النظرية السياسية لدى الإمام زين العابدين (ع)/ 348-381
رمز السياسة
غرّدْ على فَنَن من الخضراءِ
غرّد على نادي الهوى
لا نايَ في الدنيا كصدح
غرّد أمالكَ في الرياض
ما بين حقل زاهر معشوشب
والوردِ بعد الوردِ مبتسماً
او لم تكن بجمالها
فاسْدِ لها اللحن الطروبَ فانها
لو كنت في الجرداء(315) ما اطربتنا
وفِّ لها ما اسطعت بعض
وأصدق لها المدحَ البديع محبةً
وارى المديح الفذ ماقد هاجه
لا تذهبنَّ مشرقاً ومغرباً
وقف الهوى في ربعه وهم الاُلى
اعلام دين الله موضع
لا ليسَ يهواهم سوى كبد
هذي العقيدةُ افصحت
هتفت: بان المسلمين
وهداتهم شتى فهم في
فإذا عليُّ ابنُ الحسين
خيرُ الانام فتىً تعلق
خيرُ الانام فتىً يذوبُ
محبةً لله ذوبَ الظلِّ فيالصحراءِ
فالعيشُ عيش الروضة الغنّاءِ
تغريدةً دارت عليها اكؤُس الندماءِ
عنادل طربت وسجع حمامة ورقاءِ
وحسنها من حاجة ياملهم الشعراءِ
وخميلة تحيا بكل هناءِ
الى شجر كمثل القامةِ الهيفاءِ
ونسيمها جعلتك رَبَّ تلاوة وغناءِ
يا حبي اولى الخلقِ بالاسداءِ
هيهات من طرب على الجرداءِ
حقوقها ان الوفاء طبيعةُ الشرفاءِ
لجمالها الاسمى وبعض ثناءِ
ربع الهوى او كان محضَ جزاءِ
بهواك متبّعا خطى الاجراءِ
من آل بيت المصطفى الامناءِ
سرّه ومهابط التنزيل والايحاءِ
ذوى بمحبة الحكماء والعلماءِ
عن سرها في خير افصاح وخير اداءِ
منابتٌ شتى فبين الهدي والاهواءِ
سلَّم يمتدّ بين الارض والجوزاءِ
متوجٌ فوق الانام وساحة الشهداءِ
بالهدى كتعلق الابناء بالاباءِ
محبةً لله ذوبَ الظلِّ فيالصحراءِ
محبةً لله ذوبَ الظلِّ فيالصحراءِ
خيرُ الانام فتىً يصدُّ عن الهوى الـ ـمردي صدود الخصم عن خصماءِ خيرُ الانام من اصطفاهُ محمدٌ
لامامة حنفية عصماءِ
* * *
الصالحون هم الذين سَمَوا
وعليُّ زينُ العابدين سمابهم
كشّاف ادواء الانام بعلمه
قطاّع اعناقِ اللئام بجوده
مقحامُ اودية النفوس بنظرة
فتراهُ يكنفها ويسبرُ عمقها
حتى يريكَ صحيحها وسقيمها
فكأنما الرحمان اشهده
ومشمّر يسعى بغير هوادة
بين العبادة لا يُنال اقلّها
ويجدُّ نحو سياسة قد رفرفت
وله ـ إذا ما الليلُ اطبق ـ ساعةٌ
ولربّما اسودّت صحيفةُ ظهره من
ورسائل للظالمين يصدهم
ورسائلٌ للاصفياء تفجرت
الليل يسبحُ والنهارُ وانه
يسعى وان الدين والدنيا معاً
اذكى الحياة بفكرهِ
وارى الحياةَ جواهراً ومظاهراً
ولربَّ يوم لا يقاسُ بمجدهِ
واتى عليُ بنُ الحسين
فتذاوبت عنه الجموع وهالهم
فكأنه بطلُ الجيوش تفرقت
أسرَ القلوبَ محبةً
ومهابةً تحكي مهابةَ حيدر ذاك
والقلبُ ـ انىّ كان ـ عبدُ
ورأوا به القرآن جُسّد شاخصا
ورأوا به الزهراءَ بنت محمد
ورأوا به من كربلاءَ سموّها أو
