنّة، وفي جميع أنحاء العالم، وبأشكالٍ مختلفة باختلاف المكان والزمان.


ونحن هنا نذكر نبذة يسيرة ورؤوس مطالب عن كون إقامة العزاء على الحسين عليه السلام سنّة مؤكّدة، على المسلمين بأجمعهم إقامة هذا الشعار والالتزام به:


1 ـ لمّا ولد الحسين، أتت به أسماء النبي صلّى الله عليه وآله فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في حجره وبكى، فلمّا سألته أسماء عن سبب بكائه أجاب: على ابني هذا، فقالت: إنّه ولد الساعة! قال: تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي، ثمّ أمرها أن لا تخبر الزهراء، فإنّها قريبة عهد بولادته.


مقتل الحسين: 1/88، ذخائر العقبى: 119.


وهذا أول مأتم يقام على الحسين، وهو ساعة ولادته، فرسول الله يبكي عليه ويقيم مراسم العزاء.


2 ـ روي عن أمّ الفضل مرضعة الحسين: أنّها دخلت يوما على رسول الله صلّى الله عليه وآله، فوضعت الحسين في حجره، فرأت عينا رسول الله تهريقان من الدموع، فلمّا سألته عن السبب؟ قال: أتاني جبرئيل فأخبرني: أنّ أمّتي ستقتل ابني هذا، فقالت أم الفضل هذا! فقال: نعم.


المستدرك: 3/176، تاريخ الشام ترجمة الحسين عليه السلام: 183 رقم 232، مقتل الحسين: 1/158 ـ 159، الفصول المهمّة: 154، الصواعق: 115، الخصائص الكبرى: 2/125، كنز العمال: 6/223، الروض النضير: 1/148.


وهنا النبي صلّى الله عليه وآله مرّة أخرى يبكي على الحسين، والحسين في السنة الأولى من عمره لم يتمّ الرضاعة، فحريّ بنا أن نسّميه مأتم الرضوعة.


3 ـ لّما أتى على الحسين عليه السلام سنة كاملة هبط على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر ملكاً، محمّرة وجوههم قد نشروا أجنحتهم، وهم يخبرون النبي بما سينزل على الحسين عليه السلام.


مقتل الحسين: 1/163.


4 ـ لمّا أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر، فلّما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك؟ فقال: هذا جبرئيل بيخبرني عن أرض بشاطىء الفرات يقال لها: كربلاء، يقتل فيها ولدي الحسين.


ثمّ رجع من سفره مغموماً، فصعد المنبر، فخطب ووعظ والحسين بين يديه مع الحسن، ثمّ أخبر أصحابه بأنّ جبرئيل أخبره بأنّ الحسين مقتول مخذول.


فضجّ الناس في المسجد بالبكاء.


وهذه المرة رسول الله يقيم المأتم في مسجده أمام الصحابة، ورسول الله يقرأ المأتم، والناس يبكون.


مقتل الحسين: 1/163.


5 ـ وتكرّر إخبار جبرئيل والملائكة النبي بما يجري على الحسين وفي أزمنة مختلفة وفي أماكن متفرقة، والنبي صلّى الله عليه وآله يخبر من حوله بما يجري على الحسين ويبكي ويقيم ماتماً عليه، ففي بيت أم سلمة.. وعائشة.. وزينب بنت جحش.. وفي دار أمير المؤمنين.. وفي مجمع من الصحابة.. وفي داره.. وفي أماكن أخرى كثيرة، أقام النبي المأتم، وأخرج ما أعطاه جبرئيل من تربة كربلاء، وشاهدها كثيرون، وهم يبكون.


المستدرك: 4/398، المعجم الكبير للطبراني، ذخائر العقبى: 147، كنز العمال: 13/111، تاريخ الاسلام: 3/10، الخصائص الكبرى: 2/125، سيرتنا وسنتنا للاميني، احقاق الحق: 11/339.


قال الأميني: وربّما يظنّ ـ وظنّ الألمعي يقين ـ أنّ تكرّر المآتم الّتي أقامها


رسول الله صلّى الله عليه وآله في بيوت أمّهات المؤمنين إنّما كان على حلول الأعوام والسنين، إمّا نظراً إلى ميلاد الحسين أو إلى يوم استشهد فيه، أو إلى هذا وذاك معاً «سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تحويلا» الأحزاب: 62.


