العراق وفلسطين - صحوة الإسلامیة آفاقها المستقبلیة وترشیدها نسخه متنی

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

صحوة الإسلامیة آفاقها المستقبلیة وترشیدها - نسخه متنی

محمد العاصی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




العراق وفلسطين


كل هذا
يقودنا إلى التأزم والافتراق والمفارقة الحاصلة في حيثيات كل من العراق وفلسطين. كل
منا يعرف بداهة أن العراق وفلسطين تتعرضان لغزو احتلال يختلفان في التكتيك ويتفقان
في الاستراتيجية . إسرائيل وأمريكا كلاهما مجرمتان فيما يقومان بهما ضد الشعبين
المظلومين في الأرض المقدسة وبلاد مابين النهرين. والتخلص من إسرائيل وأمريكا واجب
شرعي عدا عن كونه مطلباً قانونياً . ولكن ما تحت سطح الاحتلال الغاشم هو بيت
القصيد. ولا يسعنا هنا في هذه العجالة أن نفتح الملف الفلسطيني والملف العراقي
بكل مافيها من تفاصيل وتفاصيل التفاصيل في تشعباتها السياسية والتاريخية والعسكرية
والعقدية وغير ذلك.


فيكفي
أن نشير هنا إلى أن فلسطين تم احتلالها وسرقتها بعد أن طويت صفحة الحكم الإسلامي
ودخل الاستعمار بجيوشه وطابوره إلى البلاد الاسلامية كلها من مشارق آسيه إلى مغارب
إفريقيه. وبانحسار موجة الحكم الإّسلامي بدأت كيانات علمانية وقومية واشتراكية
ورأسمالية وقبلية واقطاعية وغيرها تغيّب الإرادة الشعبية الإسلامية عن حيز التنفيذ
وبذلك تمّ للشراكة السياسية الغربية المجتمعة حول (أولوية الصهيونية) توطين مئات
الآلاف من اليهود الصهاينة في الأرض المقدسة. وبدأ هؤلاء الوافدون الناهبون يعملون
ليل نهار على تفريخ الكيان والنظام الصهيوني العنصري وبغياب الارادة السياسية
الإسلامية الشعبية وبتغييب ديناميكية البيعة والشورى من حياة المسلمين الاجتماعية
والسياسية تم في ليل مظلم سلخ الشعوب المسلمة عن حكوماتها غير المسلمة.


فأصبح
الآن أكثر من مليار ونصف مليار مسلم في واد وحفنة من الحكام ومرافقيهم في واد آخر.
وبسبب هذه المسافة الشاسعة بين شعوب تريد إسلاما وحكومات تريد كل شيء وأي شيء خلا
إسلاما سبب ذلك دخلت (إسرائيل) بعيوبها الخلقية كلها إلى فلسطين والأبواب كلها
مشرّعة أمامها من ماليزيه إلى مالي! أرساء دولة خبيثة كهذه بعنجيتها وعنصريتها
وعفلقتها لم يكن ليحدث لو تمتعت الشعوب المسلمة باجتهاداتها ومارست توجهاتها
وتلاقحت اختياراتها ضمن نفسية التآخي برغم افتراق الاجتهاد والتفاهم برغم اختلاف
الرأي والتناصر برغم تفاوت الشورى.


أما
العراق وما يحدث في العراق فيجب أن يطفو على سطح الوعي الإسلامي العام.


العراق
يمثل المرة الأولى بعد إنشاء الشبكة العلمانية القومية من قبل الغرب في العالم
الإسلامي الذي يتخلص فيه هذه الغرب إياه من أحد عملائه ليس لأن هذا العملي لم يعمل
على خدمة المصلحة الغربية ولكن لأنه لم يستطع أن يهزم الإسلام السياسي الى جواره
الشرقي (إيران) وداخل كيانه (العراق) . وهذه إن دلّت على شيء فإنها تدلّ على أن
السدّ القومي والعلماني الذي وقف بحكوماته وأنظمته أمام إرادة الشعوب الإّسلامية
بدأ يتآكل ويتفتت ويتشرذم . ولم تعد الصهيونية والإمبريالية قادرتين على ممارسة
دورهما الهدام من وراء جدار. فالآن وبفضل مئات الآلاف إن لم يكن الملايين من
الشهداء الذين قضوا نحبهم ومضوا إلى ربهم انكشفت أو تنكشف الأقنعة عن العملاء
والدخلاء والتبعاء. إن المسؤولية العامة على المسلمين اليوم هي أكبر مما كانت عليه
من قبل .


إن
الانهيار العصبي السياسي في الغرب واضح في المحاولات الحثيثة من قبله (لجزأرة)
العالم الإسلامي. وهذا يعني أن الاستخبارات الصهيونية والأمريكية والغربية وغيرها
من مؤسسات عسكرية وسياسية قد دخلت على (خط العمل الإسلامي) وتحاول جهدها الأخير في
اقتراف اعمال ارهابية ثم تلصق هذه الأعمال الارهابية بالمسلمين.تماماً كما فعلت في
الجزائر تفعل الآن في كل مكان لتثير النقمة الشعبية والسخط العالمي على المسلمين
المجاهدين في الدرجة الأولى وعلى باقي المسلمين بالدرجة الثانية!


إن
اختزان الوعي السياسي التاريخي هو القيمة الفريدة والمنقذ من ضلال هذا العصر الصهيو
– أمريكي . والذين يركنون إلى الذين ظلموا في هذه الحالة يغازلون كفرا. إن الإيمان
في مثل هذه الأوضاع وضمن هذه التحديات وداخل هذه التطورات معناه البراءة من أمريكا
وإسرائيل بكل عصيهم وجزراتهم. أمريكا في العراق وإسرائيل في فلسطين تقدمان لنا أجلى
تفسير للكفر والشرك والظلم. فبأي مفهوم وبأي انتساب لله ولرسوله وللمؤمنين يقوم بعض
أبناء جلدتنا والمتمظهرين بالاسلام بركوب الدبابات الأمريكية أو التشاور مع


(الخبراء) الصهاينة في المنطقة كلها الآن؟! هذا هو المنكر عينه العداوة نفسها
والكيد الذي لاريب فيه:


(وكيف
تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط
مستقيم) (آل عمران/ 101).


نعلم أن
كثيرا من المسلمين يعيشيون حالة (قبلية) ومن أشد هذه الحالات هي (المذهبية القبلية)
فالسني والشيعي في بعض الأحيان المتكررة يعبرون عن (سنيتهم) أو عن (شيعيتهم) وكأنهم
اعضاء في قبيلة: إحداها قبيلة السنة والأخرى قبيلة الشيعة. ولعمري إن هذا من أفتك
ما ابتلي به المسلمون. والتقوقع الفكري (اذا صح التعبير) هو الذي يجعل كثيرا منا
نعيش هذه الحالة (العصبية) .


أملنا
ورجاؤنا أن يبادر المسلمون إلى اخذ الكتاب بقوة.


دعاؤنا
وتوسلنا أن يغفر لنا الله تقصيرنا ومالا طاقة لنا به..


وثقتنا
ويقينا أن الله ناصر من ينصره.


وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


/ 6