وأتى هشامٌ(318) لاهثاً أو باحثاً
قد ظلّ فيهم حائراً متردّداً
وانحاز يسأل عن مصير بائس
أهشام مَن هذا؟ فقال كأنه
لا لستُ أعلم من يكون وانه
فإذا بسرّ الله يصرخ هاتفاً
نفثاً كنفث السمر غير مدافع
هذا الذي البطحاء تعرف
البيتُ بيتُ الله يدرك سرَّه
إنْ كنتَ تجهله فليس بضائر
قد عذّبوه بتهمة شوكيّة
أوَذلكم زين العباد وشمسُهم
ورموه جهلاً بالسياسة وهو
كان السياسةَ مخبراً
ان السياسةَ ـ لو علمتَ ـ طبيعة
وإذا تكانفت السياسةَ شهرةٌ
كم بين مشهور بزورِ
وصفوهُ بالصمت الغريب وما
الصمت ظلم للحقيقة
والصمت ظلم النفس لم تطبع على
قد كان يصمت عن مقام
ويبثُّ حكمته وينشر علمه
ويسلُّ رأياً مشرفياً صارماً
وله النصائح كالضحى
وبمسجد للمصطفى كم خطبة
وبأرض كوفان مقام لم يزل
وعلى دمشقَ ملامح من روعة
وصفوهُ بالتقوى وليس بمتِّق
كان التقي بجِدّه وكفاحه
كان التقي ولم يخف من ظالم
كان التقي وكم له من خطَّة
كان التقي تقى النبي محمَّد
وصفوهُ بالزهد العجيب وما
الزهد زهد النفس في
وبساحة التأريخ كم من
وبساحة التأريخ كم من زاهد
وبساحة التأريخ كم من
وبساحة التأريخ كم من زاهد
متقدّم نحو الرئاسة لم يكن
الزهد زهد أخي العقيدة
الخاشع الاوّاب كنز
وصفوهُ بالعرفان وصفاً
يا صاح ما العرفان إلاّ شعلة
نور ومعرفة بقلب موحِّد
يا صاح ما العرفان
يا صاح ما العرفان إلاّ أكبد قد
يا صاح ما العرفان إلاّ مهجة
إن رمت للعرفان رمزاً
وارفاً فعليُّ رمز محافل العرفاءِ
بنا للمكرماتِ وللهدى الوضّاءِ
فوق العلاءِ وفوق كل سماءِ
والعلم للانسان خير دواءِ
والجودُ مخزاةٌ على اللؤماءِ
كبرت عن التبجيل والاطراءِ
والسبْرُ يدني القاصي المتنائي
ليس السماعُ كمثلِ عين الرائي
على خلق النفوسِ برؤيةِ وجلاءِ
لا تعتريه سآمةُ الاعياءِ
يسعى وبين معارف سمحاءِ
بالفوزِ بين الصحبِ والاعداءِ
تحنو لشدِّ سواعدِ الفقراءِ
طولِ حملِ الماءِ للضعفاءِ(316)
فيها عن النزواتِ والفحشاءِ
القاً من التبصير واللالاءِ
لاشدُّ في سبح وفي اجراءِ
يتقدمان بهمةِ السعّاءِ(317)
وعلومه واقام بالاذكاء خير لواءِ
ابداً تدينُ لجذوةِ الاذكاءِ
قرنٌ من الامجاد والعلياءِ
ملبيا لله قربَ الكعبةِ الغرّاءِ
قمرٌ يشق مهابط الظلماءِ
عنه الكتائبُ فهي مثلُ هباءِ
عذريةً قدسيةَ الاظهار والابداءِ
الفتى في الساحة الحمراءِ
محبّة أو عبدُ خوف قاتل ورجاءِ
هدياً ومعرفةً وحسنَ رواءِ
في البهجةِ القمريةِ الزهراءِ
وقعَها في النفس والاحشاءِ
عن موطئ الاقدام في الترباءِ
متأخراً كالنعجة الشلاّءِ
للاشقياء وعزة السعداءِ
متجاهل دعني وعمقَ عزائي
بعض الرجال فخلّني ورثائي
يُعلي شموخ العزة القعساءِ