6 ـ وعند مسير علي عليه السلام إلى صفين: مرّ بكربلاء، فوقف وسأل عن اسم الأرض؟ فقيل: كربلاء، فبكى حتّى بلى الأرض من دموعه، ثمّ أخبرهم بما أخبره رسول الله بما يجري على الحسين عليه السلام.


الصواعق المحرقة: 191.


7 ـ ولمّا أخبر جبرئيل نبيّه بما سيجري على الحسين وأعطاه من تربة كربلاء شيئا، خرج والتربة بيده وهو يبكي، وأخبر عائشة بما يجري على الحسين، ثمّ خرج إلى الصحابة وأخبرهم أيضا وهو يبكي.


المعجم الكبير للطبراني، مجمع الزوائد: 9/187.


8 ـ وفي اللحظات الأخيرة للنبي قبل موته، ضمّ الحسين إلى صدره، وقال في حقّه كلمات طيّبة، ثمّ أغمي عليه، فلمّا أفاق قال: إنّ لي ولقاتلك يوم القيامة مقاماً بين يدي ربّي وخصومة .


مقتل الحسين: 1/173.


وفي هذه اللحظات الأخيرة من حياته المباركة لم ينس رسول الله الحسين، بل يقيم عليه المأتم وبحضور الحسين عليه السلام، ويتوجّع ويتألم ويهدد قاتله بالنار.


9 ـ وشهد النبي صلّى الله عليه وآله قتل الحسين كما رأته أم سلمة في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب، فلما سألته عن حالته؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفاً.


صحيح الترمذي: 13/193، المستدرك: 4/19، مصابيح السنّة: 207، أسد


الغابة: 2/22، كفاية الطالب: 286.


ورأى ابن عباس النبي في المنام وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فلمّا سأله عن الدم؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل التقطه منذ اليوم، فاستقيظ ابن عباس من نومه واسترجع وقال: قتل الحسين، فلمّا أحصي ذلك اليوم وجدوه قتل فيه.


مسند أحمد: 1/283، المعجم الكبير للطبراني، تاريخ بغداد: 142/1، المستدرك: 4/497، البداية والنهاية: 8/200.


10 ـ وبعد قتل الحسين عليه السلام نزلت الأنبياء عند مقتله، وهم يعزون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بولده، وكثر البكاء والنحيب عنده.


مقتل الحسين: 2/87، نور الأبصار: 125.


!! ـ ويحدّث رسول الله: أن ابنته فاطمة تحشر يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدم، فتتعلّق بقائمة من قوائم العرش، فتقول: يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدي.


مقتل الحسين: 52، الفردوس لابن شيرويه، ينابيع الموّدة، المناقب لابن المغازلي.


فتلاحظ بوضوح عزيزي القارىء أنّ النبي صلى الله عليه وآله من ولادة الحسين وإلى شهادته يواظب على ذكر الحسين وإقامة المأتم عليه والبكاء، فهو مع مسيرة الحسين عليه السلام، فالشيعة يقتدون بنبيّهم في إقامة مراسم الحسين وتعظيم الشعائر، لا أنّهم يبتدعون!!.


12 ـ وبعد قتل الحسين مطرت السماء دماً، فأصبح الناس وكلّ شيء لهم مليء دماً، حتّى جبابهم وجرارهم، وكان المطر في كلّ مكان: من المدينة وخراسان والشام والكوفة و.


وقال ابن عباس: هذه الحمرة الّتي في السماء ظهرت يوم قتله، ولم تر قبله.


مقتل الحسين 2/89، ذخائر العقبى: 144، تاريخ دمشق، الصواعق المحرقة: 116، الخصائص الكبرى: 126، ينابيع المودّة: 220، ومصادر أخرى كثيرة.
13 ـ لمّا جيء برأس الحسين بين يدي عبيدالله بن زياد شوهدت حيطان دار الامارة تسايل دماً.


ذخائر العقبى: 144، تاريخ دمشق لابن عساكر، الصواعق: 192.


14 ـ لمّا قتل الحسين مكثت السماء أياماً مثل العلقة.


المعجم الكبير للطبراني، مجمع الزوائد: 9/196، الخصائص الكبرى: 2/127.


15 ـ لمّا قتل الحسين مكث الناس سبعة أيام إذا صلوا العصر نظروا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنّها الملاحف المعصفرة، والكواكب كانها تضرب بعضها ببعض.


المعجم الكبير، مجمع الزوائد: 9/197، تاريخ الاسلام: 2/348، سير أعلام النبلاء: 3/210، تاريخ الخلفاء: 80.


16 ـ لمّا قتل الحسين عليه السلام مكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنّما لطخّت الحيطان بالدم من صلاة الفجر إلى غروب الشمس.


تذكرة الخواص: 284، الكامل في التاريخ: 3/301، البداية والنهاية: 8/171.


17 ـ لمّا قتل الحسين صار الورس الّذي في العسكر رماداً، ونحروا ناقة فكانوا يرون في لحمها المرار.


مقتل الحسين 2/90، تاريخ الاسلام: 2/348، سير اعلام النبلاء: 3/311، تهذيب التهذيب: 2/353، المحاسن والمساوي: 62، تاريخ الخلفاء: 80.


18 ـ اظلمّت الدنيا ثلاثة أيام بعد قتل الحسين، ثمّ ظهرت هذه الحمرة في


السماء، ولم يمسّ أحد من زعفران قوم الحسين شيئا فجعله على وجهه إلا احترق.


تذكرة الخواص: 283، الصواعق: 192، نظم درر السمطين: 220.


19 ـ لم تبك السماء على أحدٍ بعد يحيى بن زكريا إلاّ على الحسين، وبكاء السماء أن تحمرّ.


تاريخ دمشق لابن عساكر، كفاية الطالب: 289، سير أعلام النبلاء: 3/210، تذكرة الخواص: 283، الصواعق: 193.


20 ـ انكسفت الشمس حيث قتل الحسين كسفةً بدت الكواكب نصف النهار، حتّى ظنّ الناس أنّها هي.


المعجم الكبير للطبراني، كفاية الطالب: 296، مقتل الحسين: 2/89، نظم درر السمطين: 220، مجمع الزوائد: 9/197.


21 ـ ما رفع حجر من الدنيا يوم شهادة الحسين إلاّ وتحته دم عبيط.


الصواعق المحرقة: 192، تذكرة الخواص: 284، نظم درر السمطين: 220، ينابيع المودّة، 356، تاريخ الاسلام: 2/349، كفاية الطالب: 295.


22 ـ ما رفع حجر بالشام يوم قتل الحسين الاّ عن دم.


المعجم الكبير للطبراني، ذخائر العقيبى: 145.


23 ـ لم يرفع حجر ببيت المقدس يوم قتل الحسين إلاّ وجد تحته دم.


المعجم الكبير للطبراني، تهذيب التهذيب: 2/353، كفاية الطالب: 296، تاريخ الاسلام: 2/348، سير أعلام النبلاء: 3/212، العقد الفريد: 2/220، الخصائص الكبرى: 2/126.


24 ـ امتنعت العصافير من الأكل يوم قتل الحسين.


مقتل الحسين: 2/91.


25 ـ سطوع النور من الأجانة الّتي فيها رأس الحسين، وترفرف الطيور حولها.


مقتل الحسين: 2/101، الكامل في التاريخ: 3/296.


26 ـ تلطّخ غراب بدم الحسين، ثمّ طار فأتى على جدار فاطمة بنت الحسين. مقتل الحسين: 2/92.


27 ـ وبعد قتل الحسين عليه السلام ناحت الجن عليه في أماكن متفرقة:
المعجم الكبير للطبراني، ذخائر العقبى: 150، تاريخ الاسلام: 2/349، سير أعلام النبلاء: 3/214، نظم درر السمطين: 223، الإصابة: 1/334، مجمع الزوائد: 9/199، البداية والنهاية: 6/231، تاريخ الخلفاء: 80، الصواعق المحرقة: 194، ومصادر أخرى كثيرة جدّاً ذكرت نوح الجن عن رواة كثيرين، وأنهم كانوا يسمعون نوح الجن ويبكون على الحسين عليه السلام، وكان نوح الجن بصور مختلفة، عرضنا عن ذكرها خوفا من الاطالة، راجعها في احقاق الحق: 11/570 ـ 589.