برؤى الفرزدق في أتمِّ نداءِ
قدرَه هذا عليٌّ سيدُ البطحاءِ
والحِلُّ والتحريم دون مراءِ(319)
جهل الحضيض بقمّة شماءِ
وأُقيمَ بين سواتر دكناءِ
قد صوّروه بريشة سوداءِ
لا ينفكُ نبعَ الساسةِ الكبراءِ
وسجيّةً لكنما الجهلاء في إغواءِ
في النفس لانبأٌ من الانباءِ
حسنى فمثل الضوع في الاشذاءِ
دعاية يوماً ومشهور بلا اصداءِ
لهم علم بما للصمت من أدواءِ
إنّها بالقول نعرفها بدون غشاءِ
صمت كمثل حجارة صماءِ
مابه للقول من دار ومن إيواءِ
كالشمس مشرقة على الغبراءِ
يوم الجدال وملتقى الخطباءِ
طلاّعة ما بين أرجاء الى أرجاءِ
تسبي النهى بفصاحة وبهاءِ
مرعى البيان ومطمح البلغاءِ
تغني طلاب الحسن اي غَناءِ
تقوى الذليل وخشعة الاُسراءِ
وبروحه الاخّاذة(320) المعطاءِ
أنىّ تخاف مساعر الهيجاءِ
في الاجتماع سليمة عذراءِ
لا منحنى الاُجراء والدُّخلاءِ
دروا للزهد من أصل ومن أنحاءِ
شهواتها لا بالثياب وجرّة من ماءِ
زاهد بالثوب مسراع إلى الغوغاءِ
بالزاد معروف الضّلال مرائي
زاهد بالدّار منكبٍّ على الاخطاءِ
بمطارح البيضاء والصفراءِ(321)
من أهلها كتقدّم الفضلاءِ
والهدى زين العباد الساجد البَكّاءِ
مباهج الـ ـحكماء والزُهّاد والبُرَآءِ
قاتماً مستوبل الالوان والافياءِ
وهّاجة في أنفس الحكماءِ
يُحيي الظّلام بأدمع وطفاءِ
إلاّ ألسن ثريت بذكر الله أيّ ثراءِ
أسكرتها خمرة الاسراءِ(322)
ذابت من الاشواق والبرحاءِ
وارفاً فعليُّ رمز محافل العرفاءِ
وارفاً فعليُّ رمز محافل العرفاءِ
وصفوهُ بالدَّعّاء لكن ما
أخيالُ شعر أم ملاعب فتية
قد كان دعّاءً إذا نشر
وتراه دعّاءً إذا الصبح
إِنَّ الدعاءَ وسيلةٌ روحيةٌ
وهو الدعاء إذا تشاء سياسة
سيل من اللعنات تسكبها لظىً
وفضائح تفري الوجوه وإن
ولكم به من خطة
ولكم به إيحاءة مرّت على
لا يبلغ التصريحُ غايات
وصفوه بالبَرّ الحنون وانما
فيض من الرّفق الشفيف يزينه
قد حنَّ للعاني(324) الضعيف
والدّمع يسكبه كمثل لئالئ
وله العواطف ساميات تلتقي
وإذا يلاقي الظالمين فإنّه
كم قولة كالصخر شجَّت أوجهاً
وخطابة كالارجوان
وسياسة لانت فخلتُ كأنّها
حتى إذا اشتدّت حسبتُ
وعلى دمشقة(325) من زئير
سياسة زينيّة(326) ماحزَّ بالهُجَناءِ
الذي يجري وراء الوصف بالدَّعاءِ
أم بعض اُنس الغادة الحسناءِ
الدُجى أستارَهُ في الليلة الليلاءِ
انبرى متبختراً بالصفحةِ البيضاءِ
تبني صروحَ النفسِ ايّ بناءِ
صكّت وجوه الظلم والنكراءِ
من فوق هام القادة اللُؤماءِ
أبت أن تنحني للفري كلّ إباءِ
معهودة بالفوز والانجاح والارواءِ
سمع الطغاة كصعقة حَذّاءِ(323)
له إلاْ وتبلغها يد الايماءِ
قصدوا معانيَ مُوِّهت بغطاءِ