فهذا حسيننا، وعلى مثل هذا نقيم المأتم ونبكي، وعلى المسلمين كافة أن يعظّموا هذا اليوم ويقيموا العزاء أحسن قيام بكلّ ما بوسعهم، تأسّياً منهم بنبيّهم، فإنّ الحسين لأجل الاسلام والحفاظ عليه ضحّى بمهجه وبأهله وأصحابه، حتّى بكى عليه الجن والسماء والحيوانات والجمادات وكلّ شيء، أفلا يحقّ لنا أن نبكي عليه بدل الدموع دماً؟!.


ولا أعلم، لم يتّهمون الشيعة بالبدعة في اقامتهم العزاء والبكاء على الحسين، وهذه كتبهم تشهد عليهم بأن إقامة العزاء سنّة، أقامها رسول الله صّى الله عليه وآله؟!


وهل مجازات من يقيم العزاء على ابن بنت رسول الله مع كلّ هذا التأكيد يوجب القتل والنهب والحرق والإبادة العامّة؟ وهذا غير مختصّ بعهد الشيخ المفيد، بل من بعد شهادة الحسين، وإلى يومنا وزماننا هذا، زماننا الذي يعبّر عنه


بزمان النور والتقّدم والحرّية!! ففي بلاد الهند والباكستان وغيرهما تقع مجازر في كل سنة بسبب إقامة الشيعة العزاء على الحسين، ويتعصّبون ضدّ الشيعة، ويحرقون مساجدهم ويقتلون المقيمين للعزاء، فإنّا لله وإنّا اليه راجعون.


ومن أراد التفصيل حول هذا المطلب وما يرتبط بالحسين الشهيد، فعليه بكتاب سيرتنا وسنتنا للعلامة الأميني، وكتاب إحقاق الحق الجزء الحادي عشر، ومقتل الحسين للخوارزمي، والبحار للمجلسي، والمقاتل الأخرى وكتب التاريخ والحديث.




المقدمة الخامسة


إحياء ذكرى الغدير وكونه سنّة مؤكّدة



روى النسائي في كتاب خصائص أمير المؤمنين: 21 ـ 27 عن سعد ابن أبي وقّاص قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله بطريق مكّة وهو متّجه إليها، فلّما بلغ غدير خم وقف للناس، ثمّ ردّ من سبقه، ولحقه من تخلّف، فلّما اجتمع الناس إليه قال: أيّها الناس من وليّكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثا، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب، ثمّ قال: من كان الله ورسوله وليّه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.


هذا الحديث روي بطرقٍ مختلفة وبأشكالٍ مختلفة، فرواه عن النبي نحو المائة وعشرين من الصحابة، ذكرهم العلامة الأميني على ترتيب الحروف الهجائية، ومن التابعين 360 تابعيا ذكرهم الأميني على ترتيب الحروف الهجائية، وألّف الكثير كتاباً مستقلاً عن الغدير ذكرهم العلامة السيد عبدالعزيز الطباطبائي في بحثه الغدير في التراث الإسلامي، ذكر فيه أكثر من (120) مؤلفاً.


ولا يوجد في السنّة النبويّة حديث آخر روته هذه الكثرة من الصحابة والتابعين ولا نصف هذا العدد، فهذا الحديث أصحّ الأحاديث سنداً وأكثره روايةً


فهو متواتر بالاجماع.


ومع هذا كلّه فبالقياس إلى من سمع الحديث، والمكان الذي أذاعه فيه الرسول، فإنّه لم يقله في بيته حتّى ولا في مسجده، بل أعلنه صرخة أمام عشرات الآلاف من الحجّاج، وأوصاهم بإبلاغ الحاضر الغائب، فيكون حديث الغدير رواته قليلون جدّاً.


وهذا اليوم، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، هو يوم عيد اشترك فيه السنّة والشيعة، وإن كانت الشيعة تبدي له اهتماماً ملحوظاً، لكنّه يوم فرح وعيد عند الفريقين.


فأمّا عند العامّة، فأدلّ دليل على أنّه يوم عيد ما ذكروه عقيب ذكرهم ليوم الغدير، فروى الطبري في كتاب الولاية باسناده عن زيد بن ارقم، عن رسول الله، وذكر حديث الغدير، وفي آخره جاء: قال رسول الله: معاشر الناس قولوا أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقة بأيدينا نؤديه الى أولادنا وأهلينا، لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيد علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم وسلّموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا الحمد لله الذي هدانا


قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا، وكان أول من صافق النبي صلى الله عليه وآله وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس، إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحدٍ، وامتدّ ذلك إلى أن صلّى العشائين في وقت واحد


ورواه احمد بن محمد الطبري في كتابه مناقب علي، وذكر في كتاب النشر والطي.


وفي مرآة المؤمنين لوليّ الله اللكهنوي: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال له: هنيئا


يابن أبي طالب أصبحت مولاي .


وفي روضة الصفا لابن خاوند المتوفى سنة 903هـ وأمر (النبي) أمير المؤمنين أن يجلس في خيمة أخرى، وأمر أطباق الناس بأن يهنّئوا علياً في خيمته، ولمّا فرغ الناس من التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنّئنه، ففعلن


وحديث التهنئة، وهو قول الناس هنيئاً لك يا ابن طالب، بعد البيعة، ومن جملة من هنّأ عمر، فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، روى هذا الكثير من المحّدثين، مثل الحافظ ابن أبي شيبة المتوفى سنة 235هـ في المصنّف، واحمد بن حنبل في مسنده 4/281، والحافظ ابو العباس الشيباني، وابو يعلى الموصلي في مسنده، و حتّى أوصلهم الأميني إلى ستين نفراً.


والتهنئة من خواصّ الأعياد والأفراح.


وذكر أبو هريرة: أن يوم قال رسول الله: من كنت مولاه هو يوم غدير خم، من صام ثمان عشرة من ذي الحجّة كتب له صيام ستين شهرا.


تاريخ بغداد 8/290، شواهد التنزيل 157/211.


وهذا هو دليل آخر على انّ لهذا اليوم شأناً لابدّ للمسلمين أو يعرفوه.


وكثير من مؤرخي العامة عبّروا عن هذا اليوم بالعيد، كما في الوفيات لابن خلكان 1/60 و2/223 وغيره.


وعدّه البيروني في الآثار الباقية في القرون الخالية: 334: ممّا استعمله أهل الاسلام في الأعياد.


وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي صفحة 53: يوم غدير خم، ذكره


أمير المؤمنين في شعره، وصار ذلك اليوم عيداً وموسما، لكونه كان وقتا خصّه رسول الله صلّى الله عليه وآله بهذه المنزلة العلية وشرّفه بها دون الناس كلّهم.


وفي كتاب شرف المصطفى للحافظ أبي سعيد الخركوشي المتوفى سنة 407هـ: أنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بعد تبليغ الغدير: هنّوئني هنّوئني، ان اللّه تعالى خصّني النبّوة وخصّ أهل بيتي بالإمامة


وهذا أيضا خير شاهد على كونه عيداً، حيث رسول الله يطلب من الناس أن يهنئّوه.


ولمّا نزلت آية «اليوم أكملت لكم دينكم» قال طارق بن شهاب الكتابي الّذي حضر مجلس عمر: لو نزلت فينا هذه الآية لاتخذنا يوم نزولها عيداً، ولم ينكر عليه أحد من الحضور.


أخرجه الأئمة الخمسة مسلم ومالك والبخاري والترمذي والنسائي.


وحاول أعداء عليّ أن يمحوا ذكر يوم الغدير، لكن أبى الله إلاّ أن يتمّ نوره، فأمير المؤمنين بدأ بالمناشدة به في عدّة مجالس، وكذا أهل بيته عليهم السلام وكثير من العلماء.


وهذه المناشدات كان لها الدور الفعّال في بقاء الغدير على مرّ العصور.


حتّى أنّ أمير المؤمنين أعلن عن الغدير وأنه يوم عيد سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، ومن خطبته أن قال: أنّ الله عزّ وجلّ جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين، لا يقوم أحدهما إلاّ بصاحبه ليكمل عندكم جميل صنعه إلى أن قال: عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم وبالبرّ باخوانكم


مصباح المتهجد: 524.