نبل الشعور ورقّة الرحماءِ
وزاره برفيف أخلاق وعطر إخاءِ
رفقاً وتحناناً على البؤساءِ
والنفس نفس تلطّف وصفاءِ
كالصُلْب أو كقساوة البيداءِ
سوداء بل كالفيلق الشهباءِ
أعدَّها لقراع جور دونما اغضاءِ
ترف الغنى أو بهجة السرّاءِ
صوارماً هنديّة صُبَّت على اللُّقطاءِ
سياسة زينيّة(326) ماحزَّ بالهُجَناءِ
سياسة زينيّة(326) ماحزَّ بالهُجَناءِ
* * *
رجل السياسة لم تزل من
جيلاً يردّ بصدره وبنحره
تبْغي له الزّيغ الحقير وإنّه
حتى أضرّت فيه وهو مكافح
وأشدّ أبطال الكفاح مصابر
وتظلّ توخزه أسنّة بطشها
ويظلُّ يطعنها بخطّ
كلٌّ بصاحبه يروم إطاحة
فإذا بذاك الجيل يخلق
وهدى السياسة لم يزل قرآنها
يتلو صحيفتها وتتلو صُحفه
ما رامَها إلا وأقبل جندها
رجل السياسة والعقيدة
إنَّ السياسة بعض دين محمّد
فتأَخّروا يا معشر الجهلاءِ(327)
همِّه حتى أعدَّ مراجل الاِبقاءِ
ضربات كف حكومة عسراءِ
يبغي لها صوراً من الافناءِ
ما أخمدتهُ صواعق الشحناءِ
للحرب لم يهزم لطول عناءِ
بسياسة كالصعدةِ السمراءِ
سياسة زينيّة معدومة النُظراءِ
والخلد لا يعنو لغير فدائي
مثله وإذا الحكومة ريشة بهواءِ
الـ مَتْلُوَّ في الاصباح والامساءِ
الـ غرّاء، والجُهّال في إغفاءِ
متجاوباً مستسلم الاعضاءِ
لم يجد بوناً وردَّ مقالة السفهاءِ
فتأَخّروا يا معشر الجهلاءِ(327)
فتأَخّروا يا معشر الجهلاءِ(327)
عاش العقيدة ثورةً
قل للعوائلِ في المدينةِ ميلي
دامي الفؤاد ـ تقطعت أحشاؤهُ
وتنكّرت قسماته وأحالها
دمعي سكبت على مربّي الجيل
زين العباد وصفوة الله
ومفجِّع قد حلّ بعد مفجِّع
ترك الحسين على الفرات مضرَّجاً
وفجيعة السجّاد بين أحبّة
وبكوه للدنيا تطيب بظلّه
ذاك الامام الفذ من فاق الورى
ذاك الامام الفذ من فاق
وبحسبه ان كان حيدر اصلهُ
وبحسبه ان فاق من وطئ
وله من التاريخ كل معارف
وبحسبه قيلُ النبي المصطفى
يوم القيامة سوف يدعى
أين الفتى زين العباد
فكأنني أرنوا الى ولدي مشى
ذاكم علي بن الحسين وصيتي فيكم
أولى البرية في البرية
ليس القيادة في سياسة دربه
كلاّ ولا ملكاً عضوضاً زائغاً
انّ القيادة كوكب متوهج في
دين النبي محمد منهاجها
لاتبغي إلاّ الحق ليس يغوله كذب
لا تحكم الارحام في جنباتها
يا ويلهم جعلوا قيادة
بين ابن هند لاعباً متفكّهاً بادي
عن ذي الكفاءة والمعارف والهدى
لو كان حاكمهم(330) اذن علم الورى
أو كان قائدهم اذن علم الورى
انّ النبي محمداً لمّا
عاش العقيدة ثورة لا ثروةً
واذا المطامع حُكّمت أضحى
الهدى ضرباً من التزمير والتطبيل
نحو العويلِ لفقدِ خيرِ معيلِ
فتقطعت اَحشاءُ كلِّ أَصيلِ
سم وإن السم شرُّ محيل
سحاً عليه فما شفيت غليلي
الذي لم تفصح الدنيا له بمثيل
شهرَ المحرمِ آهِ أي حلول
ظامي يتوق لورده المعسول
ندبوه بالتكبير والتهليل
وبكوه للاخرى بكل عويل
بالجَد إنّ الجَد خبرُ رسول
الورى بالاُم انّ الامَّ خير بتول
والفرع لا يرقى بغير اصول
الثرى بالفقه والتنزيل والتأويل
بالفكر دافقة دفيق النيل
لو ادرك الحكام معنى القيل
جهرة والخلق ماثلة أشد مثول
فيالها اكرومة جلّت عن التمثيل
بين الصفوف موفّر التبجيل
وهل أوصي بغير جميل(328)
كلها بقيادة عليا وبالاكليل
غنماً لكل مخادع وضئيل
ألقى به الضلّيل للضلّيل
خطهِ الاسمى وشمس أصيل
ودليلها أكرم بخير دليل
الشعار ولا المقال بِغُول(329)
ابداً ولا كان الهوى ببديل
حكمهم أرثاً وتوكيلاً الى توكيل
الضلال الى أحطّ سليل
عدلوا بها سَفَهاً لغير عدول
نبل الحكومة في زمام نبيل
علم المقدَّمِ ليس بالمفضول
يزل حياً وان الدين غير كليل
ومحطة للكسب والتمويل
الهدى ضرباً من التزمير والتطبيل
الهدى ضرباً من التزمير والتطبيل
* * *
ومواقف مشهودة قد
أوَ ليس في نادي الشآم كفاية
لمّا سما زين العباد بمنطق
ولربّ نطق لا يقاس بقدره
لو كنت تعقل يا يزيد فجيعة
لتركت ألوان الاسرّة طائعاً
وأكلت من نَبذ(332) الرماد مفارقاً
ودعوتَ بالويلات ممّا قد جنتْ
وصرختَكالثكلى اُصيب
مَن كان يعرفني فذاك ومَن
أنا مَن أنا زين العباد وفي الذي
ولقد طلعتُ عليكمُ بمحمد
ولقد طلعت عليكمُ بوصيّهِ
أنا إبن اول من أجاب مسارعاً
أنا إبن يعسوبِ الهداة ونور مَن
أنا إبن من قد كان جبريل له
أنا إبن مردي المشركين وقاصم الــ
أنا إبن سهم من مرامي الله
قطّاعِ أصلابِ الرجال مفرّقالا
سمحِ سخيّ لا يقاس به
وأشدِّ من شهد الحروب شكيمةً
ليثِ الحجاز وكبشِ ابطال
فاذا يزيد يضجّ مما
تلك السياسةُ بالشجاعة ركّبت
فاذا هما كالصارم المسلول(334)
جاوزت مدح البليغ ورائعات قؤول
اذ صار عزّ الملك شر ذليل
صعب الامور لديه جدّ ذلول
حدّ الحسام ولا فعال فَعول
اوقعتها ياويك(331) من مرذولِ
وثويت في رمل هناك مهيل
رغد الحياة وطيّب المأكول
كفّاك بابن المصطفى المأمول
وحيدها يا للثبور لقاتل مقتول
له جهل فإني معلم لجهول
قد قلت ما يُغني عن التحصيل
لو تعرفون مكانتي ومقيلي
خير الانام وملتقى التفضيل
لله واستسقى هدى التنزيل
قد جاهدوا والبِيض ذات فُلول
عوناً ومنصور(333) بميكائيل
ـقوم الطغاة بسيفه المصقول
قد أودى البغاة وكرّ غير مَلولِ
حزاب للحرب العوان وَصولِ
امرؤ طهر زكيّ صادق بهلولِ
أسد الى الشوس الكماة عَجولِ
العرا ق وغيثِ كل جديبة ومحيل
قاله خير الورى ويحيد كالمذهول
فاذا هما كالصارم المسلول(334)
فاذا هما كالصارم المسلول(334)
* * *