وفي تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي بسنده عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحيى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم، أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو اليوم الّذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيّه: «اليوم أكملت لكم دينكم» قال: قلت: وأيّ يوم هو؟ قال: فقال لي: إنّ أنبياء بني اسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده فعل ذلك، جعلوا ذلك اليوم عيداً، وأنه اليوم الّذي نصب فيه رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّاً للناس علماً قال: قلت: فما ينبغي أن نعمل في ذلك اليوم؟ قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد وسرور لما منّ الله به عليكم من ولايتنا، فاني أحبّ لكم ان تصوموه.


وروا الكليني في شأن هذا اليوم عدّة أحاديث، وأنه يوم عيد وعبادة ويستحب فيه اكثار الصلاة على محمد وآله والبراءة إلى الله ممن ظلمهم.


الكافي 1/204 و303، وكذا روي الشيخ الصدوق في الخصال والطوسي في المصباح عدّة أحاديث في شأن الغدير.


فهذا هو الغدير عند الشيعة وهذه عقيدتهم، وهم أخذوها من النبي والأئمة من أهل بيته سلام الله عليهم، فأين البدعة؟ وأيّ شيء أدخلوه في الشرع وهو ليس منه كي يتهموا بالبدعة؟


فلماذا اذن كل هذا الظلم والجور ضدّهم لأجل اقامة مراسم الغدير؟! كما ستمرّ عليك الأحداث، أليس هذا كلّه تعصّب ضدّ الشيعة؟!


وما نسبة النويري والمقريزي وغيرهما من أنّ هذا العيد ابتدعه معزّ الدولة بن بويه سنة 352هـ، فهو تعصّب محض وقلّة معرفة بالتاريخ.


قال الاميني: وما عساني أن أقول في بحاثة يكتب عن تأريخ الشيعة قبل أن


يقف على حقيقته، أو أنه عرف نفس الأمر فنسيها عند الكتابة، أو أغضى عنها لأمرٍ دبّر بليل، أو أنّه ما يبالي بما يقول.


أوليس المسعودي المتوفى 346هـ يقول في التنبيه والأشراف ص221: وولد علي رضي الله عنه وشيعته يعظّمون هذا اليوم؟!


أوليس الكليني الراوي لحديث عيد الغدير في الكافي توفي سنة 329هـ؟ وقبله فرات بن ابراهيم الكوفي المفسّر الراوي لحديثه الآخر


فالكتب هذه الفت قبل ما ذكراه ـ النويري والمقريزي ـ من التأريخ (352).


أوليس الفيّاض بن محمد بن عمر الطوسي قد أخبر به سنة 259هـ وذكر أنه شاهد الامام الرضا سلام الله عليه ـ المتوفى سنة 203 ـ يتعيد في هذا اليوم ويذكر فضله وقدمه؟! ويروي ذلك عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام.


والامام الصادق المتوفى سنة 148هـ قد علّم أصحابه بذلك كلّه وأخبرهم بما جرت عليه سنن الأنبياء من اتخاذ يوم نصبوا فيه خلفاءهم عيداً


هذه عقيدة عيد الغدير، لكن الرجلين أرادا طعنا بالشيعة، فأنكرا ذلك السلف الصالح وصوّراه بدعة مغزوّة إلى معزّ الدولة، وهما يحسبان أنه لا يقف على كلامهما من يعرف التاريخ فيناقشهما الحساب.


الغدير: 1/287 ـ 289، نهاية الأرب: 1/177، الخطط: 2/222.


ولزيادة الإطلاع عن هذه المسألة راجع: كشف المهم في خبر غدير خم للسيّد هاشم البحراني، عبقات الانوار للعلامة مير حامد حسين، الغدير للعلامة الأميني، منهج في الانتماء المذهبي: 90 ـ 156، الغدير في التراث لاسلامي للعلامة السيد عبدالعزيز الطباطبائي، حديث الغدير رواته كثيرون للغاية قليلون للغاية للسيد عبدالعزيز الطباطبائي، الغدير في حديث العترة الطاهرة للسيّد محمد جواد الشبيري، ومصادر أخرى كثيرة.

/ 6