ويقول منهال بن عمرو كيف
فيقول أمسينا وربّ
ما بين فرعون اللئيم وحزبه
منهال أمسى العُرب قد فخروا
وقريش أمسوا بُذّخاً بمحمد
ولنحن آل محمد وبنوه
عشنا العذاب ولم نزل مذ فقدهِ
ما بين مغصوب ومقهور
وأتى المدينة لا يهاب مؤمَّراً أنىّ
أوَ ترهبون الفاسقينَ غشوْكمُ
قُتل الحسين فيالها من محنة
قُتل الحسين ورأسهُ طافوا به في
قُتل الحسين وآلُهُ وَنساؤه
من بعد ما قُرعت بأرماح العِدا
يا أيها الاقوام أيّ منكمُ
أم أي قلب بعده لم ينصدع
يا أيها الاقوامُ شمسُ محمد
يا أيها الاقوام شرِّدنا
والله لو ان النبيّ بقتلنا
ما زاد أقوام على ما قد
جنوا بحقوقنا وأتوا بكل وبيل
قد أمسيت بين إقامة ورحيل
محمد ومثالنا فيكم بنو اسرائيل
يتخضبون من الدم المطلول
على مَن دونهم فخراً بغير عَذول(335)
فخراً على فخر هناك أثيل
أو لى منهمُ طرّاً بكل جليلِ
اُسراء غمّ ـ لا يطاقُ ـ مهولِ
ومقــ تولِ وبين مطرَّد معقولِ
يهاب الذئبَ ليثُ الغيلِ(336)
جوراً وبِيض الهندِ ذات صليل
كبرى ورزء كالجبال ثقيل
كل حَزن شامخ وسهول
اُسروا فمن لخفائر وشبول
نزلت بربع ليس بالمأهول
من بعد قتله يرتوي بنهول
أم أي عين لم تُصَب بهمول
ما بينكم قد آذنت باُفول
بلا جُرم وطرّدنا بكفّ هزيل
وبأسرنا أوصى ونيل ذحول(337)
جنوا بحقوقنا وأتوا بكل وبيل
جنوا بحقوقنا وأتوا بكل وبيل
انظر رجالك يا محمد غودروا
بعض يُشال على الرماح وبعضهم
في كربلاء ويوم فخ هاهمُ
انا قد عهدتك سيدي دامي الحشا
قتلوا علياً ذا الفخار ومثّلوا
والمجتبى بالسم يقضي نحبه
والباقران معاً وموسى أصبحوا
وعليّ والفرد الجواد ونجله
أسروا بناتك آه أيّ مصيبة
تلك المصائب بالجبال عدلتُها
قدْ مُتَّ لكن لا تموت عبادةٌ
قد مت لكن لا تموت سياسةُ
وصحيفة ظلت طليعة ثورة
وصحيفة كانت لال
وصحيفة ملء الكرامة صاغها
كالشمس في اعطائها
كالروض الا انها قد اورقت
حراً وقراً دونما تعطيل(339)
ما بين مسموم وبين قتيل
فوق الكناسة باديَ التنكيلِ
تجري دماؤهمُ كدفق مسيل
فاندبْ بدمع كالسحاب هطولِ
بحسين يوماً أيّما تمثيل
والعابد السجاد في تكبيل
مثلاً لمكويّ الفؤاد عليلِ
والعسكري قضوا بكل سبيل
جلّت عن التمويه والتضليل
فتهافتت ومضوا بغير عديل
صدعت فؤاد العاشق المتبول
بهرت عميقَ الفكر والمعقول(338)
كبرى ودرب سياسة وحلول
محمد انجيلهم لله من انجيل
ظل النبوة لانتشال الجيل
والسيف في ضرباته لملفّق ودخيل
حراً وقراً دونما تعطيل(339)
حراً وقراً دونما تعطيل(339)
محمود البغدادي
اللهم إن قدّرت لنا العمل بما نعلم فجنبنا العمل لغير وجهك فياويلنا أيكون العلم منك والعمل لغيرك.. فما أضلّ صفقة تاجر رأس ماله لمولاه، وربحه لسواه.
اللهم وان قدرت لنا العمل بما
فان سوء التطبيق من نكد
العلم، وعثرة الطريق من شقاء العالم.
نعلم فجنبنا سوء التطبيق وعثرةالطريق..
العلم، وعثرة الطريق من شقاء العالم.
العلم، وعثرة الطريق من شقاء العالم.
عـرفان الجميـل
اتقدم باسمى آيات الشكر والتقدير للمجمع العالمي لاهل البيت(عليهم السلام)على الجهود المتظافرة، والانشطة العلمية الوافرة التي يجود بها احياءً للكتاب الحكيم، والسنة المطهرة، ونشراً للحقيقة الغراء.
اسأل المولى عزّوجلّ ان يكلا القائمين عليه، والعاملين فيه برعايته، وان يكلل اعمالهم بالنجاح الفائق والتوفيق المطّرد.
انه نعم المولى ونعم النصير
المؤلف
محمود البغدادي
(315) الجرداء: الارض الجرداء.
(316) يذكر التاريخ ان زين العابدين(عليه السلام) كان يحمل الماء للضعفاء من جيرانه.
(317) السعاء: الكثير الجد والسعي.
(318) هشام بن عبد الملك بن مروان وكان آنذاك ولي العهد.
(319) مراء: جدال، اي ان الحلال والحرام يدرك سر الامام زين العابدين بدون جدال.
(320) الاخاذة: التي تأخذ القلوب بروعتها وجمالها.
(321) أي الفضة والذهب.
(322) بمعنى الاسراء الى الله تبارك وتعالى والتوجه الكامل نحوه.
(323) حذّاء: سريعة.
(324) العاني: الاسير.
(325) دمشقة: لغة في دمشق.
(326) زينيّة: نسبة للامام زين العابدين(عليه السلام).
(327) القصيدة للمؤلف عفا الله عنه.
(328) اذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: ليقم زين العابدين، فكاني انظر الى ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف. (تاريخ دمشق: مصورة، وكفاية الطالب / ص 448، وحلية الابرار 2 / 8 ومصادرها كثيرة).
(329) بغول: بداهية، بهلاك.
(330) أي لو كان الامام زين العابدين هو الحاكم.
(331) ياويك: ياويلك
(332) النبذ من الشي: القطعة منه.
(333) التقدير: وابنُ منصور.
(334) راجع خطبتهُ(عليه السلام) في موضوع مع الحسين في الثورة الخالدة.
(335) عذول: لائم.
(336) راجع خطاب الامام زين العابدين(عليه السلام) في مشارف المدينة المنورة في فصل: مع الحسين في الثورة الخالدة ـ 3 ـ .
(337) ذحول: جمع ذحل وهو الثأر.
(338) المعقول: العقل وهو من استعمال اسم المفعول بمعنى المصدر.
(339) وافق عدد ابيات القصيدة سنة وفاة الامام زين العابدين(عليه السلام)، وهي 94 للهجرة على المشهور.